إجراءات استباقية للحكومات لمواجهة أزمة الطاقة.. رفع معدلات تشغيل مصافى التكرير بالهند.. الولايات المتحدة بيع النفط من المخزون الاستراتيجي أو احتمال وقف الصادرات.. وروسيا تعرض تصدير كمات قياسية مـن الغاز لأوروبا
[ad_1]
تنامت المخاوف حول العالم فى الآونة الأخيرة من تفاقم أزمة الطاقة العالمية وذلك مع الارتفاعات القياسية فى أسعار النفط الخام والفحم والغاز الطبيعى مما كان لها أكبر الأثر على الإمدادات العالمية وكذلك الإنتاج ومن هذا المنطلق نجد أن الحكومات على مستوى العالم اتخذت عدد من الإجراءات الاستباقية وذلك فى محاولة منها للحـد من تأثير تلك الأزمة على المستهلكين، وفيما يلى الإجراءات الاستباقية لعدد من الدول، وفقا لتقرير بوادر أزمة طاقة عالمية تلوح فى الأفق لمنظمة “أوابك “، وكانت كالتالى:
ففى الهند، تسعى مصافى تكرير النفط إلى رفع معدلات التشغيل إلى طاقتها الكاملة، وتتـدافع محطات الطاقة للحصول على الفحم لتوليد الكهرباء التى تعانى بعض الولايات من انقطاعها، حيث تـم إصدار تحذيرات فى جميع أنحاء الهند من أن إمدادات الفحـم لمحطـات الطاقة الحراريـة التـى تحـول الحرارة من الفحم إلى الكهرباء قد انخفضت بشكل خطير.
وتشير أحدث البيانات أن نحو 63 من أصل 135 محطة طاقة تعمل بالفحم فى الهند لديها إمدادات تكفى لمدة يومين فقط على الأكثر، ويعزى ذلك بشكل رئيسى إلى الزيادة غير المسبوقة فى الطلب على الكهرباء بسبب انتعاش الاقتصـاد، وهطـول أمطار غزيرة فى مناطق تواجد مناجم الفحم خلال شهر سبتمبر 2021، وزيادة أسعار الفحم المستورد إلى مستوى قياسى يجعله غير اقتصادى، مما أدى إلى زيادة الاعتماد على الفحـم المحلى، وعـدم بنـاء مخزون كافى من الفحم قبل بداية الرياح الموسمية.
وشهدت الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعًا فى أسعار الغاز الطبيعى بنسبة تزيد عن 58 % منذ بداية شهر أغسطس 2021، لتصل إلى 6.37 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانيـة فـى الخـامس من شهر أكتوبر 2021. وارتفعت أسعار الجازولين إلى أعلى مستوياتها منـذ عـام 2014، حيـث أظهرت بيانات شركة تتبع أسعار الوقود، أن متوسط سعر الجازولين فى محطـات الوقود الأمريكية بلغ 3.262 دولار للجالون، مقابل متوسط بلغ 1.09 دولار للجالون قبل عام واحد.
كما أدى التدافع على الفحم إلى ارتفاع أسعاره أيضًا، ليصل إلى 75.50 دولار للطن فى وسط Appalachia للأسبوع المنتهى فى 8 أكتوبر 2021، ويمثل هذا ارتفاعًا بنسبة 39 % عن بداية العام وأعلى مستوى منذ شهر مايو 2019، وتبدو الأسعار فى المناطق الأخرى أقـل لكنهـا تتبـع نفـس المسار الصعودى.
ومن المتوقع أن يرتفع استهلاك الفحم من منتجى الكهرباء فى الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 23 % فى عام 2021، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكيـة، يـأتى ذلك ف فى الوقت الذى تتزايـد فيـه المطالبـات لتسريع الانتقال الطـاقوى، والحـد مـن انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى.
من جانبها أشارت وزارة الطاقة الأمريكية إلى إمكانية استخدام كافـة الأدوات المتاحـة لـديها للحد من ارتفاع أسعار الطاقة، إما عن طريق بيع النفط من مخزوناتها الاستراتيجية أو احتمـال وقـف صادراتها، قبل أن تشير فى وقت لاحق إلى عدم وجود إجراءات فورية بشأن هذا الأمر.
وعرضت روسيا تصدير كميـات قياسية مـن الغـاز الطبيعى إلى أوروبـا هـذا العـام لتخفيف أزمة الطاقة التى تواجهها، هذا وتعد روسيا أكبر مصدر للغاز الطبيعى إلى الاتحاد الأوروبى حيـث استحوذت علـى أكثر مـن 40 % مـن واردات الاتحـاد الأوروبـى فـى عـامى 2019 و 2020.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن روسيا يمكن أن تفعل المزيد لزيادة توافر الغاز الطبيعى فى أوروبا وضمان امتلاء المخزونات بمستويات مناسبة استعدادًا لموسم التدفئة الشتوى المقبل.
ومن المرجح أن تواجه العديد من الشركات الأوروبية التأثير المزدوج الناجم عن الارتفاع فى تكاليف الطاقة والانخفاض المحتمل فى إنفاق المستهلكين بسبب زيادة نفقات الأسر المرتبطة بالطاقة ويؤثر ارتفاع أسعار الطاقة بالفعل على عمليات الصناعات كثيفة الاستهلاك للكهرباء، حيـث قلصـت العديد من الشركات بشكل مؤقت إنتاج الأمونيا والأسمدة، مشيرة إلى تدهور هـوامش الربح بسـبب الزيادة الحادة فى أسعار الغاز الطبيعى.
ووجهت الصين شركاتها الحكومية بتوفير الإمدادات المطلوبة لتوليد الطاقة خلال فصل الشتاء القادم، بأى تكلفة كانت، كما وجهت 72 منجمًا للفحم بزيادة الإنتاج بحـوالى 100 مليـون طن، مع ارتفاع أسعار الطاقة.
وفى شرق آسيا، انخفضت مخزونات زيت الوقود فـى سنغافورة، مركز التخزين الرئيسى، إلى أدنى مستوياتها منذ شـهر سـبتمبر 2019، مـع تزايـد اسـتخدامه لتوليـد الكهرباء، بدلًا مـن الغـاز الطبيعى الذى ارتفعت تكلفته فى تلك المنطقة بنسبة بلغت 85 % منذ بداية شهر سبتمبر 2021، لتصـل إلى أعلى مستوياتها منذ 13 عامًا.
Source link