النفط يوقف خسائره ويرتفع إلى 70 دولارا مع تزايد مخاوف الحرب التجارية
[ad_1]
استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع جيد، بعد خسائر أسبوعية قياسية في الأسبوع الماضي سجلت نحو 6 في المائة، حيث تعود التراجعات في الأساس إلى المخاوف من تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي يرجح كثيرون أنها قد تقود إلى تباطؤ اقتصادي واسع.
وانتشل السوق من الانخفاضات السعرية تمسك تحالف المنتجين في “أوبك” وخارجها بخطة خفض المعروض النفطي بنحو 1.2 مليون برميل يوميا حتى حزيران (يونيو) المقبل، التي تأتي بالتزامن مع العقوبات الاقتصادية على إيران وفنزويلا واشتعال الأوضاع السياسية فى الشرق الأوسط، خاصة القتال في ليبيا والمواجهات العسكرية المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال لـ”الاقتصادية”، مختصون ومحللون نفطيون، “إن موجة الخسائر السعرية القياسية التي سجلت في الأسبوع الماضي توقفت في بداية الأسبوع الجديد على الرغم من تجدد المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي إثر تصاعد حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين”، لافتين إلى أن الطلب العالمي يواجه تحديات جديدة فيما لا تزال وفرة المعروض مهيمنة على السوق على الرغم من كل التراجعات المؤثرة السابقة.
وأوضح المختصون أن ارتفاع المخزونات بشكل لافت كان له تأثير قوي فى الضغط سلبا على الأسعار، خاصة أن مستوى المخزونات المرتفع طال الوقود أيضا إلى جانب النفط الخام، وهو ما أدى بدوره إلى الثقة برؤية “أوبك” لوضع السوق خاصة فيما يتعلق بعدم الإقدام على زيادة الإنتاج في ظل ظروف السوق الراهنة وتصميمها على تفادي وفرة المعروض في الأسواق التي أدت إلى تهاوي الأسعار في الربع الرابع من العام الماضي قبل أن تعاود إلى حصد 30 في المائة مكاسب في الربع الأول في ضوء تنفيذ اتفاق خفض الإنتاج.
يتوقع المختصون أن يتواصل تعافي أسعار النفط الخام خلال الأسابيع المقبلة بسبب المخاطر الجيوسياسية التي تقدرها السوق على نحو أقل من حجمها الحقيقي خاصة في العراق وليبيا إضافة إلى فنزويلا وإيران.
وقال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدارسات الاقتصادية، “إن تراكم المخزونات النفطية ربما يكون نتيجة مباشرة لتراجع الطلب، كما أنه يلفت الأنظار إلى أن انعكاسات الحرب التجارية بدأت تظهر بشكل واضح في أداء الاقتصاد الصيني”، لافتا إلى أن المصافي الصينية بدأت تواجه حالة من الوفرة من الوقود في الأسواق.
وذكر أن الدورات السعرية للنفط الخام أصبحت سريعة والارتفاعات الحادة تعقبها انخفاضات عكسية حادة أيضا، وهو ما يعكس غياب الاستقرار والتوازن المستدام في السوق وهو ما يفرض على تحالف المنتجين متابعة يقظة ومستمرة لتطورات السوق مع الاستعداد دوما لتعديل السياسات بما يخدم توازن العرض والطلب.
من جانبه، أوضح ماركوس كروج كبير محللي شركة “إيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، أن نزيف الخسائر السعرية في الأسبوع الماضي الذي سجل مستوى قياسيا في الانخفاض توقف في بداية الأسبوع بسبب خفض الإنتاج، على الرغم من تخفيض توقعات وكالة الطاقة الدولية لمستويات الطلب على النفط الخام خلال العام الجاري، مشيرة إلى وجود مؤشرات قوية على التباطؤ في ظل الحرب التجارية وزيادة بيع الأسهم العالمية وارتفاع مديونية الشركات الأمريكية.
وأوضح أن “أوبك+” تلعب دورا متزايد القوة في السوق العالمية خاصة مع ارتفاع درجة حرارة المخاطر الجيوسياسية نتيجة الصدام الأمريكي الإيراني والقتال في ليبيا وعدم الاستقرار في الجزائر، إضافة إلى التأثير الأكبر الخاص بالعقوبات الأمريكية في كل من إيران وفنزويلا، لافتا إلى أن هذه العوامل مجتمعة تدفع إلى صعود الأسعار وتقاوم الاتجاه الهبوطي الناجم عن تأثيرات الحرب التجارية الصينية الأمريكية وتداعياتها في النمو والطلب.
من ناحيته، قال ديفيد لديسما المحلل في شركة “ساوث كورت” لاستشارات الطاقة، “إن المخزونات النفطية الأمريكية سجلت أعلى مستوياتها منذ تموز (يوليو) 2017 وهو ما فتح باب التأهب والاستعداد في السوق لاحتمال حدوث تباطؤ مؤثر في مستويات الطلب على النفط الخام خلال الأشهر القليلة المقبلة”.
وأشار إلى أنه بقراءة مبسطة لوضع السوق الحالية فهناك تكهنات بإنهاء خفض الإنتاج في اجتماع المنتجين في فيينا الشهر المقبل أصبحت أمرا مستبعدا في ضوء الارتفاع المستمر للمخزونات، كما أن التفاهم السعودي – الروسي جعل هناك رضا عن سياسات تحالف المنتجين في “أوبك+” ورغبة في استمرار الحفاظ على خفض الإنتاج لدعم الأسعار، حيث إن ظروف السوق الراهنة لا تتطلب العودة إلى وفرة الإمدادات.
بدوره، أوضح أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة، أن سوق النفط الخام تواجه بالفعل تحديات متعددة وعوامل عديدة وقوية ومتضادة التأثير، لافتا إلى أن أبرز سمات المرحلة الراهنة هي وجود أزمة بسبب مشكلات جودة النفط الخام ونوعياته المتاحة في الأسواق.
ولفت إلى أن تهاوي الإنتاج في كل من فنزويلا وإيران بالتزامن مع أحداث أخرى مثل عدم الاستقرار في العراق والسودان وليبيا والجزائر أدى بالفعل إلى حدوث انخفاض ملحوظ ومؤثر في أحجام ومستويات جودة بعض أنواع النفط الخام بشكل كبير.
وأكد أنه من غير الواقعي اعتبار النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة قادرا على تعويض السوق حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال عدّه منتجا منقذا أو متأرجحا، لأنه لا يستطيع عمليا ملء الفجوات في السوق في المرحلة الحالية.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس، إلى نحو 69 دولارا مدعومة بتوترات في الشرق الأوسط وتخفيضات إمدادات “أوبك”، إلا أن المخاوف بشأن الحرب التجارية الصينية – الأمريكية والاقتصاد العالمي كبحت المكاسب.
وأسهمت تخفيضات الإنتاج، سواء طوعا من جانب منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” وحلفائها أو الناجمة عن عقوبات أمريكية، في أن يرتفع خام القياس العالمي برنت 29 في المائة منذ بداية العام.
بحسب “رويترز”، فإنه بحلول الساعة 11:43 بتوقيت جرينتش، زاد خام القياس العالمي برنت 48 سنتا إلى 69.17 دولار للبرميل، وكان قد نزل بنحو 4.5 في المائة الأسبوع الماضي. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ثلاثة سنتات إلى 58.66 دولار للبرميل.
وقال أوليفييه جاكوب محلل النفط لدى “بتروماتريكس”، “العامل الرئيس الذي يمنع صعود الأسواق بفضل الأنباء الجيوسياسية هو القلق حيال الاقتصاد”.
وسجلت أسعار الخامين الأسبوع الماضي أكبر انخفاض أسبوعي هذا العام. وحدت عطلة عامة في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا أمس، من المشاركة في السوق وأبقت الأحجام منخفضة.
وتراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 67.40 دولار للبرميل الجمعة الماضي، مقابل 68.56 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” أمس، “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق خامس انخفاض له على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو خمسة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 72.57 دولار للبرميل.
Source link