هناك مؤسسات وهيئات علمية بالإضافة إلى شركات البترول يعملون في مجال الجيولوجيا والجيوفيزياء ويقدمون الدراسات والأبحاث ولكن النتائج والمجهود فردى لأن كل هيئة تعمل بمفردها ولايتم دمج هذه النتائج ببعضها البعض ، أي إنها جهود متفّرقة لايمكن الإستفادة الكاملة منها من الناحية الإقليمية ..
وربما تكون الدراسات التى تقدمها كل هيئة أو مؤسسة تتفق مع البيانات الخاصة بها فى حدود المكان والأمكانات والبيانات المتاحة لديها ، ولكن فى حالة دمج هذه النتائج مع نتائج الهيئات الآخرى ، التى ربما تعمل فى نفس المكان ، فسوف يكون لدينا نتائج أفضل وأفكار أشمل عن نفس المنطقة ..
فلماذا لايكون هناك مشروع جيولوجى إقليمى عن مصر تجتمع فيه هذه الهيئات وتعمل سوياً لإخراج دراسة إقليمية تغطى ربوع مصر على أن تشمل دراسات إقليمية للتراكيب السطحية والتحت سطحية ..
وهذا هو العمل الجيولوجى بمفهومه الصحيح ، حيث أن الدراسات الجيولوجية المنطقية تبدأ بالدراسات الإقليمية ” من خارج الصندوق ” والتي توضح المعالم الجيولوجية الهامة والظواهر الطبيعية ومنها يتم تحديد أنسب الأماكن ، وبعدها يأتي دور الجيولوجيا التفصيلية ” من داخل الصندوق ” ..
ويمكن تلخيص فوائد هذا المشروع الجيولوجى الإقليمى في النقاط التالية :
* تقديم عمل جيولوجى إقليمى متكامل عن مصر للتراكيب السطحية والتحت سطحية مما يساعد فى تحديد أنسب الأماكن للبحث والتنقيب عن ثروات مصر ..
* عندما يكون لدى الجهات المسئولة دراسات حقيقية عن الأماكن الواعدة والمحتمل تواجد ثروات بها فهذا أفضل لها فى حالة عرض هذه القطاعات في المزايدات المطروحة للإستثمار كمناطق إمتياز للبحث عن الثروات ..
* هذا المشروع يمنع تكرار الدراسات والأبحاث العلمية في مناطق معينة دون غيرها ذلك لأن معظم الأبحاث العلمية أتجهت لأماكن معينة دون غيرها وذلك لوفرة البيانات بها مثل منطقة خليج السويس والصحراء الغربية ، وبالتالي أصبحت هناك مناطق لانعلم عنها شيئاً أو بمعنى أدق ليس لدينا بيانات كافية عنها .. ولذلك فإن مثل هذا المشروع الذى يغطى مصر سوف يربط هذه المناطق مع غيرها من المناطق المعروفة بما يفتح المجال لإكتشافات وأبحاث وأفكار جديدة ..
* تأتى الإستفادة من هذا المشروع فى عمل أبحاث تفصيلية لأماكن جديدة لم يتطرق إليها أحد بما يساهم فى تطور النواحى العلمية والعملية ، وسوف يكون للجامعات المصرية دوراً كبيراً فى هذا التطور بوضع شروط للأبحاث والمناطق المطلوب دراستها فعلاً حتى يكون هناك جديد يستحق الدرجة العلمية ويخدم مصر من الناحية الإقتصادية ..
* يساهم هذا المشروع في تبادل وإكتساب الخبرات بين هذه المؤسسات والهيئات والجامعات والشركات بما يفيد الناحية العلمية والعملية ويعود بالنفع على الإقتصاد المصرى ..
* يقدم أيضاً هذا المشروع إفادة كبيرة لشركات البترول في عمل دراسات جيولوجية متأنّية ورؤية شاملة للحقول القديمة للبحث عن تراكيب جديدة وأماكن واعدة للبترول وذلك بعد إعادة دراسة وتقييم الحقول الرئيسية الكبيرةوتطبيق التكنولوجيا الحديثة بها ، ودراسة إمتداد الخزانات المعروفة وإيجاد موارد جديدة وغير معتادةبها إحتمالات تواجد الزيت الخام ..
* يساهم هذا المشروع فى تعليم وتدريب شباب الجيولوجيين على العمل الحقلى وربما يفتح الأبواب لتعيينات جديدة من شباب الخريجين ..
دكتور جيولوجى / حافظ على سليم
شركة بترول خليج السويس