النفط يواصل تحقيق مكاسب للجلسة الرابعة .. تفاؤل بنمو الطلب وخفض الفائدة
[ad_1]
سجلت أسعار النفط الخام مكاسب جديدة بفعل التفاؤل بنمو الطلب على النفط الخام والوقود بسبب مفاوضات التجارة الأمريكية – الصينية الداعمة لفرص نمو الاقتصادي العالمي وتوقع تخفيض سعر الفائدة الأمريكية.
كما تتلقى الأسعار دعما من تخفيضات الإنتاج التي يقودها تحالف المنتجين في “أوبك” وخارجها علاوة على تأثير العقوبات على إيران وفنزويلا وتوقعات تعافي الطلب العالمي وحدوث انكماش في الإمدادات الأمريكية جراء تباطؤ أنشطة الحفر.
وقال لـ”الاقتصادية” مختصون ومحللون نفطيون، إن المخاوف على الطلب تفوقت في تأثيرها في التوترات في الشرق الأوسط ومخاطر انقطاع الإمدادات، لذا جاءت الارتفاعات السعرية محدودة، لافتين إلى أن مفاوضات التجارة الحالية يمكن أن تسجل نجاحا وتدعم فرص تعافي النمو وتعزيز الطلب.
وأكد المختصون وجود مؤشرات إيجابية على نجاح خطة المنتجين في علاج أزمات السوق ومنها تراجع المخزونات النفطية وحدوث انحسار تدريجي في وفرة المعروض.
وذكروا أن الحديث عن وفرة واسعة في المعروض خلال العام المقبل بها كثير من المبالغة، حيث إنها تتطلب استمرار نمو الإنتاج الأمريكي بوتيرة شديدة السرعة بمعزل عن مستوى الأسعار وهو الأمر المحاط بكثير من الشكوك.
وقال جون هال مدير شركة “ألفا إنرجي” الدولية للطاقة، إن المخاوف بشأن الطلب أدى إلى تقلبات سعرية متلاحقة بسبب زيادة هذه المخاوف فى وقت ما وتراجعها في وقت آخر وبات هذا العامل هو الأكثر تأثيرا في مجريات وتحركات أسعار النفط وربما تفوق على عوامل أخرى مهمة مثل التوترات في الشرق الأوسط والتراجعات الحادة في إنتاج وتصدير النفط الخام في فنزويلا وإيران.
وأوضح أن التهديدات الخاصة بانقطاع الإمدادات من الشرق الأوسط لم تحقق مكاسب سعرية قياسية كما كان متوقعا سلفا، مشيرا إلى أن إنتاج “أوبك” هبط أيضا بنحو مليوني برميل يوميا ليسجل أدنى مستوى في عشر سنوات ولكن ذلك لم يؤد أيضا إلى قفزات سعرية.
وعد أن اهتمامات السوق تنصب حاليا على مجريات مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين ومقدرتها على حسم الحرب التجارية.
من جانبه، قال أندرو موريس مدير شركة “بويري” للاستشارات الإدارية، إن تحالف المنتجين في “أوبك +” يبذل جهودا مكثفة لاستعادة التوازن في السوق ويتمسك بتقييد المعروض النفطي للتغلب على حالة الوفرة في الإمدادات خاصة مع ارتفاع الإنتاج الأمريكي بشكل كبير خلال العامين الماضيين، إضافة إلى بيانات الطلب الضعيفة من آن إلى آخر.
وذكر أن الطلب قد يكون هادئا نسبيا في المرحلة الراهنة ولكنه يمكن أن ينتعش قليلا في المستقبل خاصة مع اندفاع البنوك المركزية لتخفيف السياسة النقدية، لافتا إلى مؤشرات جيدة للطلب ظهرت أخيرا، مع صدور بيانات قوية عن الناتج القومي الأمريكي.
وتوقع أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة وهو ما يعد أول تخفيض منذ عقد، معتبرا أن خفض سعر الفائدة يمكن أن يطمئن الأسواق ويعزز أسواق المال كما يدعم استمرار التوسع الاقتصادي.
من ناحيته، أكد مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة، أن استئناف المسؤولين الصينيين والأمريكيين المفاوضات التجارية في شنغهاي يعد مؤشرا جيدا على جدية الجانبين في تعزيز جهود احتواء النزاعات ولكن يبدو أن احتمال التوصل إلى صفقة كبيرة يبدو مستبعدا على نحو متزايد، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي للصين في النصف الثاني يعاني من حالة من عدم اليقين الشديد بشأن العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.
وأوضح أن وضع الاقتصاد الدولي يتسم بالضبابية وعدم الثقة وهو ما دفع بنك كومرتس الألماني للحديث عن أن المخاوف بشأن صحة الاقتصاد تفسر الوضع الأخير لأنشطة المضاربين في سوق النفط الذين قللوا من صافي مراكزهم الطويلة في برنت وخام غرب تكساس الوسيط، مبينا أن السوق لا تعاني من أي نقص في المعروض بسبب عملية الإحلال والتبديل من منتجين لآخرين والعمليات التعويضية التي يقوم بها الإنتاج الأمريكي، ولكن المخاوف والارتباك والإشارات المختلطة حول الاقتصاد العالمي قد تضعف فرص تحقيق مكاسب واسعة في الأسعار على المدى القصير.
بدورها، قالت أرفي ناهار الباحثة في شؤون النفط والغاز في “أفريكان ليدرشيب”، إن الحديث عن وفرة واسعة محتملة من النفط الخام في عام 2020 هي مجرد توقعات وليست جازمة خاصة مع إدراك أن السوق سريعة المتغيرات والمستجدات ولكن على أي حال، فإن المنتجين جاهزون لكل الاحتمالات بعدما دشنوا آلية قوية تتمثل في إعلان التعاون التي تمكن من علاج أوجه الخلل في السوق من خلال تدخلات عميقة وسريعة ومؤثرة.
وأوضحت أن الوفرة المتوقعة في العام المقبل مشروطة بعاملين مهمين بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الأخير عن النفط، وهما حدوث نمو قوي في مستويات الطلب العالمي وأيضا استمرار نمو المعروض من النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة بلا هوادة بغض النظر عن أسعار النفط السائدة وهو أمر مشكوك فيه بحسب مراجعات تمت لسياسات الإنتاج في شركات النفط الأمريكية.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط للجلسة الرابعة أمس، مدعومة بالتفاؤل بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيخفض هذا الأسبوع أسعار الفائدة لأول مرة في أكثر من عشر سنوات، ما يدعم نمو الطلب على الوقود في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وارتفع خام القياس العالمي برنت 46 سنتا أو 0.7 في المائة إلى 64.17 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:51 بتوقيت جرينتش بعد أن كان قد ارتفع 0.4 في المائة في الجلسة السابقة، وفقا لـ”رويترز”.
وزاد الخام الأمريكي 41 سنتا أو 0.7 في المائة إلى 57.28 دولار للبرميل، بعدما زاد 1.2 في المائة أمس الأول.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن خفضا صغيرا في أسعار الفائدة “لن يكون كافيا”.
وتباطأ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة بوتيرة أقل من المتوقع في الربع الثاني، ما يعزز توقعات استهلاك النفط، لكن بيانات اقتصادية مخيبة للآمال زادت المخاوف من تباطؤ النمو.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 63.79 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 64.02 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث انخفاض له على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 64.27 دولار للبرميل.
Source link