مقالات

عماد المرزوقى يكتب:هل بدأ عصر روسيا النفطي في المنطقة؟..وماهى طموحاتها في منطقة الشرق الأوسط؟

أعد الكاتب الصحفى عماد المرزوقى بصحيفة الراى الكويتية تقريرا هاما حول الرواج والنشاطى النفطى المكثف لروسيا خاصة بعد اتفاق “أوبك” بخفض انتاج النفط، و بعد تدخلها القوي خلال السنوات الأخيرة على المستويين السياسي والعسكري، برز تساؤل مهم حول الدور الذي تطمح إليها روسيا نفطياً في منطقة الشرق الأوسط.

مرد هذا التساؤل يعود إلى الخطوات الأخيرة التي شرعت شركة «روسنفت»، والتي يرأسها مستشار مقرب من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأخذها بغية توسيع وجودها في المنطقة عبر عقد سلسلة صفقات نفطية في المنطقة الكردية في العراق وفي ليبيا.

وكشفت «روسنفت» أكبر منتج للنفط في روسيا وفق تقرير لوكالة «بلومبرغ» أنها وافقت على شراء النفط الخام من شركة النفط الوطنية الليبية المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة دون تحديد المبلغ.

وينصّ الاتفاق أيضاً على السماح لـ «روسنفت» للاستثمار في مجال التنقيب والإنتاج في الأراضي الليبية.

وقالت الشركة في بيان إنها ستشتري النفط الكردي حتى عام 2019، وستدرس فرص الاستكشاف والإنتاج في المناطق الكردية أيضاً.

ونقلت «بلومبرغ» عن أحد المستشارين الاقتصاديين للشركة أن «هذه العروض تجمع بين فرص اقتصادية يحتمل أن تكون جيدة لـ(روسنفت)وبين السياسة الجيدة للكرملين»، متوقعاً «المزيد من الصفقات بين(روسنفت)في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وفي دول العالم النامي».

وأضاف المصدر نفسه التي نقلت عنه «بلومبرغ» أن «صفقات(روسنفت)الجديدة تأتي تأكيداً لنفوذ روسيا السياسي في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الشركة الروسية التي اشترت قطر القابضة حصة من أسهمها في ديسمبر الماضي، وافقت في الشهر نفسه على شراء حصة 2.8 مليار دولار في حقل(زهر)العملاق للغاز في مصر. كما تقوم بعمليات حفر واستكشاف بشكل جيد في المنطقة 12 في جنوب العراق.

وذكرت(بلومبرغ)في تقريرها أن«شركات وديبلوماسيين روس يشقون طريقهم في العديد من الدول العربية، لإحياء العلاقات السياسية وتجارة الأسلحة والطاقة».

وكانت روسيا التي تفوقت على المملكة العربية السعودية كأكبر منتج للنفط في العالم في ديسمبر فرضت نفسها كقوة كبرى في سورية التي مزقتها الحرب فضلاً عن إعادة بناء علاقات قوية مع مصر، إلى جانب إقامة بوتين علاقات مع القائد العسكري الليبي خليفة حفتر، الذي يزداد قوة ضد منافسيه.

وأشار التقرير إلى أن«روسنفت، تمتلك أغلبية أسهمها الحكومة الروسية، وكانت ركزت تاريخياً معظم أعمالها في الداخل وتعتبر أكبر مشاريعها الخارجية في فنزويلا».

وأضاف التقرير أن«(روسنفت) ستقوم بتطوير أسواق جديدة في جميع أنحاء العالم للنفط الخام الكردي، فضلاً عن مساعدة ليبيا على زيادة إنتاجها إلى 2.1 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020».

من ناحية ثانية، أعلن وزير النفط الايراني بيجن زنكنة أمس، أن بلاده ستبدأ قريبا بتصدير 100 الف برميل من النفط الخام يوميا إلى روسيا.

وقالت وسائل الإعلام الإيرانية ان زنكنة اعلن بعد لقائه وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك في طهران ان الاتفاقية ستوقع بصورة نهائية في غضون اسبوعين.

واضافت ان 50 في المئة من قيمة شحنات النفط التصديرية ستسدد في مواعيد محددة، فيما سيتم سداد القيمة المتبقية بواسطة اعتمادات مالية لواردات سلع روسية تحتاجها ايران.

وأشاد وزير النفط الايراني بالدور الروسي «البناء» في توصل منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) لاتفاق خفض مستوى انتاجها.

وقال ان «موسكو عضو في لجنة مراقبة السوق من جانب الدول غير الاعضاء في المنظمة، والتي تعهدت بدورها بخفض انتاجها بمقدار 300 ألف برميل من النفط يوميا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
slot server jepang