ماذا يحدث بأسواق النفط بعد تزايد التوترات الجيوسياسية بالخليج ؟

تشهد أسواق النفط حالة من عدم الاستقرار، أحياناً تسجل أسعار النفط ارتفاعات وأحياناً أخرى تسجل انخفاضاً وما بين تلك الارتفاعات والانخفاضات، تتزايد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والتى تضخ 20 % من إنتاج النفط بالعالم، وبسبب الأحداث الأخيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وايران وما حدث من هجمات على ناقلتين  للنفط خلال الأسبوع الماضي تسود المخاوف لدى المتعاملين من تباطؤ الطلب على النفط بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين .

وبعد إعلان إيران أمس عن إسقاط طائرة أمريكية مسيرة اخترقت أجواءها ارتفعت أسعار النفط  أمس الخميس، حيث تداولت عقود خام “برنت” العالمي عند 63.75 دولار للبرميل، وذلك بمعدل زيادة بلغت 1.93% عن التسوية السابقة، كما تم تم تداول خام “غرب تكساس الوسيط” عند 55.49 دولار للبرميل، بمعدل ارتفاع بلغ نسبته 3.2% عن التسوية السابقة

حيث جاءت تصريحات دونالد ترامب الرئيس الأمريكي  أمس الخميس ” إنه كان من الصعب تصديق أن سقوط الطائرة بدون طيار في الخليج العربى كان مقصودًا ، مما يشير إلى أن الشخص “المفاجئ والغبي” قد يكون مسؤولاً.

وقالت تقارير اليوم الجمعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على توجيه ضربات عسكرية لإيران قبل أن يتراجع عنها ، مما يثير مخاوف بشأن تعطل إمدادات نفطية مهمة بعد هجمات على ناقلتين الأسبوع الماضي.

وعلي الجانب الأخر  كانت تصريحات لمسئول أمريكي بأن الولايات المتحدة تشعر برضا بالغ من أن السعودية تضمن تلقى سوق النفط العالمية لإمدادات جيدة، فى ظل مخاوف بشان حدوث اضطرابات فى الطاقة بسبب تنامى التوتر العسكرى فى الشرق الأوسط قائلا “السعوديين تعاونوا بشكل كبير فى ضمان استقرار سوق النفط وتلقيها إمدادات جيدة، لذا نحن نشعر برضا بالغ”.

 واليوم قلص سعر خام برنت، من أكبر زيادة أسبوعية له في أربعة أشهر بعد أن انسحب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الضربات الانتقامية على إيران بسبب إسقاطها طائرة أمريكية بدون طيار مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط كما ألغت العقود الآجلة مكاسبها في لندن لكنها لا تزال مرتفعة بنسبة 3.9٪ لهذا الأسبوع .

 فيما قال رئيس اتحاد البترول اليابانى، إن شركات تكرير النفط اليابانية تدرس تدابير للتعامل مع اضطراب محتمل فى إمدادات الخام من الشرق الأوسط وسط تصاعد التوترات فى المنطقة قائلا” شركات التكرير تقوم بعمليات محاكاة مختلفة فى حالة الطوارئ بالشرق الأوسط وأن التدابير تشمل شراء نفط فورى من مناطق أخرى مثل غرب أفريقيا أو الولايات المتحدة وكذلك استخدام الاحتياطيات الوطنية.

كما أعلنت وزارة الدفاع الهندية أمس ،إن البحرية أرسلت سفينتين إلى خليج عمان لضمان سلامة السفن التي ترفع العلم الهندي،  لدى مرورها من المنطقة بعد أسبوع من تعرض ناقلتين للنفط لهجمات هناك.

وعلي الجانب الأخر أكد  مسؤولين حكوميين فى العراق، يساهم حاليا مزيج من الجدل بشأن التعاقد والمخاوف الأمنية، التى زادت بفعل تصاعد التوترات بين إيران المجاورة للعراق والولايات المتحدة، فى عرقلة  صفقة إكسون موبيل فى مشروع بقيمة 53 مليار دولار لتعزيز إنتاج العراق من النفط فى حقوله الجنوبية.

كما اتفقت “أوبك” علي عقد اجتماعها القادم في الأول من شهر يوليو المقبل، كما ستعقد “أوبك” اجتماعا مع حلفائها أو ما يسمي بـ”أوبك بلس” في الثاني من شهر يوليو المقبل ويأتى تلك الاجتماع من أجل تحديد سياسة الإنتاج النفطية خلال النصف الثاني من العام الجارى ،حيث تبحث تمديد العمل باتفاق خفض الإمدادات النفطية والذى بدء تنفيذه بداية من شهر يناير بواقع 1.2 مليون برميل يوميا، والذى يسهم في حال تمديد العمل به  في إعادة التوازن لأسواق النفط .