رأفت إبراهيم يكتب :الهاربون من دماء كهرمان..رؤساء خالدة وسينو ثروة يارب يكون التكييف عجبكم
بقلم / رأفت إبراهيم رئيس تحرير وكالة أنباء البترول والطاقة
ربما لم تكن هذه أول حالة حادث وعلى يقين بأن القدر لا مانع له.. ولا يعنى ما سوف اكتبه أيضا ذلك التقليق من جهود العامة أو المنظومة ككل ، فصناعة البترول المصرية بها كفاءات على مستوى يضرب بها المثل وتسير بخطى ثابته وجادة نحو الأفضل.
ولكن قبل أن تجلس على هذا الكرسى أعلم انك لم تأتى لمراقبة الحضور والانصراف ، أعلم انه عليك أن تتحلى بالشجاعه الأدبية والانسانية قبل كل شىء عليك أن تثبت فى المواقف أنك قادر على تحمل المسؤلية وأن يكون لديك قدر على إدارة الموقف واتخاذ اجراءات ومبادرات دون انتظار قرارات أو تعليمات من الجهات الأعلى فانقاذك للموقف وتصدرك المشهد يعلى من شأنك وقدرك فى عيون من يتابعون الموقف ولا يقلل منك..ولكن أعلم أيضا أن سحر الكرسى ودرجه حرارة التكييف المنعشه مع كوب القهوه أو العصير فى ظل درجه حرارة الشمس خير بكثير لدى البعض..عزيزى المسؤول الاعتذار وتحمل المسؤولية من شيم الرجال.
واقعه مفجعة مأساويه وحزينه مظلمة معتمة، رسمتها بريمة شركة سينو ثروة على ٤ شباب زى الورد يعملون بحقول كهرمان فى منطقة أم بركة بشركة خالدة للبترول، لن نخوض فى التفاصيل فما حدث حدث ولكن هناك من لا يمكن التغاضى عنه أو ان يمر مرور الكرام ولابد من مراجعه ، هل الثقه فى رؤساء شركتى خالدة وسينو ثروة كانت فى محلها .
صدق أو لا تصدق أن الحادث وقع أمس الساعة الثامنة مساء وحتى الأن رؤساء شركتى خالدة وسينو ثروة فى مكاتبهم هاربون من دماء كهرمان و لم يكلفوا خاطرهم بالتوجه لموقع الحادث وتعاولو نتسائل كلنا..”هما مرحوش ليه هل ذلك بسبب فوبيا رؤية الدماء؟.. أو الخوف على البدلة المكوية والشوز المتلمع من غبار وتراب الصحراء؟ ولا التكيف سحره باتع ويارب يكون عجبكم فى ظل الحر الشديد؟، ولا مصمم يروح بالطائرة لان المشوار بالسيارة بيوجع الضهر، مع أنه وجع قلب أب وأم وكسر ضهرهم ؟ ..عموما كل الاحتمالات واردة.
منذ وقوع الحادث ومحاولات تقصى الحقائق من قبل بعض الصحفيين ووسائل الاعلام لمنع تداول اخبار مغلوطه خاصة من السوشيال ميديا، لم تأتى ثمارها فلم يرد رؤساء الشركتين ، لتوضيح الموقف وطمأنه أسر باقى العاملين حتى ولو فى شكل مصدر مسؤول، حتى لايقع الاعلام شماعه كالعادة يلقى عليها فشل وخيبه وقله ضمير من يقصرون فى حق الاخرين.
المشهد المأساوى لم ينتهى بموت الشباب ولكن اذداد سوء بطريقه تعامل الشركتين مع تعويض أسر المتوفين ، فنظرا الى ان ذلك عامل مؤقت تم تعويض وجع قلب الام والاب والزوجه والابناء ، ب 100 ألف جنيه ، يابلاش.. والعامل المعين 250 ألف جنيه و90 شهر من شركته يابلاش ، السؤال أليس هؤلاء جميعا مصريين ..مش كلهم شغالين فى مكان واحد ..مش هؤلاء كانوا يؤدون عملهم على أكمل وجه لما التفرقه لما نتعامل مع الازمه بطريقه سلق البيض واثبات الحاله.
الكل على يقيين أن أسر المتوفيين لم يعوضهم فلوسكم فذلك لا يساوى دماء أبنائهم ، تعالوا أهمس فى أذن الجميع ، جميع الاسر والمراقبين للوضع ينتظرون قرار جرىء يثلج صدورهم ويهدى من استيائهم لكى يشعر الجميع بأن الخطأ والتقصير لم ولن يتم التهاون فيه ، ربما يقول البعض مالحكمه من نقل أو اقالة رئيس الشركة..أقول لك ببساطه لانه لايصلح أن يكون مسؤول ولايشعر بالاخرين فهو بمثابه منصب ينفذ لوائح إداريه ولا يتحلى بالشجاعه والفطنه فى التعامل مع الموقف.
عليك أن تنظر للمستقبل وأن هناك عاملين أخرين قد تتأثر انتاجياتهم ونفسيتهم عندما لايجدون رئيس الشركة لم يكلف خاطره بالتوجه لموقع الحادث ويتعامل مع الامر من باب صرفنالكم تعويض وكأن القصه تكمن فى الفلوس فقط ..عزيز هناك أشياء أخرى مطلوبه أهم من ذلك كان يجب فعلها فورا .
نتمنى أن لايكون فئة بعينها كبش فداء واخرين يتمتعون بالتكييف ، فلا تراجع عن أن تكون المسؤولية جماعية وإلا ستتكرر الامور ولن يتغير فى الامر شىء.
غدا سيتوجه رئيس خالدة واعتقد رئيس ثروة لموقع الحادث بعد الهنا بسنه، نتمنى لكن العوده الى مكان أخر يليق بالايادى المرتعشه وممن خلت قلوبهم من الانسانيه.