النفط يلاقي دعما قويا من تراجع المخزونات الأمريكية ومخاوف النزاعات التجارية
[ad_1]
مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع بتأثير من انخفاض المخزونات النفطية الأمريكية، علاوة على التأثير الممتد لخفض الإنتاج، الذي ينفذه تحالف المنتجين في “أوبك” وخارجها، ويمتد العمل به حتى آذار (مارس) 2020، كما انحسرت نسبيا المخاوف على الاقتصاد الدولي في ضوء تراجع المخاوف من النزاعات التجارية والتوترات في منطقة الشرق الأوسط.
ويتأهب الإنتاج الأمريكي إلى استئناف نشاطه المعتاد بعد انتهاء إعصار “باري”، الذي أدى إلى تعطل جزء كبير من القدرات الإنتاجية في ساحل الخليج الأمريكي.
وقال لـ”الاقتصادية” مختصون ومحللون نفطيون، إن هناك حالة من عدم اليقين والضبابية تسيطر على أوضاع الاقتصاد العالمي، لافتين إلى أن التجار قلقون جدا من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي من الطلب على النفط الخام في العام المقبل 2020، خاصة في ضوء توقعات باستمرار تمسك المنتجين في “أوبك” وخارجها بخفض الإنتاج مع تمديده وتعميقه لفترات جديدة.
وأوضح مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل. إم. إف” النمساوية للطاقة، أن خفض درجة التصعيد في الخلاف الأمريكي- الإيراني أدى إلى تهدئة وتيرة الأسعار، التي خسرت 4 في المائة الثلاثاء قبل أن تعود للارتفاع مجددا مع صدور بيانات عن انخفاض المخزونات النفطية الأمريكية.
وأضاف، أن الإنتاج الإيراني ما زال يهبط بوتيرة متسارعة، وهو ما يعد أبرز المخاطر الجيوسياسية المؤثرة في السوق النفطية على مدار عدة أسابيع ماضية.
من جانبه قال ماركوس كروج كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، إن “أوبك” تلعب دورا رئيسا في قيادة السوق وترد بقوة على كل من يحاول الانتقاص من دورها، مشيرا إلى أن المنظمة على قناعة تامة حاليا بأنها قد تحتاج إلى الحفاظ على تخفيضات الإنتاج قائمة، ومستمرة وربما لفترات أطول بعد التمديد الأخير، ويعود ذلك بالأساس إلى ارتفاع الإنتاج من النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة بشكل فاق تقديرات وتوقعات سابق.
وأكد، أن ارتفاع الأسعار في الأيام الماضية كان نتاج عدة عوامل قد تتراجع درجات تأثيرها في فترات مقبلة، وهي مزيج من التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط وانقطاعات الإنتاج في فنزويلا وإيران، وتخفيض سعر الفائدة المعلق من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
بدوره أفاد لـ”الاقتصادية” رينهولد جوتير مدير قطاع النفط والغاز في شركة سيمنس الدولية، بأن الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري يواصل طفراته الواسعة، حيث من المتوقع أن ينمو الإنتاج من حوض بيرميان المزدهر دون أي قيود، مشيرا إلى أن التطور في البنية الأساسية لقطاع النفط الأمريكي يدعم النمو، حيث إن تأسيس مزيد من خطوط الأنابيب يعني مزيدا من عمليات وأنشطة الحفر، وهو ما يترجم بدوره إلى مزيد من الإمدادات، وبالتالي تضخم المعروض في السوق النفطية العالمية.
وأشار إلى أنه من العوامل الداعمة للأسعار حدوث هبوط في إنتاج روسيا من النفط الخام، ليبقى بالقرب من أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات في حزيران (يونيو) الماضي، لافتا إلى أنه في المقابل يكبح صعود الأسعار حالة القلق بشأن الاتجاه، الذي يتخذه الاقتصاد العالمي خاصة التوترات في الشرق الأوسط والحروب التجارية.
من جهتها قالت ويني أوكيلو المحللة الأمريكية في شركة ” أفريكا إنجنيرينج”، إن الإنتاج الأمريكي لا يستطيع الحفاظ على الوتيرة المتنامية بشكل دائم، خاصة في ضوء عوامل ومتغيرات واسعة التأثير عليه ومنها العوامل المناخية، حيث تجنب خليج المكسيك الأمريكي أضرارا جسيمة من إعصار “باري”، ولكن ما زال هناك 1.3 مليون برميل يوميا من إنتاج النفط المعطل في طريقه إلى العودة بعد استقرار العوامل المناخية.
وأشارت إلى أن وفرة الإمدادات ستظل السمة المهيمنة في السوق على الأرجح حتى 2020، وذلك في ضوء تحذير وكالة الطاقة الدولية ومنظمة أوبك من أن السوق النفطية من المتوقع أن تشهد فائضا كبيرا في المعروض في العام المقبل، بسبب تسارع الإمدادات من دول خارج “أوبك”، لافتة إلى أن هذا التطور قد يفرض إجراء إضافيا من تحالف “أوبك+”.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس بعد تراجع كبير سجلته في الجلسة السابقة عقب بيانات أظهرت هبوط مخزونات النفط الأمريكية أقل من المتوقع.
وبحلول الساعة 06:36 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 12 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 57.68 دولار بعد أن هبطت 3.3 في المائة الثلاثاء.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 26 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 64.60 دولار للبرميل. وأغلق العقدان على انخفاض 3.2 في المائة في الجلسة السابقة.
وقال معهد البترول الأمريكي، إن مخزونات الخام انخفضت 1.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 12 تموز (يوليو) إلى 460 مليونا وذلك مقارنة بتوقعات المحللين بانخفاض قدره 2.7 مليون برميل.
وقال مكتب سلامة وحماية البيئة في الولايات المتحدة، إن ما يزيد على نصف إنتاج النفط الخام في خليج المكسيك الأمريكي ما زال متوقفا في أعقاب الإعصار “باري”، إذ إن معظم شركات النفط تعيد موظفيها إلى المنشآت لاستئناف الإنتاج.
وقال المكتب، إن إنتاج 1.1 مليون برميل يوميا أو ما يعادل 58 في المائة من إجمالي إنتاج المنطقة و1.4 مليار قدم مكعبة يوميا من إنتاج الغاز الطبيعي يظل متوقفا.
ويشير الانخفاض الأقل من المتوقع في مخزونات الخام، إلى أن عمليات توقف الإنتاج بفعل الإعصار “باري” في أواخر الأسبوع الماضي كان لها تأثير ضئيل في المخزونات.
ومن جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 66.13 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 66.79 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لـ”أوبك” أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث انخفاض له على التوالي، وإن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 64.35 دولار للبرميل.
Source link