انتهز الفرصة وقت تراجع البورصة.. الانخفاض الكبير مدخل لتحقيق مليارات
[ad_1]
خلال أوقات الأزمات والتراجعات الكبرى لأسواق المال، يلجأ المستثمرون عادة إلى الاحتفاظ بالسيولة المالية لمواجهة أى مخاطر محتملة أو تدهور شديد فى الأوضاع، ومن الممكن استغلال هذه السيولة فى اقتناص فرص استثمارية تتمتع بعائد مجزى بمجرد انتهاء هذه الأزمة أو هكذا يقول أصحاب نظرية الاستثمار فى الظروف الاقتصادية الصعبة.
وفى ظل التراجعات الكبيرة التى شهدتها البورصة المصرية فى الفترة الأخيرة، والتى أصابت الكثير من المستثمرين خاصة الأفراد بحالة من الحيرة فى ظل الأسعار المغرية التى يرونها أمامهم والتى كانوا يحلمون فى الأيام العادية أن يبنون مراكزهم الاستثمارية فى تلك المستويات إلا أن التراجعات المفاجئة لم تسعفهم بتوافر السيولة اللازمة ليفتقدوا تنفيذ المقولة بأن الأزمات تصنع الثروات، بالإضافة إلى الخوف من المزيد من التراجعات إلا أن هناك من يستطيع أن يرى فرصاً استثمارية ويقتنصها، وهناك بعض البشر يتقن الاستثمار فى الظروف الاقتصادية الصعبة ويمكنه صناعة الفرص حتى فى أحلك الأزمات.
ومن أبرز الأمثلة على اقتناص الفرصة وقت الأزمة ما قام به الملياردير الأمريكى وارين بافيت فى ذروة أزمة المال العالمية عام 2008، إذ كادت أن تعلن الكثير من الشركات إفلاسها بعد أن أفلست عدد من البنوك والشركات المالية التى تمول صفقات العقارات، وقام “بافيت” بالاستثمار فى بنك جولدمان ساكس الاستثمارى Goldman Sachs – الذى تورط فى اشعال أزمة الرهن العقارى أيضا – واستثمر بضعة ملايين دولارات فى شركة جنرال إلكتريك General Electric وقام بضخ الأموال فى بنك أوف أمريكا Bank of America وهو البنك الذى واجه أيضا ضغوطات الأزمة وقتها، لكنه كان يعلم بأن هذه المؤسسات ستتجاوز المحنة وستعود للربحية.
كما أنه ضخ الأموال فى ويلز فارجو Wells Fargo التى كانت تعانى بشدة، وهى شركة خدمات مالية عملاقة أمريكية متعددة الجنسية تضررت أيضا من الأزمة، واستثمر فى بنك يو اس بانكورب U.S. Bancorp. كل هذه المؤسسات وأخرى كانت تخسر قيمتها السوقية بصورة مرعبة وهو استغل الفرصة وحصل على الملايين من الأسهم بنصف قيمتها وأقل، وراهن على أنها ستعود عليه بالملايين من الدولارات بعد الأزمة وقد كان محقا.
ويقول صلاح حيدر المحلل الاقتصادى: “تجارب الأزمات السابقة فى البورصة المصرية علمتنا بشكل كبير أن المستثمر الرشيد هو من لا يقع فى فخ الخوف ومتابعة القطيع وهو المستثمر الذى فى نهاية الأمر الذى يحصل على الجائزة الكبرى التى لا يقتنصها الكثيرين”، مضيفا: “وشهد السوق المصرى العديد من التراجعات الشديدة سواء بسبب الأزمة المالية العالمية أو الأحداث السياسية أى أن المستثمر المصرى قد أخذ بشكل كبير خبرات التراجعات والهبوط الشديد، ومن المؤكد أن قطاع كبير منهم وضع فى نصب أعينه استراتيجيات استثمارية لتلك الأوقات العصيبة”.
ويضيف حيدر، أن من أهم استراتيجيات الاستثمار فى ظل تراجعات الأسواق والتى من خلالها يستطيع المستثمر الحفاظ على ثرواته بل تحقيق ثرواته أو مضاعفتها، وذلك من خلال أولا اللجوء إلى الأسهم الدفاعية بشكل مكثف، ففى ظل اضطرابات السوق فأن لجوء المستثمرين إلى الأسهم ذات المراكز المالية القوية والتى تقوم بالإعلان عن توزيعات مالية دورية مميزة ستكون الأفضل فى ظل اضطراب السوق فى البورصة المصرية ويتمثل ذلك فى كل من قطاعى المطاحن والأدوية الحكومية.
وتابع ثانيا استخدام استراتيجية التنويع وتطبيق الحكمة الشهيرة “لا تضع كل البيض فى سلة واحدة” ومن خلال تلك الاستراتيجية يتجه المستثمر الرشيد إلى اختيار باقة من القطاعات والأسهم المتنوعة – بعد دراسة جيدة – تتنوع من خلالها درجة المخاطر بشكل يقلل المجموع النهائى للمخاطر فى المحفظة الاستثمارية وتعتمد تلك الاستراتيجية على الدراسة العلمية والفنية الجديدة لباقة القطاعات والأسهم فى المحفظة حتى لا تتحول تلك الاستراتيجية إلى عب إضافى، ثالثا النظر إلى غير الأسهم يعد استراتيجية جيدة فى ظل تراجعات الأسواق المالية؛ فتنويع استثمارات المستثمر بين الأسهم والسندات ووثائق الصناديق الاستثمارية تؤمن أفضلية جيدة فى ظل اضطرابات الأسواق.
واستطرد ورابعا عدم الاحتفاظ بالسيولة لوقت طويل يعد استراتيجية جيدة فتحقيق الثروات لا يتم بالاحتفاظ بالسيولة فى شهادات الاستثمار بشكل مطول التى سيتآكل قيمتها فى ظل معدلات التضخم، خامسا ومن أهم النصائح الاستراتيجية فى ظل اضطرابات الأسواق معرفة استثمارك بشكل أعمق فعند الاستثمار فى إحدى الأسهم يجب على المستثمر معرفة أين يضع أمواله وكيف تحافظ الشركة وإدارتها على أمواله كمستثمر وإلا ستضيع سواء كان السوق متراجعا أو مرتفعا.
أما آخر النصائح، وهى التحلى بالصبر وقبول الخسائر فإن المستثمر يجب أن يكون صبوراً فى ظل سرعة تحركات الأسواق المالية وعدم السير وراء القطيع، ومن ناحية أخرى فإن أكبر وأشهر المستثمرين قد تعرضوا للخسائر بشكل كبير وتقبل الخسائر هو باب الربح فالهدوء فى اتخاذ القرار يعد الاستراتيجية الرئيسية فى ظل اضطرابات الأسواق أى لا تكون كرد فعل داخل السوق المالية، كن الفعل.
Source link