هناك من الناس من يجهل ماذا؟ يمكن أن تفعل بنا الكلمة، ولا تأثيرها الذي قد يفعل ما لا يتوقعونه، لأنها حين تكون حادة تصبح كالسكين لديها القدرة أن تغرز في الأعماق، وتجرح بقوة، وتتسبب في نزيف المعاناة والكآبة، كما أنها قد تترك لنا بصمة داكنة في الذاكرة يصعب أن تزول بمرور الزمن، ألا تستدرج كلمات الحب عظام الرجال إلي مصارعهم ، ألا تلقي بشباب إلي اليأس والانتحار ، وتلك كلمات الباطل وما تفعله في الإفراد والشعوب ، والكلمة تخرج من فم الرجال فتكون طلاقاً بائنا ، أو مودة ورحمة ، والكلمة تخرج من الفم فلا سبيل إلي استردادها، أنها تخرج كالطلقة ولا تعود ، فالكلمات الباطل الكاذب منها يفعل ويؤثر ويقتل ويغير التاريخ ، ومن زرع كلمة خبيثة نبتت شجرة خبيثة ، وطرحت ثمراً خبيثاَ ، لا ظل له إلا الهجير، وعالم الكلمات يحجب عناً الحقائق كما تفعل الأستار والأقنعة، وعلم الله أدم الأسماء كلها ، ليكون سيد علي الكلمات يستخدمها ولا تستخدمه، ولكن الواقع أنقلب فأصبحت الكلمة هي التي تحكم الإنسان ، أصبحت حاجبة العقل ، بدلا من أن تكون كاشفة للبصيرة ، وما أقصي حكمها علي صاحبها ، أنها الكلمات ، وسحر الكلمات ، وسلطان الكلمات ، ولاشك أن الكلمة الطيبة لديها القدرة العظيمة في سعادة إنسان، وانتشاله من أصعب حالات اليأس، والكلمة ميثاق شرف ، وقد يضحي الإنسان بحياته من أجل كلمة ألزم بها نفسه دون أن يبالي بحياته في سبيل الثبات على كلمته ، وكم من كلمة رفعت شخصا، وحطّت من قيمة آخر، وإذا كان الإنسان يموت فإن الكلمة لا تموت، كما لا يموت أثرها بين الناس، والكلمة تؤدي أحيانا إلى موت شخص، وبكلمة قد تُكتب لآخر حياة جديدة ، والكلمة على مدى التاريخ الإنساني فتحت بلادا، وهزمت جيوشا، وقد دخل الناس الإسلام في عصر النبوة بالكلمة، وكان القرآن معجزة رسولنا الكريم – عليه الصلاة والسلام، إذ اعتمد على بلاغة الكلمة في الوصول إلى عقول الناس وقلوبهم، فكان ذلك سر إعجازه أمام أمة اشتُهرت بفصاحتها وبلاغتها، بل أمام أفضل قبائلها فصاحة وبلاغة، فكلمة الطيبة ، شجرة طيبة ، فروعها طيبة ، وأوراقها طيبة ، وثمارها طيبة ، الأصل ثابت والفرع في السماء ، والثمر في القلب ، مطلوب ومحبوب ، فإذا لم تستطع أن تنطق بالكلمة الطيبة ، ولا بالعمل الطيب ، فلا أقل من أن تصمت ، ورحم ألله عبدا تكلم فغنم ، أو سكت فسلم ، فالصمت حكمة ، وقليل فاعلة ، والصمت من أعظم العبادات، اخلصوا في القول ، أخلصوا في العمل ، فحققوا الأمل ، ونالوا درجات الصديقين والصالحين، صدقوا القول ، فكانوا مشاعل نور وهدى للعالمين يهتدي بهم الناس في ظلمات الأرض
خلاصة القول نبدأ بالكلمات وتنتهي بالكلمات
كاتب روائي ..د..أسعد الهوارى
الشركة العامة للبترول
إن حضارة الإنسان و تاريخه و مستقبله ..رهن كلمة صدق و صحيفة صدق و شعار صدق.. فبالحق نعيش، و ليس بالخبز وحده أبدا
إذا لم يكن لديك شيئاً تعطيه للآخرين ، فتصدق بالكلمة الطيبة ، و الابتسامة الصادقة ، و خالق الناس بخلق حسن
الكلمة شيء كالسحر كالطلسم.. وهي إذا انفصمت عن الفعل أصبحت عبثا وإذا تناقضت مع الفعل أصبحت نفاقا..
الكلمة الطيبة هي كلمة المرور إلى قلوب الآخرين
1
من أكثر ما يثير الاستغراب في هذه الحياة هو تأثير الكلمة على البشر، وكيف أن كلمة واحدة يمكن أن تصدر من إنسان ما قد تغير مسار حياة، وقد تحول الإنسان إلى عالم أو فنان، أو حتى هي من قد تضعه في طريق الهاوية والإجرام.
وبلا شك تستطيع الكلمة أن ترفع الإنسان إلى أعلى المراتب، وتستطيع أيضاً أن تهوي به إلى القاع.
.
.
فالكلمة تؤثر في النفس لا إرادياً، وأحياناً عندما يشعر الإنسان بضيق بعد مقابلة شخص ما ولا يعرف له أسباباً، فغالباً حين يسبر أغوار نفسه يجد أنه قد يكون من تأثير كلمة استقرت في داخله من تلك المقابلة، وأثرت فيه بشكل غير مباشر، وعلمياً تؤثر الكلمة على دماغ المتلقي ولا تزول بمرور الأيام.
هناك من الناس من يجهل ماذا يمكن أن تفعل بنا الكلمة، ولا تأثيرها الذي قد يفعل ما لا يتوقعونه، لأنها حين تكون حادة تصبح كالسكين لديها القدرة أن تنغرز في الأعماق، وتجرح بقوة، وتتسبب في نزيف من المعاناة والكآبة، كما أنها قد تترك لنا بصمة داكنة في الذاكرة يصعب أن تزول بمرور الزمن، ولاشك أن الكلمة الطيبة لديها القدرة العظيمة في سعادة إنسان، وانتشاله من أصعب حالات اليأس.
علينا إعادة النظر في كلماتنا، وأن نحاول أن ننتقي منها ما يعود علينا وعلى غيرنا بالحب والألفة والراحة النفسية.
لننتبه إلى كلمة نطلقها غير آبهين تكسر أحدهم، وتضعضع كل قوة وهمة فيه.
لننتبه إلى كلمة نطلقها كرصاصة طائشة، تستقر في قلب أحدهم فتقتل معها كل المشاعر الطيبة، وتنهي معها أعظم العلاقات..
وخير خاتمة لنا جميعاً، التي تعتبر منهج سلام وسعادة قوله تعالى:
(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن).
قد يغفل الكثير من الأشخاص عن مدى أهمية التفوه بالكلمة الطيبة، والتي تكمن في الكثير من الأفعال والثمار الصالحة، ومنها: أنها إحدى شعب الإيمان، وسبب لتحقيق الألفة والود بين القلوب، صدقة بسيطة يؤديها المسلم
تتمتع الكلمة الطيبة بعدة أثار وخصائص مفيدة، من ضمنها: الفوز باحترام وحب البشر بسبب الكلام الطيب والخلق الحسن، نشر مشاعر الود والمحبة داخل القلوب الغريبة وبالتالي توثيق الروابط الاجتماعية مع الأفراد.