الدكتور اسعد الهوارى يكتب..الاختيار الأمن
سيدتي..وسادتي.. يلفني عالم من الهدوء والسكينة كلما رأيت بمقلة العين تقدم بلادي ، وحلمت بذلك منذ نعومة أظافري وأحمد الله علي ذلك ،إننا عبرنا سنة أولي ديمقراطية وغداً ندخل سنة ثانية ديمقراطية ، ونحن علي الدرب السليم ، وكل من علي الدرب يصل مهما طال طريقة، فبلادي تعطى اهتماماً كبيراً بالاستثمار بالمشروعات القومية والتنموية في شتى القطاعات، بهدف إحداث نقلة نوعية، هدفها الأول البناء والتنمية، إلى جانب توفير فرص عمل للشباب وخفض معدلات البطالة، مما يسهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي في شتى الاتجاهات, فهي مشروعات ذات تأثيرات تنموية اقتصادية واجتماعية هامة، واسعة النطاق على المستوى الجغرافي، والخروج من الوادي الضيق، فإن البقاء في سجن الوادي القديم مع تضاعف النسل وتكدس السكان وازدحام المدن والتلوث ، نهايته اختناق قاتل والهلاك المؤكد ، وأي محاولة جادة للخروج إلي أبراج الصحراء ، هي محاولة مقدسة يجب أن نقف وراءها جميعا بكل ما نملك من حيلة وتكنولوجيا وأموال ، ونجاتنا من هذا الخندق ، فلابد أن تنهض كل العقول لتفكر بكافة الوسائل ولتهيئ كل الأسباب لنجاح تلك المشروعات واستثمار الحاضر بدون مخاوف ، أن الهمم تصنع المستحيل ، فلابد من استباق الزمن أن أردنا طوق النجاة فالوقاية خير من العلاج ، لنزرع ونحرث ونبني في مزرعة الدنيا أكثر لنحصد في الآخرة أكثر فالإسلام دين علم وعمل وعقل، فكل ما يقال عن تلك المشروعات، وما صاحبها من جدل وما واجهته من محاولات التشويه والتشكيك وارتفاع كلفة تلك المشروعات ، ناتجة عن نمط من التفكير السلبي المزمن وجرثومة خبيئة في الفكر له أسبابه النفسية ، وهي مجرد زوبعة في فنجان وبعيدة كل البعد عن الوقع وتأخير تلك المشروعات قد يؤدي ارتفاع كلفتها إضعاف، أقروا التاريخ تجدوا أنه يدلوا بصوته ويبرهن أن المشروعات الكبرى والعملاقة في بلادي ، عادة ما تتعرض للهجوم والنقد الغير موضوعي في لحظة طرحها وأثناء مراحل تنفيذها، ولكنها تتحول إلى أيقونات قومية بعد أن تصبح تاريخاً، تدرك بمقلة العين والأثر الذي تركته تلك المشروعات على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ، فكل شيء يرحل إلا الخير يظل مغروسا في النفوس الصافية ، فهنيئا لمن يزرع ويعمر ويبني وينشا مشروعات في المحروسة .
خلاصة القول أنها همسة أهمس بها في أذان من ينظر إلي تلك المشروعات من منظور غير استراتيجي
روائي دكتور / أسعد الهوارى
الشركة العامة للبترول