أسواق النفط تكافح لاستعادة ثقة المستثمرين .. ومخاوف الطلب تضغط على الأسعار
[ad_1]
استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تسجيل تراجع بسبب أزمة تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عزمه فرض مزيد من الرسوم الجمركية على الواردات الصينية في أيلول (سبتمبر) المقبل، وهو ما عزز حالة المخاوف الواسعة على النمو الاقتصادي ومن ثم على مستويات الطلب على النفط الخام.
ويضغط أيضا على الأسعار استمرار النمو في الإمدادات الأمريكية من النفط الصخري وزيادة الإنتاج من دول خارج “أوبك” بشكل عام.
في المقابل ما زالت الأسعار تواجه بعض التماسك جراء تخفيضات الإنتاج التي ينفذها تحالف المنتجين في “أوبك” وخارجها وصدور بيانات عن تراجع المخزونات النفطية واستمرار تهاوي الإنتاج في إيران وفنزويلا جراء العقوبات الاقتصادية الأمريكية.
في هذا الإطار، قال لـ”الاقتصادية” روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، “إن تصعيد الحرب التجارية يؤثر بشكل واسع في استقرار ونمو الاقتصاد العالمي كما يؤثر بشكل مباشر في السوق النفطية التي تعاني مخاوف واسعة تحيط بمستقبل الطلب على النفط الخام”.
وأشار إلى أن الاتجاه العام الدولي ضد فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية، إذ بث قرار الإدارة الأمريكية حالة من القلق من حدوث ركود وتباطؤ ملموس قد يصيب الاقتصاد العالمي، وقد أدى ذلك إلى تهاو مباشر في الأسعار بنحو 7 في المائة خلال الأسبوع الماضي.
وأكد أنه إذا كان الطلب يواجه صعوبات فإنه في المقابل يواجه المعروض حالة من التشديد المستمر في ضوء تخفيضات الإنتاج في “أوبك” وخارجها وصدور بيانات ضعيفة عن شركات النفط الصخري الأمريكي في النصف الأول من العام، متوقعا حدوث تباطؤ ملحوظ في نشاط القطاع بأكمله وربما بتأثير ممتد لفترات طويلة.
من جانبه، أوضح لـ”الاقتصادية”، ماركوس كروج كبير محللي شركة “إيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، أن عودة مخاطر النزاعات التجارية إلى المشهد في سوق الطاقة بقوة تعمق المخاوف على الاقتصاد العالمي، وقد تقود إلى تراجعات سعرية مؤثرة.
وأشار إلى أن أسواق النفط الخام تكافح لاستعادة ثقة المستثمرين، حيث تخشى من تكرار أزمة تهاوي الأسعار الحادة في الربع الرابع من العام الماضي التي خسر فيها الخام الأمريكي أكثر من 40 في المائة من قيمته خلال هذا الربع.
وذكر أن جهود المنتجين من المفترض أن تكون أكبر في المرحلة المقبلة لمعالجة حالة الضعف العام في السوق جراء انسداد أفق التقارب بين أكبر اقتصادين في العالم وصعوبة التوصل إلى تفاهمات لحسم النزاعات التجارية جراء فشل مفاوضات شنغهاي الأخيرة، لافتا إلى أن أبرز مظاهر الضعف في السوق هو اتساع المخاوف والشهية المحدودة لضخ رؤوس أموال جديدة.
من ناحيته، قال لـ”الاقتصادية” أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة، “إن وجود حالات فتور في حماس المستثمرين لدخول سوق النفط هو أمر سلبي للغاية خاصة أن السوق لم تتعاف بشكل كامل من تباطؤ الاستثمار الذي حدث على مدى أربعة أعوام مضت”، متفقا مع طرح بنك “أوف أمريكا ميريل لينش” الذي أكد أن التوترات التجارية والمخاوف بشأن النمو العالمي، لا تزال تثقل كاهل النفط.
وذكر أن الوضع المتقلب للسوق النفطية وارتفاع المخاطر واتساع المستجدات أدى إلى حذر رؤوس الأموال في الإقبال على عقود النفط طويلة الأجل.
وأشار إلى أن الأعباء تفاقمت مع صدور قرار مخيب للآمال من بنك الاحتياطي الفيدرالي حيث أسهم في تعزيز صعود الدولار الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط الخام كما جاء التصعيد الأكبر مع اشتعال المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ما جعل التوقعات الاقتصادية المستقبلية أكثر غموضا.
بدورها، أكدت لـ”الاقتصادية” اكسوي ساهي المحللة الصينية والباحثة في شؤون الطاقة، أن وضع الطلب العالمي على النفط الخام يواجه تحديات واحتمال تعثرات في المرحلة الراهنة جراء المخاوف على النمو الاقتصادي ويدعم ذلك بيانات تشير إلى أن واردات النفط الخام لمصافي التكرير الصينية المستقلة انخفضت بنسبة 2.3 في المائة على أساس شهري بينما كانت قد سجلت أعلى مستوى في أربعة أشهر في أيار (مايو) الماضي.
ولفتت إلى أهمية احتواء النزاعات والتمسك بالمفاوضات التجارية والعمل على إنجاحها، مشيرة إلى أنه من غير المحتمل أن تستهدف الصين النفط الخام الأمريكي في حال قررت فرض تعريفات انتقامية استجابة لإعلان واشنطن الأخير بفرض رسوم إضافية على البضائع الصينية.
وعدّت أن أي عائق أمام بيع النفط الأمريكي لمصافي التكرير الصينية لن يلحق كثيرا من الضرر بالولايات المتحدة.
وفيما يخص الأسعار، انخفضت أسعار النفط اليوم، في ظل تجدد المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي بعد أن تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتصعيد الحرب التجارية مع الصين عبر فرض مزيد من الرسوم على بكين، ما سيكبح على الأرجح الطلب على الوقود في أكبر مستهلكين للخام في العالم.
بحسب “رويترز”، فإنه بحلول الساعة 06:40 بتوقيت جرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 92 سنتا أو 1.5 في المائة إلى 60.97 دولار للبرميل.
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 73 سنتا أو 1.3 في المائة إلى 54.93 دولار للبرميل.
وتراجع خام برنت وخام غرب تكساس الأسبوع الماضي، مع انخفاض برنت 2.5 في المائة ونزول الخام الأمريكي 1 في المائة.
وهبطت أسواق الأسهم الآسيوية لأدنى مستوى في ستة أشهر اليوم، بينما ارتفعت أسعار الذهب في الوقت الذي يسعى فيه المستثمرون إلى شراء أصول الملاذ بسبب تصاعد النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة وهما أكبر اقتصادين في العالم.
وقال ترمب الأسبوع الماضي “إنه سيفرض رسوما بنسبة 10 في المائة على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار اعتبارا من أول أيلول (سبتمبر) المقبل”، مؤكدا أنه قد يزيد الرسوم الجمركية مجددا إذا لم يتحرك الرئيس الصيني شي جين بينج بوتيرة أكثر سرعة صوب التوصل إلى اتفاق تجاري.
أمس، تركت الصين اليوان يتراجع دون مستوى سبعة دولارات للمرة الأولى في أكثر من عشر سنوات، في إشارة إلى أن الصين ربما تسمح بتراجع العملة أكثر بسبب النزاع التجاري.
ومن شأن انخفاض اليوان زيادة تكلفة واردات الصين النفطية المقومة بالدولار. وبكين أكبر مستورد في العالم للنفط.
وتعرضت الأسعار لضغوط أيضا اليوم، بسبب مؤشرات على ارتفاع الصادرات النفطية للولايات المتحدة. وأظهرت بيانات مكتب تعداد الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي ارتفاع صادرات أمريكا النفطية بمقدار 260 ألف برميل يوميا في حزيران (يونيو) الماضي إلى مستوى قياسي شهري عند 3.16 مليون برميل يوميا.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 61.75 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 63.54 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” أمس، “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع له على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 64.02 دولار للبرميل”.
Source link