Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

د.ج.حافظ على سليم يكتب:كيف يكون لعيد البترول طعم ومزاق خاص؟

 

اليوم الجمعه الموافق 17 نوفمبر 2017 تمر علينا الذكرى الثانية والأربعين لإسترداد حقول بترول سيناء وعودتها للسيادة المصرية فى 17 نوفمبر 1975 والتى تمثل يوماً وعيداً قومياً لقطاع البترول المصرى ..

 

ويعود السبب الرئيسى لهذا الإحتفال لإنتصار مصر فى حربها مع إسرائيل فى 6 أكتوبر 1973 والذى كان له التأثير الكبير والإيجابى على صناعة البترول عالمياً وعربياً ومصرياً .. فقد جاءت مع نصر أكتوبر ثورة الأسعار البترولية وقد وضحت نتائجها فيما بعد على الأقطار العربية المنتجة للبترول .. أما عن مصر ، فقد كانت أهم نتائج حرب أكتوبر إستعادة حقول بترول سيناء والتى أحتلتها إسرائيل فى عام 1967 .. وبموجب إتفاق فك الإشتباك الثاني ، تم إستلام حقول سيناء ( رأس سدر – بلاعيم – أبو رديس ) من خلال طرف ثالث متمثلاً في شركتي بترول ( موبل الأمريكية و إيني الإيطالية ) وكان الإستلام بتاريخ 17 نوفمبر 1975 ، ومن هنا ، تم إعتبار هذا التاريخ عيداً للبترول المصرى ..

 

وجدير بالذكر أن حقول بترول منطقة الطور و تحديداً حقل بترول شعاب على ( علما سابقاً ) تم إستعادته ضمن المرحلة الرابعة من مراحل الإنسحاب بعد توقيع إتفاقية السلام مع إسرائيل في 26 مارس 1979 وقد تسلمته شركة أموكو الأمريكية للزيت صاحبة حق الإمتياز بالمنطقة فى 25 نوفمبر 1979 ، وأنضم إلى حقول جابكو المسئولة عن العمليات بين الشريكين المصرى والأجنبى ( هيئة البترول وشركة اموكو للزيت ) .. والخريطة المرفقة توضح مراحل الإنسحاب من سيناء ( من 1975 إلى 1982 ) ..

 

شركة جابكو بين الإحتلال فى 1967 وملحمة الإنتصار فى 1973

 

من الواجب أولاً تقديم الشكر والتحية لشركة جابكو وروادها الأفاضل على الجهد الكبير والعظيم والملحمة الرائعة التى صنعوها وتم إنجازها بفضل الله وعزيمة الرجال خلال الفترة من 1967 ( مع بدء إنتاج حقل المرجان فى 1967 ) إلى أن تم إستلام حقول سيناء فى 1975 ..

 

فقد شاءت الظروف أن يبدأ حقل المرجان فى أصعب وأحلك الظروف التى مرت على الوطن وهى ظروف حرب 1967 ثم حرب 1973 ، وكانت المناطق التى أحتلتها إسرائيل ( حقول بترول سيناء ) تمد مصر بحوالى 80 % من الإنتاج اليومى للبترول ومشتقاته ، ولهذا السبب ، أصبح المرجان ذو أهمية بالغة لتعويض هذا النقص الكبير ، وبالفعل أنقذ المرجان إقتصاد مصر بفضل عزيمة وشهامة رجال جابكو الذين ضاعفوا من جهدهم للبحث والتنقيب والتنمية وزيادة إنتاج الحقل عشرة أضعاف فى وقت قياسى ..

 

ثم جاءت حرب أكتوبر 1973 وأصبح هناك خوفاً كبيراً لوجود حقل المرجان فى مسرح العمليات الحربية ، وكان لابد من خطة سرية لإنقاذه أثناء الحرب ، وقد سجل العاملون بجابكو ملحمة إنتصار آخرى بالإضافة لحفاظهم على الإنتاج ومضاعفته أثناء الإحتلال .. وفى تلك الفترة سجلت جابكو إكتشافات آخرى إلى جانب حقل المرجان وكانت كبيرة وعظيمة الإنتاج .. فى منطقة الصحراء الغربية تم إكتشاف حقل أبو الغراديق للغاز 1969 وللزيت 1971 وحقل رزاق 1972 ، وبمنطقة خليج السويس تم إكتشاف حقل يوليو 1973 و حقل رمضان 1974 ، وكل هذا ساهم بالكثير فى تعويض مصر عن الحقول المفقودة .. ولكن بحق يظل حقل المرجان خير شاهد على عصر وفترة زمنية من أصعب الفترات التى مرت بها مصر .. نعم .. هناك رجال ورواد خلف هذه الملحمة الرائعة وحان تكريمهم التكريم اللائق بهم ، لأنهم بعون الله ، أنقذوا مصر فى أصعب اللحظات ..

 

كيف تكتمل الفرحة بعيد البترول سنوياً :

 

عيد البترول السنوى يجب أن يكون يوماً ذو بهجة وفرحة وينتظره جميع العاملين بالقطاع ، ويجب أن يكون عيداً للتكريم ومنح بعض الإمتيازات للعاملين لمواصلة مشوار العمل ورفع معدلات النشاط والتركيز والإنتاج وأتصور الآتى :

 

  • من المهم أن نستغل هذه الذكرى العطرة فى تقييم أداء شركات القطاع من حيث الإنتاج والمشروعات الجديدة وتنفيذ قواعد السلامة وحماية البيئة والصحة المهنية وتكريم الشركات البترولية التى حققت معدلات إنتاج متميزة ..

 

  • من المهم أيضاً إعادة تقييم للقيادات التى تم إختيارها للمسئولية خلال العام ومراجعة آدائهم تميزاً أو إخفاقاً فى مهامهم مع تكريم المتميزين منهم ، وإشهار الكارت الأصفر للقيادات التى فشلت فى آداء واجبها ولم تكن عند حسن الظن بها ، مما يعطى الإحساس بأن هناك رقابة فعلية ودورية لإنجاح منظومة القطاع ككل من قيادات وعاملين بالقطاع ..

 

  • من المهم أيضاً أن يتم فى هذا اليوم تكريم العاملين المتميزين فعلا بكأس التمّيز فى مجال أفضل الأبحاث العلمية التى تخدم القطاع ، أصحاب الآداء المتمّيز ، أصحاب الأفكار والإبتكارات التى توفر الوقت والجهد ، من قام بعمل أو أعمال بطولية لإنقاذ الأفراد والمعدات والمنشأة ، الأكثر حرصاً على تنفيذ قواعد السلامة .. ويمكننا وضع المعايير المطلوبة للتمّيز ..

 

 

  • من المهم أيضاً تكريم أسر شهداء العاملين بقطاع البترول الذين أستشهدوا خلال العام أثناء تأدية واجب العمل بالمواقع الإنتاجية المختلفة وتكون هناك قرارات فعلية لرعاية أبناء الشهداء والوقوف بجانبهم فى محنتهم .. ‏

 

  • من المهم أيضاً عمل كشف حساب كامل عن نتائج العام المنقضى ومنح العاملين بعض المزايا وزيادة البدلات حتى تتماشى مع ظروف الأسعار المتغيرة وذلك لتحفيزهم على الإنتاج ..

 

وأعتقد كل هذه الخطوات السابقة ( من خلال رؤيتى المتواضعة وربما تكون هناك خطوات آخرى إيجابية ) سوف تساهم فى تنشيط وتحفيز العاملين على بذل المجهود من أجل إستمرار التمّيز وخلق بيئة صحية من التنافس بين الأفراد لنيل شرف جائزة التفوق فى الآداء ..

بهذا يكون لدينا عيداً البترول ” له طعم ومذاق آخر ”

كل عام وجميع العاملين بالبترول بخير

مع أمنياتى بالخير لمصرنا الغالية

دكتور جيولوجى / حافظ على سليم

زر الذهاب إلى الأعلى
slot server jepang