النفط يواصل مكاسبه السعرية بفعل تحسن الطلب الأمريكي ومؤشرات على تمديد اتفاق “أوبك+”
[ad_1]
واصلت أسعار النفط مكاسبها السعرية مع اقتراب موعد الاجتماع المرتقب للمنتجين في تحالف “أوبك+” في أول تموز (يوليو) المقبل، والذي شهد حالة من التوافق مسبقا على مد العمل بتخفيضات الإنتاج حتى نهاية العام الجاري.
وتتلقى الأسعار دعما من تجدد الآمال في تسوية النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، علاوة على بيانات جديدة تؤكد تحسن مستويات الطلب الأمريكي، إضافة إلى استمرار وتيرة تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد تورط إيران في الهجوم على ناقلات النفط.
وأوضح بيتر نافارو المستشار التجاري للبيت الأبيض أمس أن جهود الولايات المتحدة لقطع إيرادات إيران من تصدير النفط عن طريق العقوبات تؤتي ثمارها.
وقال نافارو في مقابلة مع فوكس نيوز: “ما نحاوله هنا، وبنجاح، هو قطع إيرادات صادراتهم. يبيعون النفط، يبيعون البتروكيماويات، يبيعون الحديد والصلب، الأمر ناجح بلا ريب، إنه يعمل بشكل جميل”.
ويقاوم الارتفاعات السعرية استمرار وتيرة الإنتاج الأمريكي المتسارعة، خاصة من حقول النفط الصخري، علاوة على استثمارات جديدة في دول خارج “أوبك” وبخاصة البرازيل والمكسيك، ما ينبئ عن استمرار وفرة الإمدادات، وهو ما أدى بدوره إلى استمرار نمو المخزونات الأمريكية على نحو سريع.
وبحسب “رويترز”، ارتفعت أسعار النفط قرابة 2 في المائة أمس بدعم من مؤشرات على تحسن الطلب في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، وفي الوقت، الذي اتفقت فيه “أوبك” ومنتجون آخرون بشكل نهائي على موعد اجتماع لمناقشة تخفيضات الإنتاج.
وصعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 1.49 دولار أو 2.4 في المائة إلى 63.31 دولار للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة للخام 0.5 في المائة أمس الأول.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 90 سنتا أو 1.7 في المائة إلى 54.66 دولار للبرميل، وهبط خام غرب تكساس الوسيط 0.26 في المائة في الجلسة السابقة.
وأشار فين زيبيل الخبير الاقتصادي لدى “بنك أستراليا” الوطني إلى بعض العوامل، قائلا “في الولايات المتحدة، من المرجح أن يتسارع الطلب النفطي في الصيف، ويبدو أن اجتماع “أوبك” سيفضي إلى التمديد أو ربما حتى إلى إجراء مزيد من التخفيضات”.
ويعتقد نيل ويلسون المحلل في موقع “ماركتس.كوم” للتعاملات أن “سعر النفط ارتفع بعد تقارير تؤكد زيادة التوترات في منطقة الشرق الأوسط.. وسيدعم ذلك أسعار النفط على المدى القصير”.
وبعد ارتفاعها إلى أعلى مستوى في نحو عامين، تراجعت مخزونات الخام الأمريكية 3.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات المحللين بانخفاض قدره 1.1 مليون برميل، وفقا لما ذكرته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وسجلت المنتجات المكررة أيضا انخفاضا مفاجئا بسبب زيادة الاستهلاك، إذ ارتفع الطلب على البنزين على أساس أسبوعي وزاد 6.5 في المائة، مقارنة بمستواه قبل عام.
واتفق أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” على الاجتماع في أول تموز (يوليو)، على أن يعقب ذلك اجتماع مع الحلفاء غير الأعضاء في المنظمة في الثاني من الشهر نفسه، بعد أسابيع من الجدل بشأن المواعيد.
وستبحث “أوبك” وحلفاؤها تمديد اتفاق خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا، الذي ينتهي سريانه هذا الشهر، وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن التمديد “منطقي ومعقول”.
إلى ذلك، قالت لـ”الاقتصادية”، الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن الإعلان عن استئناف المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعدما انهارت في وقت سابق أحيا الآمال في قرب التوصل لاتفاق ينهي النزاعات التجارية بين البلدين، ومن ثم يجدد الثقة بأداء الاقتصاد العالمي، ويدعم نموه، وبالتالي ينعكس ذلك على مستويات الطلب النفطي.
وأشارت كومندانتوفا إلى أن الاتصالات، التي جرت بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب والصيني شي جين بينج للتحضير لاجتماع مجموعة العشرين في اليابان الأسبوع المقبل أعطت انطباعا للسوق بمرونة موقف البلدين ورغبتهما في حسم تلك النزاعات والتعاون في تعزيز نمو الاقتصاد العالمي، متوقعة أن تؤدي اجتماعات مجموعة العشرين إلى توصيات جيدة ربما تكون نقطة انطلاق قوية لحسم تلك النزاعات التجارية، التي اتسعت على نحو كبير أخيرا، وزادت من حالة الشكوك والضبابية بشأن الاقتصاد العالمي.
ومن جانبه، أوضح لـ”الاقتصادية”، مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة، أن إعلان شركة “لوك أويل” الروسية عن تأييدها لاستمرارية اتفاق خفض الإنتاج هو بمنزلة تغير ملموس في مواقف الشركات الروسية، التي كانت تضغط بقوة من أجل العودة إلى زيادة الإنتاج، نظرا لتعدد استثماراتها الجديدة وملاءمة المستويات السعرية الحالية لنمو الإمدادات.
وأضاف ماندرا أن إعلان “لوك أويل” عن هذه الخطوة أمر جيد وداعم لاتفاق خفض الإنتاج، الذي يقترب المنتجون من تمديده إلى نهاية العام الجاري بسبب الطفرات المتلاحقة في إمدادات النفط الصخري الأمريكي، واستمرار النمو المطرد لمستوى المخزونات، علاوة على زيادة إمدادات دول أخرى خارج اتفاق “أوبك”، حيث يسعى تحالف المنتجين إلى ضم دول جديدة.
ومن ناحيته، يقول لـ”الاقتصادية”، ديفيد لديسما المحلل في شركة “ساوث كورت” الدولية، إن الإبقاء على خفض الإنتاج في تحالف “أوبك+” بمستواه الحالي وقدره 1.2 مليون برميل يوميا، ما زال موضع بحث وتدارس، وسيبت فيه بشكل نهائي خلال الاجتماع المقبل للمنتجين في بداية الشهر المقبل بعد مراجعة بيانات السوق والتحديات الراهنة والمستقبلية.
وذكر لديسما أنه قبل أيام من الاجتماع المرتقب لـ”أوبك+” صار الأغلبية على قناعة بأن إنهاء اتفاق خفض الإنتاج سيقود إلى تراجعات حادة في مستوى الأسعار، وهو ما أكده وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، فيما جدد المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية على بذل بلاده كل جهد ممكن لدعم توازن السوق وتجنب حدوث إفراط في المعروض بدون تنامي الطلب بنفس الوتيرة.
وبدوره، أوضح لـ”الاقتصادية”، أندرو موريس مدير شركة “بويرى” للاستشارات الإدارية، أن بعض التقديرات لوضع السوق النفطية تشير إلى احتمالية زيادة حجم خفض الإنتاج، الذي طبق في مطلع العام الجاري، وذلك لمواجهة الزيادات المتلاحقة في الإمدادات والنمو المتسارع في مستوى المخزونات، وهو ما يؤكد أن تأثير العقوبات في إيران وفنزويلا، وانهيار إنتاجهما قد تلاشى تماما بجهود بقية المنتجين.
ويرى موريس أن استمرار الاعتداءات على الناقلات والمنشآت النفطية ظاهرة خطيرة، ويجب وجود تعاون دولي لوقف تلك الممارسات وإبعاد صناعة النفط عن هذه الممارسات المؤسفة والتى تهدد بمواجهات عسكرية في المنطقة رغم سياسات ضبط النفس الجيدة، التي تتبناها الدول المعنية.
Source link