أسعار النفط تواصل مكاسبها السعرية .. ومحللون: زيادة الإنتاج خطوة غير مناسبة في المرحلة الراهنة
[ad_1]
واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية متأثرة بالتوترات الحادة في منطقة الشرق الأوسط والمخاوف من صدام عسكري أمريكي – إيراني، وعلى الرغم من هذه الأجواء الملتهبة تمسكت “أوبك” بتنفيذ اتفاق خفض الإنتاج، على اعتبار أن السوق مزودة بشكل جيد، خاصة مع استمرار ارتفاع المخزونات النفطية.
وتقاوم الارتفاعات السعرية المخاوف من عدم حدوث انفراجة في مفاوضات التجارة بين الصين والولايات المتحدة، وهو الأمر الذي ينعكس بالسلب على النمو الاقتصادي العالمي ويضيف حالة من الشكوك وعدم الثقة بنمو الطلب وفق الوتيرة السريعة المتوقعة سابقا. وأشار لـ”الاقتصادية”، مختصون ومحللون نفطيون، إلى أهمية الدعوة التي أطلقتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي دعت من خلالها الولايات المتحدة والصين إلى تجنب تصاعد الحرب التجارية بينهما، لما لذلك من تأثيرات سلبية واسعة في الاقتصاد العالمي وفي التجارة الدولية، مؤكدة أن المسار الحالي بدون شك ليس في مصلحة استقرار الاقتصاد العالمي وتحقيق معدلات نمو جيدة.
ولفت المختصون إلى نجاح اجتماع المنتجين في “أوبك” وخارجها في جدة ضمن أعمال اللجنة الوزارية المعنية بمراقبة خفض الإنتاج التي عدّت زيادة الإنتاج خطوة غير مناسبة في المرحلة الراهنة، مع التمسك باستمرار عمل اللجان الفنية وتقييم الوضع العام استعدادا لمراجعة معطيات السوق من خلال الاجتماع الموسع في فيينا الشهر المقبل.
وذكر المختصون أن المنتجين في “أوبك” وشركاءهم المستقلين سيواصلون المشاورات وتدارس وضع السوق مع استعراض كل السيناريوهات المطروحة للوصول إلى أفضل قرار لسياسات الإنتاج في النصف الثاني من العام، لافتين إلى أن دول “أوبك” تفضل حتى الآن الاحتفاظ بخفض الإنتاج بينما تميل روسيا إلى تخفيف هذه التخفيضات خلال الاجتماع المقبل للمنتجين.
وقال أندريه جروس مدير قطاع آسيا في شركة “إم إم إيه سي” الألمانية للطاقة، “إن اجتماع جدة جاء في توقيت حاسم تحتاج فيه السوق إلى قرارات فاعلة للتغلب على العوامل الضاغطة على السوق، وأبرزها التوترات في الشرق الأوسط والحرب التجارية والعقوبات الصارمة على إيران وفنزويلا والمخاوف المحيطة بالطلب”.
وأشار إلى أن الاجتماع تدارس بدائل مهمة بحسب ما ورد في عديد من التقارير الدولية، منها إلغاء التخفيضات الطوعية الزائدة التي كانت تقوم بها السعودية وبعض دول الخليج، وهو ما يمكن أن يضيف نحو 800 ألف برميل يوميا تكون قادرة على تعويض التهاوي المتسارع فى إنتاج فنزويلا وإيران وأيضا احتمال توافق المنتجين في اجتماع يونيو المقبل على تخفيف اتفاق خفض الإنتاج من 1.2 مليون برميل يوميا إلى نحو 900 ألف برميل، وهو الاقتراح الذي يلقى قبولا من الجانب الروسي بصفة خاصة. من جانبه، أكد أندرو موريس مدير شركة “بويري” للاستشارات الإدارية، أن دول “أوبك” تسعى إلى الحفاظ على اتفاق خفض الإنتاج بصورته الحالية باعتبار أن السوق مزودة بشكل جيد، وهو ما أكده سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي، الذي يرى عدم وجود مبرر للتسرع في زيادة الإنتاج، بينما لا يزال مستوى المخزونات في ارتفاع مستمر.
وتوقع حدوث توافق سريع بين السعودية وروسيا حول خطة التعامل المقبلة مع السوق في النصف الثاني من العام، حيث ترغب روسيا في تخفيف الخفض، لإعطائها مساحة أكبر لزيادة الإنتاج، خاصة أن البعض يثير مخاوف مستمرة على المعروض النفطي في ضوء عدم اتضاح حجم الخسائر جراء العقوبات الاقتصادية على إيران وفنزويلا بشكل دقيق، عادّا الشهر المقبل سيكون حاسما لتحقيق توافق المنتجين في ضوء الدراسة الدقيقة لطبيعة المتغيرات في السوق خلال الأسابيع المقبلة.
من ناحيته، قال فتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة “سنام” الإيطالية للطاقة، “إن دول “أوبك” لديها رؤية صائبة لمستقبل وتطورات السوق النفطية”، لافتا إلى أن “أوبك” ترى أن زيادة الإنتاج في ظل وضع السوق الحالية خاصة ما يتعلق باستمرار الزيادة المطردة لمستوى المخزونات ستؤدي إلى تراجع الأسعار إلى مستويات غير مناسبة للمنتجين ولا للاستثمارات الجديدة في مختلف دول العالم.
ولفت إلى أهمية حديث وزير الطاقة السعودي عن أن بلاده لا تنخدع بأسعار النفط المرتفعة وتركز على قراءة وضع السوق من كل الجوانب، وأن وضع السوق حاليا لا تزال هشة وتحتاج إلى مزيد من التدخلات الداعمة لاستعادة التوازن والاستقرار، مشيرا إلى أن تحالف “أوبك +” استفاد كثيرا من تجربة الربع الرابع من العام الماضي عندما تم فتح صنابير الإنتاج بشكل جماعي غير مدروس، ما أدى إلى انهيار الأسعار، منوها بتوافق الجميع حاليا على التمهل لحين التأكد من قوة الطلب ومن ثم يبدأ التحرك نحو زيادة الإنتاج.
بدوره، أوضح تورستين أندربو الأمين العام الفخري للاتحاد الدولي للغاز، أن حديث المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية عن أن آفاق السوق ضبابية للغاية، هي رؤية واقعية بالفعل وما دام وضع السوق كذلك فإن من الأفضل التريث في القرارات الجديدة ودراستها بشكل جيد، ولذا خرج اجتماع جدة بدون قرارات بشأن سياسات الإنتاج مع الانتظار لمدة شهر لحين عقد الاجتماع الموسع للمنتجين في فيينا، حيث من المرجح أن يطرأ كثير من المتغيرات على السوق في هذا الشهر.
وأشار إلى أن اتفاق المنتجين على خفض الإنتاج في كانون الأول (ديسمبر) الماضي كانت له بالفعل انعكاسات إيجابية واسعة على السوق وقاد إلى تحقيق مكاسب في الأسعار بنحو 30 في المائة خلال الربع الأول، لكن البعض يتخوف من احتمال عدم استمرار المكاسب في حال حدوث انقطاعات إنتاجية مؤثرة أو تباطؤ وانكماش كبير في الاقتصاد العالمي، وبالتالي فإن حسم الحرب التجارية واختبار مدى العقوبات سيحددان كثيرا من ملامح السوق في الفترة المقبلة.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس، بفعل تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة وفي ظل توقعات بأن “أوبك” ستواصل كبح الإمدادات هذا العام.
لكن المكاسب كبحتها مخاوف من أن استمرار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين قد يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي.
بحسب “رويترز”، فإنه بحلول الساعة 06:51 بتوقيت جرينتش، بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 72.18 دولار للبرميل مرتفعة 21 سنتا أو 0.3 في المائة مقارنة بسعر الإغلاق السابق.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 31 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 63.41 دولار للبرميل.
وقال جاسبر لاولر رئيس الأبحاث لدى “كابيتال جروب” للسمسرة في العقود الآجلة في لندن “تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، إضافة إلى مؤشرات على أن “أوبك” ستواصل تخفيضــــاتها للإنتاج، يقود النفط إلى الارتفاع”.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم الإثنين إيران بأنها ستواجه “قوة هائلة” إن هي هاجمت مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. يأتي هذا بعد هجوم صاروخي على العاصمة العراقية بغداد، وهو ما تشك واشنطن في وقوف جماعة مسلحة على صلة بإيران وراءه.
تأتي التوترات في ظل سوق تعاني شحا بالفعل في الوقت الذي تكبح فيه منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” وروسيا ومنتجون آخرون الإمدادات منذ بداية العام لدعم الأسعار. ومن المقرر عقد اجتماع في 25 – 26 حزيران (يونيو) المقبل لمناقشة سياسة الإنتاج، لكن المنظمة حاليا تدرس تأجيل الاجتماع إلى 3 – 4 تموز (يوليو) المقبل، وفقا لما ذكرته مصادر في “أوبك” أمس الأول، مع إشارة السعودية إلى رغبة في استمرار كبح الإمدادات.
وتراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 72.47 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 72.57 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني انخفاض له على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 71.21 دولار للبرميل”.
Source link