كتب رأفت إبراهيم
استطاعت شركة “فينترسال دِيا” إنهاء السنة المالية الماضية 2020 بنتيجة إيجابية وديناميكية تشغيلية قوية في الربع الأخير من العام ذاته على الرغم من التحدّيات الصعبة التي واجهته الأسواق. فقد رفعت شركة الغاز والنفط المستقلة الرائدة في أوروبا إنتاجها إلى أكثر من 650 ألف برميل من النفط المكافئ يومياً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة المالية 2020، وهو أعلى مستوى تمَّ الوصول إليه منذ اندماج شركتيّ “فينترسال” و”دِيا” قبل نحو عامين.
وخلال كلمته في المؤتمر الصحفي السنوي الافتراضي للشركة، قال ماريو ميهرِن، الرئيس التنفيذي للشركة: “لا رَيْبَ في أن التحدّيات التي هيمنت على العام المنصرم 2020 كانت صعبةً على الجميع، بيدَ أنني فخور، في المقابل، بالنهج الذي تبنَّيناه في فينترسال دِيا لمواجهة تلك التحدّيات. لقد اتخذنا إجراءات مبكّرة وحاسمة منذ بدء انتشار جائحة كوفيد-19 كي نضمن سلامة جميع أفراد طاقم عملنا من جهة، ولضمان استمرارية أعمالنا من جهة أخرى؛ ما مكّن الشركة من تخطّي عام عاصفٍ بالتحدّيات وهي في وضع قوي”.
في مايو 2019، أُنجزت عملية الاندماج بين “فينترسال” و”دِيا”، لتنبثقَ عنهما فينترسال دِيا. وألمح ميهرِن إلى أهمية هذه الخطوة، بقوله: “نحن في الاتجاه الصحيح، وقد حققنا التكامل بشكلٍ أسرع، وبمعدّلات توفير في التكاليف تطابق المتوقّع تماماً”. وتمكّنت الشركة من خفض تكاليف الإنتاج التي كانت منخفضة في الأساس وفقَ معايير الصناعة بنسبة 8% إضافية؛ ليصل بذلك سعر إنتاج البرميل الواحد من النفط المكافئ إلى 3.5 يورو. وفي المحصلة، بلغت قيمة العوائد التي حققتها فينترسال دِيا في عام 2020 1.6 مليار يورو قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك وإطفاء الدَّين والاستكشاف EBITDAX (مقابل 2.8 مليار يورو في عام 2019)، وذلك على الرغم من التحدّيات المتعلقة بانخفاض أسعار الغاز والنفط.
في السنة المالية المنصرمة، أنتجت فينترسال دِيا ما متوسطه 623 ألف برميل من النفط المكافئ يومياً في 13 دولة حول العالم (مقابل 617 ألف برميل في عام 2019)، محققةً بذلك هدف الإنتاج المحدد لعام 2020.
تعتمد محفظة الشركة على الغاز بنسبة 70%، وعلى النفط بنسبة 30%. وعلَّق ميهرِن على ذلك قائلاً: “إننا في وضع جيد جداً من ناحية قدراتنا التنافسية”.
لقد وضعت فينترسال دِيا لنفسها أهدافاً مناخيةً طموحة للمستقبل. وأوضح ميهرِن: “نسعى إلى تخفيض صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن عملياتنا في الاستكشاف والإنتاج إلى مستوى الصفر بحلول عام 2030”. كما ستقلل الشركة نسبة كثافة غاز الميثان في إنتاجها إلى ما دون 0.1% بحلول عام 2025.
لذلك ستستثمر الشركة في السنوات العشر المقبلة نحو 400 مليون يورو في زيادة كفاءة الطاقة، والإدارة الصارمة للانبعاثات، وإيجاد حلول صديقة للطبيعة. كما أنَّ فينترسال دِيا تعمل على تطوير تقنيات جديدة لتخفيض الانبعاثات الناجمة عن إنتاج الغاز والنفط واستخدامهما. وسيُعنى قسم جديد في الشركة بموضوعيّ احتجاز [استغلال] الكربون وتخزينه، والهيدروجين بوصفهما موضوعين مهمّين للمستقبل.
وقد أطلقت فينترسال دِيا مشروعاً للتعاون البحثي في مجال الهيدروجين مع معهد كارلسروه للتكنولوجيا (KIT) من أجل تطوير ما يسمى بالهيدروجين الفيروزي. وأكَّد ميهرِن قائلاً: “مبادراتنا تشير إلى التزام واضح، وذلك لأننا مقتنعون تماماً بأنَّ التحوّل إلى الطاقة النظيفة لا يمكن أن ينجح إلا عن طريق الغاز. وفينترسال دِياعلى دراية تامّة سواء بالغاز الطبيعي التقليدي أو بالهيدروجين”.
وبوصفها شركة الغاز والنفط المستقلة الرائدة في أوروبا، تسهم فينترسال دِيا في توفير الطاقة بأسعار معقولة وحماية المناخ. وأوضح ميهرِن: “لقد كان رسم التغيير واغتنام الفرص جزءاً لا يتجزأ من من المادة الوراثية لشركتنا على مدارالـ125 عاماً الماضية”.
وأضاف: “على الرغم من استمرارية التعثّر، وحالة عدم الاستقرار في عامنا الجاري 2021، إلا أننا، ولو بشيء من التحفظ، ننظر إلى هذا العام بعين متفائلة”. وتتوقع الشركة زيادة إنتاجها في 2021 ليبلغ ما بين 620 ألف و640 ألف برميل من النفط المكافئ يومياً. كما تتوقع أن تصل استثماراتها في الإنتاج والتطوير في عامنا الحالي إلى مبلغ يتراوح ما بين مليار و1.1 مليار يورو، أي أخفض بقليل عن استثمارات العام السابق. أما مخصصات عمليات الاستكشاف، فتتوقع الشركة أن تتراوح ما بين 200 و250 مليون يورو؛ وهو ما يفوق قليلاً نفقاتها على هذه العمليات في عام 2020 (154 مليون يورو).