النفط يتعافي مع انحسار مخاوف الركود واحتواء حرب التجارة
[ad_1]
ارتفعت أسعار النفط أمس، متعافية من انخفاضات سجلتها على مدى يومين بعد أن أظهرت بيانات زيادة مبيعات التجزئة الأمريكية، ما أسهم في تهدئة المخاوف بشأن حدوث ركود في أكبر اقتصاد في العالم.
وبحسب “رويترز”، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام “برنت” القياسي تسليم تشرين الأول (أكتوبر) بنحو 0.8 في المائة ليسجل 58.68 دولار للبرميل، وذلك بعد أن كانت سجلت 59.50 دولار للبرميل في وقت سابق من الجلسة، كما زاد سعر العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي تسليم أيلول (سبتمبر) 0.6 في المائة عند 54.79 دولار للبرميل.
وأظهرت بيانات ارتفاع مبيعات التجزئة الأمريكية 0.7 في المائة في تموز (يوليو) في الوقت الذي اشترى فيه المستهلكون مجموعة من السلع، لكنهم خفضوا مشترياتهم من السيارات.
جاء ذلك بعد أن شهدت الأسواق العالمية موجة بيع عقب انقلاب عائد سندات الخزانة الأمريكية للمرة الأولى منذ حزيران (يونيو) 2007، وهو تطور عادة ما ينظر إليه كمؤشر ذي مصداقية على ركود وشيك.
وارتفعت أسواق الأسهم مع تنامي توقعات بإقدام بنوك مركزية على تقديم مزيد من التحفيز، ما طغى على أثر المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي.
لكن من المرجح ألا تزيد المكاسب بعد صدور بيانات شملت انخفاضا مفاجئا لنمو الإنتاج الصناعي في الصين لأدنى مستوى في 17 عاما، بجانب هبوط للصادرات دفع اقتصاد ألمانيا صوب الانكماش في الربع الثاني.
وما زال سعر برنت مرتفعا نحو 10 في المائة هذا العام بفضل تخفيضات الإنتاج التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاء مثل روسيا، المجموعة المعروفة باسم “أوبك +”.
واتفقت “أوبك +” في تموز (يوليو) على تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى آذار (مارس) 2020 لدعم أسعار النفط.
لكن مساعي “أوبك” تقوضها المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي في ظل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وكذلك ارتفاع مخزونات الولايات المتحدة من الخام وزيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي.
واستقر إنتاج الولايات المتحدة من النفط خلال الأسبوع الماضي، بالقرب من مستوياته القياسية، مع ارتفاع الصادرات والواردات النفطية.
وكشف التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن الإنتاج النفطي للولايات المتحدة استقر في الأسبوع المنتهي في التاسع من آب (أغسطس) الجاري عند 12.300 مليون برميل يوميا.
أما فيما يتعلق بالواردات النفطية في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، فارتفعت إلى 7.714 مليون برميل يوميا، مقابل 7.148 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع السابق له.
بينما ارتفعت صادرات الولايات المتحدة من الخام في الأسبوع الماضي إلى 2.683 مليون برميل يوميا، مقارنة بـ1.865 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع السابق له.
وارتفعت مخزونات النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، بعكس توقعات المحللين، في حين انخفضت مخزونات البنزين خلال الفترة نفسها.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة بنحو 1.6 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى 440.5 مليون برميل.
وكانت توقعات المحللين تشير إلى أن مخزونات النفط الأمريكية ستتراجع بنحو 2.5 مليون برميل خلال الفترة نفسها، في حين هبطت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة بمقدار 1.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنصرم.
في المقابل، صعدت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة لكن بأقل من توقعات المحللين خلال الأسبوع الماضي.
وكشفت البيانات أن مخزونات الغاز الطبيعي ارتفعت 49 مليار متر مكعب خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 2738 مليار متر مكعب.
وكانت تقديرات المحللين تشير إلى أن مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة سترتفع بمقدار 60 مليار قدم مكعبة خلال الأسبوع المنقضي.
وتعد بذلك مخزونات الغاز الطبيعي في الأسبوع الماضي أعلى بنحو 357 مليار متر مكعب عند المقارنة بمستويات الفترة المماثلة من العام الماضي.
في حين أن المخزونات الأمريكية من الغاز الطبيعي كانت أقل بنحو 111 مليار متر مكعب مقارنة بمتوسط الأعوام الخمسة البالغ 2849 مليار متر مكعب.
وارتفع أمس سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعي تسليم شهر أيلول (سبتمبر) بأكثر من 4.2 في المائة ليصل إلى 2.23 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وخفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط للعام الجاري و2020، بسبب المخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وتتوقع الوكالة في تقريرها الشهري أن يصل نمو الطلب على النفط إلى مستوى 1.1 مليون برميل يوميا في 2019، مخفضة بذلك توقعاتها بمقدار 100 ألف برميل يوميا عن التقديرات السابقة.
أما في 2020 فخفضت الوكالة تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 50 ألف برميل يوميا إلى 1.3 مليون برميل يوميا.
وذكرت الوكالة أنه كان هناك أدلة متزايدة بشأن تباطؤ الاقتصاد، مع إفصاح عدد كبير من الاقتصاديات الكبرى عن ضعف الناتج الإجمالي المحلي في النصف الأول من العام.
وفي أول خمسة أشهر من 2019 ارتفع الطلب العالمي على النفط بمقدار 520 ألف برميل يوميا، وهي أقل زيادة منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
وترى الوكالة أن جوانب الاتفاق السياسي بين الصين والولايات المتحدة بشأن التجارة تدهورت، وأن ذلك قد يؤدي إلى خفض النشاط التجاري ونمو الطلب على النفط بشكل أقل.
وأوجد تصعيد الحرب التجارية فوضى جديدة بالكامل بالنسبة إلى سوق النفط، حيث ستؤثر التعريفات الجمركية سلبا في الطلب في الصين وتتسبب في إبطاء النمو الاقتصادي لكلا الدولتين، وتأثيرات غير مباشرة في الاقتصاد العالمي.
وكل ذلك سيكون سلبيا على نحو كبير بالنسبة إلى سوق النفط، فالمشكلة هي أن سوق الخام تواجه فائضا في الإمدادات يلوح في الأفق، في الوقت الذي يفشل فيه الطلب في مجاراة نمو المعروض.
Source link