الحقل دعم إضافي للصناعة الوطنية والتحول إلى بيع المنتجات النهائية
[ad_1]
أكد لـ”الاقتصادية” مختصون نفطيون خليجيون أن إعلان المملكة تطوير حقل الجافورة للغاز في المنطقة الشرقية، يمثل نقطة تحول حقيقية لصناعة النفط والغاز والبتروكيماويات في المملكة ويجعل منها منطقة ثقل اقتصادي عالمي في الخليج، ما يدفع الدول الصناعية الكبرى التي تهتم باستقرار اقتصادها أن تحرص على استقرار منطقة الخليج اقتصاديا وسياسيا.
ويرى المختصون، أن المملكة اتخذت خطوة استراتيجية لتطوير حقل الجافورة للغاز، ما يمكنها من الاستغلال الأمثل لمواردها الطبيعية لتصبح بذلك؛ إلى جانب إنتاجها للنفط؛ مصدرا عالميا موثوقا فيه في إنتاج الغاز الذي يعد من الطاقات النظيفة المطلوبة عالميا. وحسب تأكيدات المختصين، فإن أي استكشافات جديدة لحقول الغاز أو تطويرها في المملكة سيجعل من منطقة الخليج ثقلا اقتصاديا عالميا، وبالتالي فإن الدول الكبرى التي تحرص على استقرار اقتصادها مهتمة بأن تظل منطقة الخليج مستقرة اقتصاديا وسياسيا، مشيرين إلى أن حقل الجافورة سيكون له انعكاسات إيجابية على صناعة البتروكيماويات في المملكة وبالتالي جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وفي هذا الإطار، قال عبدالله السلطان المختص النفطي، إن إعلان أمس الأول عن تطوير حقل الجافورة يعد من الأحداث المهمة في تاريخ صناعة النفط الغاز في المملكة في الوقت الحالي لعدة ابتداءات حيث إن 2.2 تريليون قدم مكعبة من الغاز من حقل الجافورة ستجعل المملكة من أكبر منتجي الغاز في العالم، ليس فقط للاستهلاك المحلي وإنما نحو التحول العالمي لاستخدام الغاز بشكل أكبر لإنتاج الطاقة، بحيث تكون المملكة أحد اللاعبين الأساسيين في إنتاج الغاز، مشيرا إلى أن الاستكشافات التي أعلن عنها بدأت منذ أعوام، فالمملكة كانت تبحث عن استكشافات جديدة لمواردها الطبيعية، التي بدأت في الشمال حيث استكمال منطقة جنوب الربع الخالي، وكانت الجافورة أحد المؤشرات الكبيرة لوفرة الغاز الطبيعي فيها.
وأضاف السلطان أن المملكة تتحول الآن إلى بيع المنتجات بصورتها النهائية، حيث منتجات البتروكيماويات وصناعة الأدوية وهي صناعات تحتاج إلى لقيم في أغلب هذه الصناعات ممثلا في الغاز، كما أن تحول المملكة للاستثمار بشكل أكبر في محطات الطاقة التي تعمل بالغاز بدلا من الديزل الذي يحرق بكميات كبيرة فقط لإنتاج الطاقة.
وأشار إلى أن حقل الجافورة سيدعم تحول المملكة نحو هذا الهدف، كما أن المملكة تتجه نحو قطاع التعدين، حيث من المعلوم أن الصناعات التعدينية تحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة، سواء في عمليات التكرير والصهر، لذا فإن الحقل سيسهم بشكل كبير في دعم هذه الصناعات.
وأضاف السلطان أن الإعلان دليل كبير على تقدم المملكة بخطوات مدروسة نحو صناعة النفط والغاز، منوها إلى أن شركة أرامكو السعودية لها استكشافات معقمة في جل أرجاء المملكة مستغلة كفاءتها ومواردها الذاتية، لافتا إلى أن وزير الطاقة أعلن أخيرا أن هناك حدثا مهما سيتم الإعلان عنه يعد مفخرة لقطاع النفط و”أرامكو”.
من جانبه، ذكر حجاج بوخضور المختص النفطي الكويتي، أن تطوير الغاز غير المصاحب من حقل الجافورة، سيصل بعد اكتماله إلى 2.2 تريليون قدم مكعبة بحلول عام 2036، ما يحقق دخلا صافيا للمملكة قد يصل إلى تسعة مليارات دولار سنويا وهذا ما يمثل 25 في المائة من الإنتاج الحالي، وبالتالي ستصبح المملكة أكبر منتج للغاز في العالم. وأضاف بوخضور أن تدشين المشروع سيعزز من قدرات المملكة في إنتاج البتروكيماويات ويضعها بشكل كبير في مقدمة الدول في صناعة البتروكيماويات وستكون مركزا عالميا، ما يزيد من استقطاب استثمارات الدول الأخرى، ويؤكد “رؤية 2030” بأفضل العوائد المالية.
وأوضح أن حقل الجافورة في الشرقية سيجعل من المملكة دول مصدرة للغاز سواء من حقل الجافورة أو حقول أخرى منها حقل الدرة في المنطقة المقسومة مع الكويت، مشيرا إلى أنه إلى بجانب أن المملكة أكبر منتج للنفط في العالم فإن إنتاج الغاز سيجعل لصناعة الطاقة مكانة جديدة في العالم.
ونوه بوخضور إلى أن حقل الجافورة يعد كبيرا للغاية حيث يبلغ احتياطيه نحو 200 تريليون قدم مكعبة من الغاز، كما أنه أفضل أنواع الغاز لصناعة البتروكيماويات باعتباره من الغاز الرطب، وبالتالي له قيمة عالية في الصناعة، كما أن الحقل قادر على إنتاج نحو 500 ألف برميل يوميا من سوائل الغاز ومكثفاته اللازمة لصناعة البتروكيماويات، وهذا يمثل 34 في المائة من الإنتاج العالمي، مشيرا إلى أن الدعم الذي سيقدمه الحقل سيضاعف من مكانة المملكة في مجالي إنتاج النفط والغاز. وأضاف أن الحقل سيزيد من الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي سيدعم كثيرا من الصناعات في المملكة ويجذب كثيرا من رؤوس الأموال ويعزز من قوة أي اكتتاب آخر لـ”أرامكو” في المستقبل.
وتابع بوخضور، أن الاقتصاد الخليجي سيكون هو الآخر مستفيدا من أي اكتشافات جديدة في مجال الغاز في المملكة، حيث ستكون لمنطقة الخليج ثقل عالمي بفضل هذه الاستكشافات، فدول العالم التي تحرص على استقرار اقتصادها بالضرورة ستكون حريصة على استقرار منطقة الخليج بما فيها من صناعات متطورة في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات.
من جانبه، قال كامل الحرمي، المختص النفطي الكويتي، إن إنتاج الغاز بعد تطوير حقل الجافورة سيوفر للمملكة موردا اقتصاديا آخر إلى جانب النفط ما ينعكس إيجابا على اقتصاد المملكة والمنطقة ككل، حيث يمكن للمملكة تصدير إنتاجها من الغاز إلى دول خليجية مجاورة هي في حاجة لاستخدام الغاز في المشاريع التنموية مثل الكويت.
وأضاف أن المملكة بدخولها مجال إنتاج الغاز تكون قد تبنت استراتيجية مستقبلية نحو تحقق “رؤية 2030” الهادفة إلى البحث عن موارد أخرى غير النفط لزيادة الناتج المحلي، لافتا إلى أن الغاز يعد صديقا للبيئة ومطلوبا في الأسواق الخارجية.
وأشار الحرمي إلى أن استغلال المملكة للغاز في مشاريع تحلية المياه والتعدين والصناعة سيوجد فرصا استثمارية وسيجذب رؤوس أموال وطنية وأجنبية في قطاعات صناعية مستفيدة من توفر الغاز خاصة متوقعا أن تكون الأولوية في استغلال الغاز المنتج للمشاريع المحلية.
Source link