أخبار البترولمميز

حمادة مرعى يكتب : 71 عاما على ثورة 23 يوليو

تُعد ثورة 23 يوليو 1952 تجربة كبيرة ليس في التاريخ المصري فقط وإنما في كف دول العالم الثالث ، حيث استلهمت معظم الحركات الوطنية في العالم من التجربة المصرية قوة دفعة كبيرة مما أحدث قدرا هائلا من التوجس لدى القوى الاستعمارية في العالم .
وإذا كانت ثورة يوليو قد تعرضت لمحن وضربات موجعة من قوى الاستعمار في العالم إلا أنها على جميع المستويات تُعد نقطة تحول ليس في التاريخ المصري فقط وإنما في تاريخ العالم كله .
ثورة 23 يوليو لم تكن فقط التحرك الثورى فى 23 يوليو 1952 ، ولا طرد الملك فى 26 يوليو 1952 ، ولا
الإصلاح الزراعى فى 9سبتمبر 1952 ، ولا تحويل مصر لجمهورية فى 18 يونيو 1953 ، ولا اتفاقية الجلاء مع الإنجليز فى اكتوبر 1954 ، ولا كسر احتكار السلاح فى 1955 ، ولا تأميم القناة فى 26 يوليو 1956 ، ولا تمصير الاقتصاد المصري واسترداده من الأجانب من 1957-1960 ، ولا بناء السد العالى بدءً من عام 1960 ، ولا مجانية التعليم في جميع مراحله ، ولا القرارات الاشتراكية فى 23 يوليو 1961 ، ولا الخطط الخمسية فى التصنيع ، ولا القطاع العام ، ولا تكافؤ الفرص ، ولا دعم حركات التحرر من الاستعمار في كافة دول العالم الثالث ، ولا رفض الانضمام لأي أحلاف عسكرية وتبنى سياسة الحياد الايجابي وعدم الانحياز .
ثورة 23 يوليو هى كل الخطوات دى مع بعض ، اللى يراجع الخطوات دى هيلاقى كل خطوة بتسلم الثانية ، عبد الناصر لم يكن عشوائى ولا بيجرب ، أقرأ عن معارك الثورة من 1952-1970 علشان تدرك انها خط واحد ممتد هدفه تحويل مصر لدولة كبرى خيرها لأهلها وقدوة لكل الدول المستضعفة فى العالم.
الحروب التى فرضت على الثورة كانت عقاب على النجاح مش على الفشل ، لو عبد الناصر قبل من البداية يبقى وكيل للمصالح الاستعمارية الغربية لم يكن أحد ليحاربه ، وكان تحول لمجرد اسم ضمن باقى الحكام قبله وبعده.
جمال عبد الناصر ليس منزهاً، فقد أصاب وأخطأ ، ولكن يكفيه فخراً وشرفاً بعد 71 سنة من ثورته ، و53 سنة من وفاته انه الوحيد اللى حاول يعمل حاجة لأغلبية الناس ، يكفيه شرف المحاولة التى نجحت وتم بترها بعد ذلك ، لأن الزعيم البطل المخلص بمفرده ليس كافياً أو ضماناً لبقاء سياساته بدون تنظيم الجماهير الواعية بمصالحها الطبقية.
عبد الناصر مات صغيراً ولكنه عاش وسيعيش طويلاً .

زر الذهاب إلى الأعلى
slot server jepang