مقالاتمميز

محسن عليوة:الاعلام العمالى بين الأخلاق والإبتزاز

الاعلام العمالى بين الأخلاق والإبتزاز إن تطور الإعلام بمختلف وسائله وخاصة فى فترة ما بعد الثورات التى مرت بمصرنا الحبيبة ، أصبح أداة هامة ومؤثرة فى الكثير من نواحى حياتنا وأصبح الاعلام العمالى من الأهمية بمكان حيث أن مجتمعات العمال دائماً ما تتطلع الى ما يبعث الطمأنينة فى نفوسهم من أخبار مقروءة أو مسموعة أو مرئية ، ولكن فى الفترة المشار إليها ظهرت بعض السلبيات فى أسلوب عمل بعض الإعلاميين فى المجال العمالى الذين لا يراعون أداب مهنتهم ولا إحترام منابرهم فتعاموا بأساليب لا تبث الطمأنينة بل أصبح همهم وشغلهم الشاغل هو البحث عن الفضائح والقيل والقال سواء كان ذلك تصريحاً أو تلميحاً مما جعل الجميع متهماً أو مهدداً بالإتهام وقد دأب أصحاب هذا المسلك الى تجنيد البعض للحصول على المعلومة التى غالباً ما تكون منقوصة أو غير حقيقية فيتحدث عنها تلميحاً بالحروف الأولى فى جريدته أو موقعه لغرض آخر و هو وضع من لمح إليه تحت ضغط نفسى وقلق فيقوم بالإتصال به لاستبيان الأمر ومن هنا يأتى الإبتزاز وهناك الكثير ممن وقعوا تحت هذا الإبتزاز وهناك أيضاً من هم على ثقة كبيرة بأنفسهم فرفضوا ذلك الإبتزاز فاختلقو حولهم الأقاويل.

 

وهذا البعض ليس هدفه التقويم والبناء والتعمير بقدر ما يهدف الى التشهير والهدم والتدمير بالتهييج المستمر لفئات المجتمع العمالى وليس لهم عذر فى ذلك إلا نتاج ضمائرهم وأهوائهم الخربة ، لذلك فهم بعيدون كل البعد عن خدمة الحاجات الوطنية والإنمائية للمجتمع. وأصحاب هذه الرؤية بحاجة إلى مراجعة شاملة وتطوير مستمر لأفكارهم بما يتلائم مع متطلبات هذه المرحلة التى تحتاج لتضافر الجهود لتنمية الوعى والسعى نحو نشر ثقافة الإعتدال وخصوصاً بين أفراد الطبقة العاملة واستغلال التطور والتقدم الهائل فى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات فى نشر تلك الثقافة والتنوير للطبقة العاملة والتعامل بما يسمى الأخلاق الإعلامية ، والتى يقصد بها معايير الأصول الأخلاقية المهنية التى يجب ان يراعيها هؤلاء الإعلاميون أثناء التعامل مع قضايا المجتمع العمالى .

 

ولقد أعجبنى قول القائل ( إن ترك الأقلام تُلقى التهم جزافاً بدون بينة أو دليل يترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يكتب ما شاء فى أى وقت شاء ثم يمضى أمناً مطمئنا و يصبح من كتب عنهم أعراضهم مجرحة وسمعتهم ملوثة وكل فرد فيهم متهم أو مهدد بالإتهام وهذا جو من الشك والريبة لا يطاق ).

 

ولا يخفى على أحد أنه فى ظل العولمة و الثورة التكنولوجية ما للإعلام الإلكترونى من أهمية قصوى فى نقل المعلومة بشكل صادق و سريع جدا إلى الرأى العام العمالى للتعريف بقضاياهم وطرح رؤيتهم وإبراز إيجابياتهم بهدف توصيل صوتهم والدفاع عن حقوقهم العادلة والمشروعة ، ومعالجة سلبياتهم فى إطار من الحرص على مصلحة العمل والعامل والتى تصب فى المصلحة العامة للوطن ، فلقد أصبح الإعلام العمالى ، كما أوضح ذلك أهل الخبرة أداة تواصل جماهيرياً وشريكاً أساسياً فى العملية الإنتاجية وعاملاً بارزاً فى تهدئة الأجواء فى أوساطهم و نشر مطالبهم و طرح قضايا الطبقة العاملة المشروعة أمام الجهات المعنية . ولا يجب أن يتطفل هؤلاء الى أدوار ليست موكولة لهم .

 

وإننا و بإذن الله نثق أن هناك شرفاء فى هذه المهنة الهامة يتعاملون بمبادئ الأخلاقيات الإعلامية الهادفة الى زيادة الوعى وبث الطمأنينة بين أفراد الطبقة العاملة والعمل على تهيئة الأجواء لزيادة معدلات الإنتاج والحث على البناء والتعمير وليس الهدم والتدمير .

محسن عليوة أمين عام اللجنة النقابية للعاملين بالشركة العامة للبترول

زر الذهاب إلى الأعلى
slot server jepang