مقالات

مدير السياسات بـ”فيرسك مابلكروفت” لـ”نوفا” يحذر:التنقيب عن الغاز قبالة قبرص قد يشعل مناوشات بحرية

رأفت إبراهيم – وكالة أنباء البترول

حذر أنتوني سكينر، مدير السياسات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ”فيرسك مابلكروفت”، من أن التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة السواحل القبرصية قد يشعل مواجهات ومناوشت بحرية بين اللاعبين الإقليمين.

 

وقال سكينر، فى حوار موسع مع”فيرسك مابلكروفت” و”وود ماكينزي” التابعتين لـ”فيرسك انلاتيكس” مع وكالة “نوفا” الإيطالية للأنباء، “إن التنقيب عن الغاز قبالة السواحل القبرصية فى شرق المتوسط قد تشعل مواجهات ومناوشات إقليمية، والخطر بالغ خاصة وأن تركيا على أعتاب انتخابات رئاسية وبرلمانية فى يونيو 2018 يسعى من خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الحصول على أعلى أصوات. اليونان أيضا على أعتاب انتخابات فى 2019، ما يجعل من الصعب لديها أن تحتوى أي مشكلات تفتعلها تركيا.”

 

وفيما حذر من احتمال اندلاع مواجهات بحرية، إلا أن سكينر أكد أن “أيا من الدول الثلاث لا يريد حربا، لكن يبقى هناك دائما سوء تقدير.”

 

إلى ذلك، حذر سكينر أيضا من تأثير التوترات القائمة فى المياه الإقليمية القبرصية على تنمية حقول الغاز فى شرق البحر المتوسط، قائلا “لن يتم استغلال إمكانات البحر الأبيض المتوسط في البحر الأبيض المتوسط بشكل كامل حتى تتوصل أثينا ونيقوسيا وأنقرة والجمهورية التركية لشمال قبرص إلى تفاهم على نحو يؤدى إلى اتفاق سلام شامل في جزيرة قبرص المقسمة. فى هذه الحالة، سوف يحتاج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تقديم أي اتفاق- بشأن السلام مع الجمهورية التركية لشمال قبرص- على أنه انتصار لناخبيه، وهي مهمة أصبحت أكثر صعوبة بالنظر إلى الحالة المتوترة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي من ناحية وتركيا والولايات المتحدة وتركيا من ناحية أخرى”.

 

وأوضح سكينر أن “أنقرة تدافع عن محاولاتها المستميتة لإحباط أي محاولة للتنقيب فى المياه الإقليمية التى تطالب بها تركيا و جمهورية شمال قبرص التركية، بحجة أنها مناطقهم الاقتصادية الحصرية المزعومة فى البحر المتوسط والتى تتداخل مع مناطق قبرص اليونانية وتمتد في معظم أنحاء الجزيرة.”

 

ورجح سكينر أن “تستمر هذه التوترات في إحباط استغلال احتياطيات الغاز، حيث لا تبدي أنقرة أي ندم أو  تراجع عن نشر قواتها البحرية لاعتراض الحفارات المتجهة إلى المياه القبرصية، كما فعلت مع شركة إيني فى بداية فبراير الماضي، إلا أنها لن تجرأ على القيام بالفعل ذاته عندما تصادف سفن حفر تصطحبها الولايات المتحدة أو فرنسا أو غيرها من القوات البحرية الأوروبية.”

petro petro petro

 

وشرح مدير السياسات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ”فيرسك مابلكروفت” أنه “من غير المرجح أن يقدم الرئيس أردوغان تنازلات كبيرة بشأن المياه الإقليمية التي تطالب بها تركيا وقبرص التركية، على الأقل جزئياً لأنه يخدم مقاصده للاستمرار فى مواقفه. ويعتمد رئيس تركيا على دعم القوميين المتشددين والخط المتشدد الذي يتبناه في شمال سوريا والذي يتم تكراره في البحر المتوسط وبحر إيجة فى الوقت الراهن.”

 

وتوقع سكينر أن “تسمح أنقرة بعمليات التنقيب فى المياه الإقليمية القبرصية الخالصة فقط إذا تقاسمت معها عائدات إنتاج الغاز، الأمر الذي ترفضه نيقوسيا”، مضيفا “من الصعب معرفة كيف سيتم حل وإنهاء التوتر بشأن التنقيب فى الحقول البحرية فى شرق المتوسط حتى يتم التوصل لاتفاق سلام بخصوص وضع قبرص، لكن احتمالات التوصل إلى صفقة شاملة ضعيفة على المدى المتوسط.”

 

وحول إمكانية أن تكون إسرائيل لاعباُ رئيسيا فى سوق الغاز، قال باس بيرسيفال، الخبير والباحث فى شئون الإنتاج والاستكشاف فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ”وود ماكينزي”، “مع صفقة دولفينوس، دخلت إسرائيل السوق الإقليمية للغاز كلاعب. إلا أن هناك عدة عوامل ستحدد إلى أى مدى تستطيع إسرائيل الاستمرار من بينها تحرير سوق الغاز المصرية واكتشافات الغاز المستقبلية فى مصر وتسعير الغاز فى إسرائيل.”

 

وفى هذا الشأن، قال سكينر إن “اكتشافات الغاز الحديثة فى المتوسط أشعلت من جديد صراعات قائمة فى المنطقة، من بينها النزاع التركي اليوناني على قبرص المقسمة، بينما أشعلت نزاعات أخرى بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، فيما عززت الوحدة بين اللاعبين الإقليمين الأخريين كمصر وإسرائيل واليونان والشق اليوناني من قبرص.”

 

وشدد سكينر على أن “العلاقات الجيوياسية بين دول المنطقة مهمة لضخ الغاز الإسرائيلي والقبرصي للسوق ومساعدة مصر على تحقيق هدفها الطموح للتحول لمركز إقليمي للطاقة، مشيرا إلى أنه “على الرغم من قضية التحكيم الدولي الجارية بين مصر وإسرائيل علي خلفية قطع إمدادات الغاز لإسرائيل منذ نحو 6 سنوات، إلا أن مصر وإسرائيل استطاعتا أن تنسقان عن كثب الأمور المتعلقة بالطاقة وتمتعا بشراكة لا غنى عنها في الحرب ضد الإرهاب. والاكتشافات الأخيرة فى شرق المتوسط ساعدت فى تعزيز هذه العلاقات كما ظهر جليا فى صفقة دولفينوس.”

 

زر الذهاب إلى الأعلى
slot server jepang