أسعار النفط تستهل الأسبوع بمكاسب جديدة بفضل الطلب القوي وتمسك «أوبك» بخفض الإنتاج
[ad_1]
استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع جديد، وذلك في إطار تأثير مباشر من إعلان منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” عن عزم تحالف المنتجين مد العمل بتخفيضات الإنتاج حتى نهاية العام الجاري 2019 .
وتلقت الأسعار دعما من سحب أمريكا فرض رسوم جمركية على المكسيك، ما قلل المخاوف على الاقتصاد العالمي، وأسهم في الحد من تصاعد حدة الصراعات والتوترات التجارية، إلا أن المخاوف على الطلب على النفط الخام ما زالت قائمة في ظل استمرار احتدام الصراع التجاري الأمريكي – الصيني.
وقال مختصون ومحللون نفطيون لـ”الاقتصادية”، إن العد التنازلي للاجتماع الموسع للمنتجين في “أوبك” وخارجها قد بدأ، حيث يجتمع خلال أسبوعين وزراء النفط والطاقة في 24 دولة في “أوبك” وخارجها لتقييم وضع السوق، وقد اقتربوا بالفعل من التوافق حول مد العمل بتخفيضات الإنتاج لفترة جديدة لحين استعادة التوازن الكامل في السوق النفطية .
وأوضحوا، أن تمديد خفض الإنتاج يهدف إلى احتواء تداعيات الحرب التجارية، خاصة مع تأكيد وزير الطاقة الروسي، أن خفض الإنتاج يحول دون تهاوي الأسعار إلى مستوى 30 دولارا للبرميل، لافتين إلى أن أغلب المنتجين صاروا على قناعة بأن الحفاظ على مستوى جيد وملائم للأسعار يتطلب التمسك بتشديد المعروض النفطي.
وقال سيفين شيميل مدير شركة “في جي اندستري”، الألمانية، إن المشاورات السعودية الروسية الحالية في موسكو سوف تتمخض دون شك عن تنسيق المواقف قبل الاجتماع المرتقب للمنتجين في فيينا، مشيرا إلى أن الجميع يرى في تمديد خفض الإنتاج ضرورة لحماية الأسعار من الهبوط إلى مستويات مقلقة ومعطلة للاستثمار، وذلك على الرغم من بعض الضغوط من قبل الشركات الروسية التي ترى أن خفض الإنتاج يؤدي إلى إهداء مزيد من الحصص السوقية للنفط الأمريكي المنافس .
وأضاف، أن منتجي النفط الخام الكبار بقيادة السعودية وروسيا أصبحوا على توافق بشأن استمرار العمل المشترك، واتخاذ القرارات الجديدة بشكل موحد وجماعي، مشيرا إلى أن المنتجين سوف يدخلون الاجتماع المقبل سواء في حزيران (يونيو) أو تموز (يوليو) المقبلين وهم قد حققوا درجة عالية من التوافق لمواجهة تحديات السوق وأبرزها تصاعد وتيرة الحرب التجارية وانعكاساتها على ضعف الثقة في نمو الاقتصاد العالمي .
من جانبه أوضح أندرو موريس مدير شركو “بويري” للاستشارات الإدارية، أن المنتجين في “أوبك” وخارجها على قناعة بأن السوق لم تستقر بعد، وأن أحجام تخزين النفط الخام ما زالت مرتفعة للغاية، بينما في المقابل لا يزال الطلب قويا ومتماسكا ولم يهبط بعد إلى مستويات مقلقة تستدعي تغيير سياسات الإنتاج.
وأشار موريس، إلى أن تحالف المنتجين على الأرجح يعمل حاليا على احتواء أي تباين في تقديرات وضع السوق، والحفاظ على وحدة إعلان التعاون وتطوير قدراته بضم دول منتجة جديدة من أجل إنجاح الاجتماع المقبل وزيادة تأثيره في بث أجواء من الثقة في السوق النفطية ودعم توازن العرض والطلب .
بدوره قال مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة، إن حديث وزير الطاقة الروسي عن احتمال هبوط الأسعار إلى مستوى 30 دولارا للبرميل، هو بمنزلة رد على الشركات الروسية التي ترغب في الخروج من خفض الإنتاج بهدف الحفاظ على الحصص السوقية، ومنع الإنتاج الأمريكي من الاستحواذ على مزيد من الحصص جراء انخفاض إنتاج إيران وفنزويلا .
وأوضح، أن روسيا سبق أن حددت سعر 40 دولارا للبرميل حدا أدنى ملائما لميزانيتها، لكن هذا الحد لا يلائم موازنات كثير من الدول المنتجة التي تحتاج إلى أسعار مرتفعة بين 70 و80 دولارا للبرميل، للإنفاق على مشاريع التنمية وتعزيز وضعية الاستثمارات في مجالات الطاقة المختلفة.
من جهتها، أكدت الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، أن تحالف المنتجين في “أوبك” وخارجها يزداد قوة، ويحتاج دوما إلى الحفاظ على القرارات الصائبة والدقيقة في التعامل مع مستجدات السوق، خاصة الموازنة بين الحصول على مستوى أسعار جيد وبين دعم وحماية حصصهم السوقية.
وأشارت إلى أن الإنتاج الروسي تعافي بالفعل من مشكلة تلوث خطوط الأنابيب التى أدت الى تراجع نسبي في مستويات الإنتاج، وهي ترغب في المرحلة الحالية في تأكيد شراكتها وتعاونها مع بقية المنتجين، خاصة مع زيادة التحديات الممثلة في الحروب التجارية وتصاعد المخاطر الجيوسياسية والتأثير الممتد للعقوبات في إيران وفنزويلا، مشددة على أن الحذر في زيادة الإنتاج من قبل كبار المنتجين أسهم في تفادي السوق لعودة تخمة المعروض التي حدثت نهاية العام الماضي .
وارتفعت أسعار النفط أمس، بعد أن قالت السعودية إنه ينبغي على “أوبك” وروسيا تقييد الإمدادات عند المستويات الحالية، بينما سحبت واشنطن التهديد بفرض رسوم جمركية على المكسيك لتزيح غمامة ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي.
غير أن المتعاملين قالوا، إن المخاوف بشأن سلامة الاقتصاد العالمي والتأثير في الطلب على الوقود ما زالا يضغطان على المعنويات في سوق النفط.
وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت في عقود شهر أقرب استحقاق إلى 63.61 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:45 بتوقيت جرينتش مرتفعا 32 سنتا بما يعادل 0.5 في المائة عن مستوى الإغلاق الجمعة.
وسجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 54.32 دولار للبرميل بزيادة 33 سنتا بما يعادل 0.6 في المائة.
وقال متعاملون إن أسعار النفط زادت بعد تصريحات من السعودية، أكبر منتج في منظمة “أوبك”، الجمعة الماضية تفيد اقتراب المنظمة من الاتفاق على تمديد تخفيضات الإنتاج. وحجبت “أوبك” الإثنين أسعار سلتها بسبب العطلة العامة في النمسا.
Source link