أسعار النفط ترتفع بفعل توترات جيوسياسية وتوقعات خفض أسعار الفائدة
[ad_1]
ارتفعت أسعار النفط أمس في الوقت الذي تحتدم فيه التوترات في الشرق الأوسط بعد أن دمرت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية طائرة مسيرة إيرانية في مضيق هرمز.
وبحسب “رويترز”، ما زالت أسعار النفط القياسية تتجه صوب تكبد أكبر انخفاض أسبوعي في سبعة أسابيع، بعد أن تراجعت بشدة في وقت سابق من الأسبوع بفعل آمال بشأن انحسار التوترات في الشرق الأوسط وكذلك مخاوف بشأن الطلب وتبدد أثر عاصفة أمريكية.
وعند التسوية ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 54 سنتا أو 0.87 في المائة إلى 62.47 دولار للبرميل، بعد أن صعدت إلى 63.32 دولار. وهبط برنت 2.7 في المائة أمس الأول متراجعا للجلسة الرابعة على التوالي ومتجها صوب تكبد انخفاض أسبوعي بنسبة تزيد على 6 في المائة تقريبا.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 33 سنتا أو 0.60 في المائة إلى 55.89 دولار للبرميل، بعد أن لامست 55.63 دولار. وأغلقت عقود الخام الأمريكي أمس منخفضة 2.6 في المائة في الجلسة السابقة، وتتجه صوب تكبد انخفاض أسبوعي بنسبة تزيد على 6 في المائة.
وقال ستيفن إينس لدى فانجارد ماركتس إن المؤشرات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي “البنك المركزي الأمريكي” سيخفض أسعار الفائدة بقوة لدعم الاقتصاد كانت أيضا من بين العوامل التي تقف وراء مكاسب الخام أمس.
وأكدت الولايات المتحدة أمس الأول أن سفينة تابعة للبحرية الأمريكية دمرت طائرة مسيرة إيرانية في مضيق هرمز بعد أن هددت الطائرة السفينة.
وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية أمس الأول إن الوكالة خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2019 إلى 1.1 مليون برميل يوميا من 1.2 مليون برميل يوميا في السابق بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي في ظل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. وقال بيرول لـ”رويترز” إن الوكالة قد تخفض التوقعات مجددا إذا اعترى الاقتصاد العالمي، خصوصا الصين، مزيد من الضعف. يأتي ذلك في وقت قالت فيه وكالة بلاتس الدولية للمعلومات النفطية، إنه على الرغم من تقييد “أوبك” لامداداتها النفطية إلا أن الشركات الوطنية في دول “أوبك” التى تتحكم في 76 في المائة من إنتاج النفط تأتي في مقدمة أفضل 25 شركة نفط في العالم، وتسعى إلى تعزيز تجارة النفط العالمية، حيث إنها مستعدة لزيادة المنافسة في تجارة النفط من خلال توسيع وفتح مكاتب تجارية في جميع أنحاء العالم، وتتطلع إلى تعزيز أعمال وأحجام تداول النفط.
واستمرت حالة التقلبات السعرية مهيمنة على سوق النفط الخام بسبب عدد من العوامل المهمة ومتضادة التأثير في الأسعار، حيث تراجع الخام الأمريكي تحت ضغوط ارتفاع المخزونات وضعف الطلب على الرغم من موسم الرحلات الصيفية في الولايات المتحدة، كما تكبح صعود الأسعار مخاوف النمو واستمرار الزيادات المتلاحقة في الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري.
ولفتت وكالة بلاتس، إلى أن شركات النفط الدولية تنظر بشكل إيجابي كبير إلى مستقبل الصناعة وتتوقع تعافي الطلب على نحو واسع بفعل النمو السريع في دول آسيا، مبينين أن عملاق النفط السعودي “أرامكو” وهي أكبر منتج للنفط في العالم بدأت بالفعل توسيع أعمالها التجارية في مجال النفط، وتهدف إلى فتح مجالات جديدة لبيع نفطها. وقال لـ”الاقتصادية” محللون إن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط لها تأثير واسع في سوق النفط الخام الذي تحاول الولايات المتحدة إعادة صياغة ملامحه لصالحها، مشيرين إلى سعي المصافي الكورية إلى زيادة وارداتها من النفط الأمريكي وتعديل نظم عملها لتتواءم مع النفط الصخري الخفيف.
وذكروا، أن تفكير كوريا الجنوبية في تقليل الاعتمادات على نفط الشرق الأوسط بسبب الصراعات ومخاوف انقطاع الإمدادات ليس مهمة سهلة، خاصة مع تأكيد الكوريين ضرورة الحصول على أسعار تنافسية لإتمام عملية الإحلال، ولكن مراقبي السوق يؤكدون أن نفط “أوبك” ما زال الأرخص والأعلى تنافسية في الأسواق الآسيوية.
وأوضحوا، أن الإنتاج الأمريكي لا يستطيع الاستمرار على الوتيرة المرتفعة الحالية لوقت طويل بسبب توقعات حدوث اختناقات في خطوط الأنابيب، إضافة إلى تعرض المنتجين لضغوط شديدة من المساهمين لكبح جماح التكاليف مع الاستمرار في زيادة الإنتاج.
وأكدوا أن المنتجين في “أوبك” وخارجها لا يجدون مفرا من استمرار تقييد الإنتاج للحفاظ على تماسك الأسعار، معتبرين أن تراجع المنتجين في تحالف “أوبك +” عن خفض الإنتاج يمكن أن يؤدى إلى تفاقم تخمة المعروض، ومن ثم انهيار الأسعار في سيناريو أشبه بالربع الرابع من العام الماضي 2018، ولذلك فإن فرص تمديد الخفض واسعة خاصة مع توقعات بنوك دولية مثل باركليز أن يكون مستوى الطلب أضعف في النصف الثاني من العام الجاري.
إلى ذلك، مددت حكومة جبل طارق أمس، احتجاز ناقلة النفط الإيرانية جريس 1 شهرا آخر.
وبحسب “رويترز”، قالت الحكومة إن السفينة الإيرانية، التي احتجزها أفراد من مشاة البحرية البريطانية قبالة ساحل جبل طارق يوم 4 تموز (يوليو) الجاري، كانت تهرب النفط إلى سورية في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
وقالت الحكومة أمس، “خلال جلسة خاصة للمحكمة العليا بطلب من المدعي العام، قررت المحكمة تمديد فترة احتجاز السفينة جريس 1 لمدة 30 يوما آخر وحددت جلسة أخرى يوم 15 أغسطس 2019”.
وتنفي حكومة جبل طارق أنها كانت تنفذ أوامر عندما احتجزت السفينة التي كانت تحمل ما يصل إلى 2.1 مليون برميل من النفط.
وقالت سنام وكيل وهي باحثة كبيرة في مؤسسة تشاتام هاوس في لندن “الناقلة مهمة لأنها جزء من الصراع على نطاق أوسع بين إيران والولايات المتحدة”.
وقال جيريمي هانت وزير الخارجية البريطاني إن بريطانيا ستسهل الإفراج عن الناقلة جريس 1 إذا قدمت إيران ضمانات أن الناقلة لن تتجه إلى سورية، وذلك بمجرد إتمام الإجراءات القانونية في محاكم جبل طارق.
Source link