تعثر مفاوضات التجارة يعزز التقلبات السعرية في سوق النفط
[ad_1]
توقع مختصون ومحللون نفطيون، استمرار حالة التقلبات في أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد أن ارتفعت عند الإغلاق في نهاية الأسبوع الماضي بنحو 3 في المائة، بينما خسرت على أساس أسبوعي بنحو 2.7 في المائة.
وقالوا لـ”الاقتصادية” إن تقلبات الأسعار تأتي بسبب اشتعال المواجهات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عزمه تطبيق حزمة جديدة من الرسوم الجمركية على الواردات الصينية في أيلول (سبتمبر) المقبل، وهو ما عمق المخاوف على النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي على أفاق الطلب على النفط الخام خاصة مع اعتزام الصين الرد بإجراءات مشابهة ضد الولايات المتحدة.
وفي المقابل، وبحسب المحللين، لا تزال أسعار النفط الخام تتلقى دعما جيدا من تراجع المخزونات النفطية والتطبيق الناجح لتقييد المعروض، من خلال خفض الإنتاج، الذي يقوده تحالف المنتجين “أوبك +” إضافة، إلى التأثير القوي للعقوبات على إيران وفنزويلا، التي أدت إلى تهاوي إنتاج وصادرات البلدين بشكل حاد في فترة وجيزة.
وأوضح روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو أتش آي” لخدمات الطاقة، أن تصاعد حدة المواجهات التجارية أعادت إلى الواجهة مرة أخرى حالة القلق من تصدعات قوية قد تحدث في الاقتصاد العالمي، ومن ثم قد تضغط بقوة للحيلولة دون انتعاش مستويات الطلب على النحو الذي كان متوقعا في السابق.
وأضاف، أن تقلبات الأسعار المتوقعة ناجمة أيضا عن غموض وضع الإمدادات الأمريكية وتوقيت انكماشها خاصة، أنها المتسبب الأول في تخمة المعروض بعدما قفز الإنتاج الأمريكي من ستة ملايين برميل يوميا إلى نحو 12 مليونا في أقل من ثمانية أعوام، وهو ما تطلب في المقابل من دول “أوبك” مزيدا من جهود تقييد المعروض للحفاظ على توازن السوق واستقرارها.
من جانبه، قال رينهولد جوتير مدير قطاع النفط والغاز في شركة سيمنس العالمية، إن انسداد الأفق ولو مؤقتا تجاه تطورات النزاعات التجارية سيؤثر دون شك في توقعات نمو الطلب خلال العامين الجاري والمقبل، وهو ما يجعل فرص تعافي الأسعار محدودة نسبيا حتى لو حدث انكماش كبير في الإمدادات الأمريكية بحسب توقعات كثير من الدوائر النفطية.
وقال، إن العوامل الداعمة لصعود الأسعار تبقى مؤثرة في السوق وتحول دون حدوث تراجعات حادة في الأسعار، وأبرزها تخفيضات الإنتاج لدول “أوبك” وحلفائها من خارج المنظمة وتراجع المخزونات النفطية الأمريكية، والتأثير المتنامي للعقوبات الاقتصادية في إنتاج كل من فنزويلا وإيران وأي دول أخرى قد تبرم معها صفقات لشراء النفط الخام.
بدوره، أكد ديفيد لديسما المحلل في شركة “ساوث كورت”، أن “أوبك” تعمل من خلال رؤية استراتيجية متوازنة للسوق تراعي مصلحة جميع الأطراف، وتتجنب تكرار الدورات الاقتصادية الصعبة، التي أرهقت الصناعة على مدار الأعوام الماضية بشكل كبير وتسببت في تباطؤ الاستثمارات الجديدة خاصة في مشاريع المنبع.
ولفت إلى أن تحالف “أوبك +”، ناجح في التعامل مع مستجدات السوق بشكل جيد، وتمكن من خلال التمسك باستراتيجية الحفاظ على خفض الإنتاج وتمديده لفترات جديدة من دعم آليات الحفاظ على أسعار النفط متماسكة ومدعومة، لافتا إلى أنه على الأرجح لن يتم العدول عن سياسات تقييد المعروض حتى يبدأ إنتاج النفط الأمريكي في الانخفاض بشكل كبير ومؤثر، متوقعا اتساع قدرة “أوبك” على إدارة أسواق النفط العالمية تدريجيا.
من ناحيتها تقول أرفي ناهار محللة شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدر شيب”، إن تقلبات الأسعار على الأرجح ستكون السمة الأغلب على السوق لفترات جديدة مقبلة، مشيرة إلى أن الخميس الماضي شهد خسائر بنحو 7 في المائة، بعد القرار الأمريكي بفرض رسوم جمركية جديدة، وتهديد الصين بالرد ثم عادت الأسعار الجمعة لتصحيح موقفها بمكاسب 3 في المائة بعد عمليات بيع واسعة.
وأضافت، أن الانخفاض السريع والحاد في الإنتاج الإيراني يقدم بعض الدعم لأسعار النفط، ويعزز المخاوف من شح المعروض، خاصة في ضوء توقعات موازية عن حدوث تباطؤ في الإنتاج الأمريكي، واحتمال قرب وصول معدل النمو إلى الصفر في أوائل العام المقبل، بحسب تقديرات بعض الدوائر الاقتصادية.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، صعدت أسعار النفط نحو 3 في المائة الجمعة بعد يوم من تسجيلها أكبر هبوط ليوم واحد في بضعة أعوام بفعل تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بأن الولايات المتحدة ستفرض مزيدا من الرسوم الجمركية على بضائع صينية.
وأدى الإعلان عن الرسوم الأمريكية الجديدة على الصين، التي من المنتظر أن يبدأ سريانها في أول أيلول (سبتمبر) إلى تصعيد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وأي تباطؤ اقتصادي سينتج عن ذلك قد يلحق ضررا بالطلب على النفط.
وأنهت عقود مزيج برنت تسليم تشرين الأول (أكتوبر) جلسة التداول مرتفعة 1.89 دولار، أو 2.3 في المائة، لتبلغ عند التسوية 61.89 دولار للبرميل. وكان خام القياس العالمي هبط أكثر من 7 في المائة في جلسة الخميس، وهو أكبر هبوط ليوم واحد في أكثر من ثلاثة أعوام.
وصعدت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط تسليم أيلول (سبتمبر) 1.71 دولار، أو 3.17 في المائة، لتسجل عند التسوية 55.66 دولار للبرميل بعد أن هوت نحو 8 في المائة في جلسة الخميس، وهي أكبر خسارة ليوم واحد في أكثر من أربعة أعوام.
وأنهي الخامان القياسيان كلاهما الأسبوع على خسائر مع هبوط برنت 2.7 في المائة والخام الأمريكي نحو 1.2 في المائة.
ومن جانب آخر، خفضت شركات الطاقة الأمريكية هذا الأسبوع عدد حفارات النفط العاملة لخامس أسبوع على التوالي، مع قيام معظم المنتجين المستقلين بتقليص الإنفاق على الرغم من أن شركات نفطية كبرى، ما زالت تمضي قدما في استثمارات في عمليات تنقيب جديدة.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة الجمعة، في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، إن شركات الحفر النفطي أوقفت تشغيل ستة حفارات في الأسبوع المنتهي في الثاني من آب (أغسطس)، لينخفض إجمالي عدد الحفارات إلى 770 وهو أدنى مستوى منذ شباط (فبراير) 2018.
وفي الأسبوع نفسه من العام الماضي كان هناك 859 حفارا نفطيا قيد التشغيل.
وهذه هي أطول سلسلة انخفاضات أسبوعية متتالية منذ آذار (مارس) عندما انخفض عدد حفارات النفط النشطة في أمريكا لستة أسابيع متتالية.
Source link