أحمد شادى يكتب : أنت.. حسّيت بالزلزال؟

في لحظة واحدة، تهتز الأرض تحت أقدامنا، يتغيّر كل شيء. المباني ترتجف، القلوب تخاف، والناس يهرعون بحثًا عن الأمان. لكن الزلزال الحقيقي مش دايمًا بيكون في الأرض… أوقات بيكون جوّا النفوس.
“أنا حسيت بالزلزال”، مش بس لأن الحيطان تمايلت، لكن لأن قلبي اتخلّع، وروحي اتعرّت قدّام خوف حقيقي من الفقد، من النهاية، من الوحدة. الزلزال بيوقّف الزمن، بس بعده بيبدأ سؤال جديد: هو إحنا عايشين إزاي؟
ليه بنستنى الكارثة علشان نراجع نفسنا؟ ليه بنبخل بالمحبة، وبنأجّل الاعتذار، وبنطنّش اللي محتاجنا؟ ليه بنعيش في دوّامة الحقد، والغيرة، والنميمة، وكأن العمر في جيبنا مش محسوب؟
الزلزال علّمني إن اللحظة أغلى من أي خطة مستقبلية، وإن كلمة “بحبك” أو “سامحني” ممكن تكون آخر فرصة نقولها. علّمني إن الغني والفقير، القوي والضعيف، كلهم بيتساووا في لحظة الخطر. علّمني إننا ضعاف مهما كان عندنا.
فـ أنت، حسّيت بالزلزال؟
لو حسيت، استغلّ الشعور ده… مش بالخوف، لكن بالوعي. سامح اللي آذاك، واحضن اللي بتحبه، وابدأ بنفسك. غير قلبك قبل ما تغيّر العالم، لأن أصل الزلزال مش في الأرض، الزلزال الحقيقي فينا.
اكتب بداية جديدة… وخلّي كل هزّة توقظ ضميرك، مش تدمّر إنسانيتك.