رشا الشايب تكتب:«ظُهر»… الحلم يتحقق

أيام قليلة ويتحقق الحلم الذي طالما تمنيناه، أيام قليلة وستشهد صناعة البترول المصرية لحظات فارقة، سيسطُرها التاريخ بحروف من نور، ما كنا لنتخيلها يوماً ما، أيام قليلة وسَيُسدَل الستار عن معاناة شعب، عاني وبكل ضراوة وشراسة وعلي مدار أزمنة طويلة، من مشكلات نقص إمدادات الطاقة وما ترتب عليها من سلبيات، أيام قليلة وستتغير شكل خريطة الغاز المصرية معلنة وبأعلي المؤشرات زيادة احتياطيات مصر من الغاز وزيادة معدلات الإنتاج، أيام قليلة وسيبدأ عملاق الغاز الطبيعي (ظُهر) في حصد باكورة إنتاجه في مرحلته الأولي وضخ الغاز المتولد منه في الشبكة القومية للغازات الطبيعية.
من منا لم يتمن أن تتجاوز مصر أزمة إمدادات الطاقة، من منا لم يحلم باليوم الذي تحقق فيه مصر الاكتفاء الذاتي من مصادر الطاقة، من منا لم ير أنه بات من حق هذا البلد الغالي أن تُضاء فيه شعلة التنمية، وذلك بوصول الغاز لكل أنحائه، متغلغلاً كل شرايينه، منيراً لكل أركانه، معلناً بداية حقبة صناعية جديدة مستندة علي أصول وإمدادات ضخمة لمصادر الطاقة.
ظُهر هو حلم الدولة المصرية بروحها المتطورة الجديدة، الذي يَعبُر بها من قيود الاستيراد إلي تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز (كمرحلة أولي) في عام 2018، ثم يُحلق بها في آفاق التصدير (كمرحلة ثانية) في عام 2019م.
يعتبر ظُهر أضخم حقول غاز البحر المتوسط بأعلي الاحتياطيات، ووفقاً لبيانات وزارة البترول المعلنة، يُنتج ظهر في مرحلته الأولي ما يزيد علي 500 مليون قدم مكعب يوميًا، علي أن تتضاعف إلي 1.2 مليار قدم مكعب قبل نهاية عام 2018، تمد به قطاعات الكهرباء والصناعة والمنازل والسيارات والصناعات ذات القيمة المضافة كصناعة البتروكيماويات وغيرها.
لاشك أن مشروعات تنمية الاكتشافات الغازية الجديدة تعتبر ضمن مشروعات البنية التحتية للدولة المصرية، والتي تعتبر بالإضافة إلي تشجيع ودعم استثمارات الشركات العالمية الكبري في أنشطة البحث والاستكشاف عن الثروات البترولية من أهم السمات الرائعة لبرنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مسئولية حكم البلاد وحتي الآن، وتكمن أهمية مشروعات البنية التحتية في أنها تعتبر مؤشراً مهماً للحكم علي تنمية الدولة وقوة اقتصادها، بالإضافة إلي أنها تعمل علي تحسين ظروف الحياة المجتمعية للمواطنين بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أنها تضمن الحفاظ علي حقوق الأجيال المتلاحقة في ثروات البلاد.
أما علي وجه الخصوص، فمشروعات الاكتشافات الغازية لها عدد من المزايا الأخري فهي تُوفر إمدادات الطاقة والتي تعتبر عصب الحياة الاقتصادية، بالإضافة إلي تقليل شحنات الاستيراد وتوفير القيمة النقدية لعملية الاستيراد الشهرية من الغاز واستغلالها في نواحٍ أخري، بالإضافة لتأمين احتياجات السوق المصري من الغاز، والعمل علي زيادة الاحتياطيات الغازية للدولة المصرية لاحقا وقريباً بإذن الله، مما يضعها علي قائمة الدول المصدرة للغاز مما يساهم في زيادة العملة الصعبة وتدعيم الاقتصاد القومي للبلاد.
أما قطاع البترول المصري الرائد، فيُسخر ما يمتلكه من إمكانيات هائلة، وخبرات وكفاءات بشرية متميزة، وجهود مخلصة لأبنائه، من أجل تحقيق مصلحة الوطن قبل أي شيء، فكان ومازال يحمل شعار (تحمُّل المسئولية، تقديس العمل، ورفع راية هذا الوطن).

نقلا عن الاخبار