الامين المساعد للعمال بحماة الوطن يكتب : حرب الشائعات ومواقع التواصل الاجتماعى
بما أن مواقع و شبكات التواصل الاجتماعى أصبحت قناة من اهم قنوات الاتصال ونشر الاخبار والمعلومات إلا انها اصبحت من الخطورة بمكان حيث يتم استغلال ما ينشر بهذه المواقع وتلك الشبكات فى الترويج لكثير من الشائعات فى مختلف جوانب الحياة ولكون الشائعة وسيلة رخيصة وسريعة الانتشار اعتماداً على عدة عوامل مجتمعية لتحقيق الكثير من الأهداف و المكاسب لمروجى تلك الشائعات ، فمنها ما هو مادى أ و ما هو معنوى، و أصبحت الشائعة من أخطر الوسائل المعاصرة التى إنتشرت وغزت العالم كله وذلك بفضل وسائل الاتصالات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة فى ثورة المعلومات فى عصر أصبح العالم فيه قرية صغيرة .
أصبحت الشائعة فى عصر التقدم التكنولوجى المتسارع من الأمور التى تستهدف تضليل الرأى العام بل وتوجيهه لهدف معين للنيل من شخص محدد أو من إنجاز وطنى ، حيث يقف خلف هذه الشائعات كثير من المروجون ومعهم الكثير من محترفى التقنيات التكنولوجية عبر وسائل وشبكات التواصل الاجتماعى مدركين أهمية أى من الأحداث الجارية لنشر وترويج تلك الشائعة التى تغيب الكثير من معلومات ذلك الحدث عن الرأى العام نظراً لغياب اسرار الحقيقية فى تلك الأمور ، لما لهذا الغياب من أهمية بالغة ، لنشر وترويج الشائعة خلال شبكات التواصل وسرعان ما تنتشر كانتشار النار فى الهشيم لارتباطها بأمور مجتمعية تخص عامة المجتمع.
ونظراً لأمكانيات وتقنيات وسائل التواصل الاجتماعى تكنولوجياً من إحترافية معالجة الصور ، و تكوين وتخليق مقاطع فيديو، وبرامج تقليد وتغيير الأصوات وتركيبها بدقة عالية مما يُلقى بصعوبة التدقيق والتثبت من المعروض من خلال تلك المواقع المغرضة الهادفة لترويج هذه الاشاعات ، فيحدث الإلتباس على غالبية المجتمع الى ان يقوم المسئولون بتحليل ودراسة تلك الشائعة والرد على ذلك فيكون قد مر وقتاً طويلاً ساعد على انتشار هذه الاخبار المختلقة وما يتبعها من خلق بيئة عمل ومعيشة غير مناسبة ذات تأثير سلبى عل تماسك افراد ووحدات المجتمع .
و فى كثير من دول المنطقة يقوم بعض هؤلاء بترويج شائعة عن نقص أو أختفاء سلعة ما من السلع أو الخدمات الأساسية للمواطن وذلك بغرض إثارة وتهييج وتأجيج مشاعر المواطنين تجاه حكومات بلدانهم و لتلك الشائعات أثر كبير وخطر عظيم فى زعزعة استقرار المجتمعات فكم من الشائعاتالتى قتلت الأبرياء ونالت من سمعة وكرامة الشرفاء وكم من الشائعات التى فرقت بين الأسر ودمرت كثير من العلاقات وراح ضحيتها الكثير والكثير من الابرياء الأنقياء الشرفاء .
لذا فإنه يتوجب علينا كأفراد وجماعات ومؤسسات الكثير من الواجبات التى يجب ان نقوم بها لمواجهة حرب الشائعات التى تعمل على النيل من استقرار المجتمع والتى تسعى لهدم الكيانات المستقرة وأهم تلك الواجبات العمل على عدم المساعدة فى نشر تلك الشائعات وعدم نقل هذه الأخبار التى تساهم على إثارة البلبلة والفتنة والشرور، كما يجب وضع تشريع مناسب لمحاسبة من يثبت ترويجه للشائعات التى تمس أمن واستقرار الوطن وتطبيق العقوبات اللازمة ضدهم كما يجب ضبط الاداء الاعلامى والتنبيه بعدم التعاون مع هؤلاء المروجون .
وعلى الإعلام الرسمى أن يتدخل ويشرح ويوضح هذه الإشاعة بعد التحقق منها ومن مصدرها وكذلك يجب التوعية المسبقة من خطر الاشاعات ، ومن خطورة تصديقها وسرعة نشر الحقائق فيما يتعلق بهذه الاشاعات .
ولابد لعلماء الدين من دور فى التعريف بخطورة الشائعات فى هدم المجتمعات حيث يقول الله تعالى {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إن يَقُولُونَ إلا كَذِبًا} و تبيين أن نشر الإشاعات فى المجتمع قد يؤدى إلى هلاك المجتمع بأسره وانتقال الفتن والشحناء بين أبنائه وقد قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا…} والتوضيخ للعامة بأن الله جل وعلا جعل من ينقل الخبر دون تثبت وتأكد من الفاسقين.
وعلينا كمستمعين ومتلقيين لتلك الاشاعات أن ننظر أولاً لحال من يروج لتلك الشائعة والبحث عن اغراض هؤلاء المروجون ولا نصدق كل ما يقال بل علينا ان نتثبت ونتيقن وان نسأل قبل التصديق حفاظاً على مجتمعنا وبيوتنا .
حفظ الله مصرنا وشعبها أرضها وسمائها
محسن عليوة
امانة عمال حزب حماة الوطن