إمدادات «الصخري» الأمريكي تكبح المكاسب السعرية للنفط
[ad_1]
ارتفعت أسعار النفط أمس، وسط توترات في منطقة الشرق الأوسط، يخفف من أثرها استئناف الإنتاج في خليج المكسيك بعد الإعصار باري وازدهار الإمدادات الأمريكية بفضل النفط الصخري.
ويعزز تماسك الأسعار ويحول دون دخولها في موجة هبوطية، جهود “أوبك” وحلفائها في تقليص المعروض النفطي العالمي من خلال تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى آذار (مارس) من العام المقبل، إضافة إلى التوترات السياسية في الشرق الأوسط، خاصة مع عدم حدوث تقدم في ملف الاتفاق النووي الدولي مع إيران بعد الانسحاب الأمريكي منه.
وقال لـ”الاقتصادية” مختصون ومحللون نفطيون، إن التقلبات ما زالت تهيمن على السوق، حيث لم تستعد بعد استقرارها تحت وطأة سرعة المتغيرات وارتفاع مستوى المخاطر الجيوسياسية على الرغم من جهود تحالف المنتجين في تقليص المعروض النفطي لمعالجة وفرة الإمدادات وارتفاع مستوى المخزونات، حيث يجتمع وزراء الطاقة في لجنة مراقبة الاتفاق في أبوظبي في أيلول (سبتمبر) المقبل لمتابعة تطورات السوق وإعادة تقييم أوضاعها.
وأكد جون هال مدير شركة “ألفا أنرجي” الدولية للطاقة، أن سوق النفط الخام اتجهت إلى تصحيح الأسعار بعد مكاسب سريعة نتجت عن عوامل طارئة، وهي أزمة العواصف المدارية على الخليج الأمريكي، التي أدت إلى تجميد 30 في المائة من إنتاج النفط و44 في المائة من إنتاج الغاز، معتبرا أن السوق ما زالت في حالة ضبابية وعدم استقرارها، بسبب تعرضه لتأثير عدة عوامل متضادة.
وأوضح أن العواصف كان لها الدور الرئيس المؤثر في الأسعار في الأيام الماضية، ولكن الوضع في السوق تبدل مع اتجاه تأثير العاصفة باري إلى التراجع وسط عودة الإنتاج وعمليات التكرير في ساحل الخليج الأمريكي إلى مستوياتها الطبيعية، حيث عاد الإنتاج الأمريكي إلى وتيرة إمداداته المتنامية بشكل سريع.
من جانبه، قال أندرو موريس مدير شركة “بويري” للاستشارات، إن هناك حالة من استمرارية الوضع المتقلب والغامض في السوق في ضوء عدم وضوح الرؤية بشأن مسار المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، علاوة على وجود الإشكالية نفسها فيما يتعلق بملف إيران ومستقبل الاتفاق النووي الدولي بعد انسحاب الولايات المتحدة وإصرارها على تطبيق عقوبات مشددة على إيران.
وأشار إلى أن الإنتاج الأمريكي يحاول الحفاظ على الوتيرة السريع من ضخ الإمدادات النفطية على الرغم من الصعوبات المالية التي تواجهها الشركات الأمريكية جراء زيادة الإنفاق الاستثماري وتراجع الربحية والمحاولات الحثيثة للفوز بحصص سوقية أكبر، معتمدة على العمل على الاستفادة من تراجع إنتاجي إيران وفنزويلا، علاوة على تأثير التخفيضات التي يقودها تحالف “أوبك +”.
من ناحيته، أكد دان بوسكا كبير محللي بنك يوني كريديت البريطاني، أن أسعار النفط الخام والأسهم في الشركات النفطية على الأرجح ستتلقى دعما جيدا في الفترة المقبلة على الرغم من تقلبات السوق وحالة عدم اليقين السائدة، إلا أن جهود المنتجين وعوامل الاقتصاد العالمي تصب في مصلحة تعافي الأسعار.
وأشار إلى أن أبرز العوامل الداعمة للأسعار تتمثل في خفض سعر الفائدة المرتقب من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتوقعات حدوث تباطؤ في نمو إنتاج النفط، خاصة من الإنتاج الصخري الأمريكي، إضافة إلى وجود احتمالات قوية بارتفاع مستويات الطلب على النفط الخام في المدى المتوسط.
بدورها، قالت المحللة الصينية أنبر لي من شركة “رينج” الدولية، إن الوضع في السوق النفطية ما زال متوترا، خاصة ما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط وتداعياته على الأسعار، حيث إن وقوع مواجهات بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية الملف النووي قد يقفز بمستوى أسعار النفط إلى مستويات قياسية رغم أن كثيرا من دول “أوبك” قادرة على تعويض أي نقص في الإمدادات النفطية.
وأوضحت أن العوامل الجيوسياسية سيظل تأثيرها متزايدا في سوق النفط الخام.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس، وسط توترات في منطقة الشرق الأوسط يخفف من أثرها استئناف الإنتاج في خليج المكسيك بعد الإعصار باري وازدهار الإمدادات الأمريكية بفضل النفط الصخري.
وما زالت الأسعار تتعرض لضغوط، إذ أظهرت بيانات أمس الأول أن النمو الاقتصادي في الصين في الربع الثاني من العام تباطأ إلى 6.2 في المائة مقارنة بالفترة نفسها قبل عام، وتلك أضعف وتيرة فيما لا يقل عن 27 عاما.
وبحسب “رويترز”، فإنه بحلول الساعة 10:30 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 21 سنتا إلى 66.69 دولار للبرميل. وخسر خام القياس العالمي 24 سنتا أو 0.4 في المائة أمس الأول.
وزادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 19 سنتا إلى 59.77 دولار للبرميل. وتراجع الخام القياسي الأمريكي نحو 1 في المائة في الجلسة السابقة.
وشرعت شركات النفط الأمريكية في استئناف جزء من الإنتاج، الذي توقف بخليج المكسيك قبل الإعصار باري، والذي شمل نحو 74 في المائة من حجم الإنتاج.
ويعود العاملون إلى أكثر من 280 منصة إنتاج جرى إخلاؤها. لكن قد يستغرق الأمر عدة أيام لاستئناف الإنتاج بالكامل.
وتتعرض السوق لضغوط أيضا بفعل مؤشرات على زيادة أخرى في إنتاج الولايات المتحدة، التي أضحت أكبر منتج للخام في العالم متقدمة على روسيا والسعودية بفضل النفط الصخري.
وتظل السوق قلقة بفعل التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي في ظل احتمال ارتفاع الأسعار على نحو مفاجئ إذا تدهور الوضع.
حتى أمس الأول لا يزال حجم الإنتاج المتوقف في خليج المكسيك 1.3 مليون برميل يوميا أي أقل بنحو 80 ألف برميل عن يوم الأحد الماضي.
وبصفة عامة يتجاوز إنتاج الخام الأمريكي حاليا 12 مليون برميل يوميا.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 66.79 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 67.36 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس، إن سعر السلة الذي يضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج دول المنظمة حقق ثاني تراجع له على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 64.72 دولار للبرميل.
Source link