تحقيقات وقضايامميز

رئيس “جنوب الوادى للبترول” فى حوار صحفى..البحر الأحمر به احتياطيتات تضاهى مثيلاتها بالمتوسط…وطرح 10 مناطق للبحث عن البترول الشهر الجارى

حوار / سمر العربى    القاهرة/ وكالة أنباء البترول والطاقة

قال المهندس محمد عبد العظيم رئيس شركة جنوب الوادى القابضة للبترول، أن وزارة البترول تستعد لطرح أكبر مزايدة عالمية فى البحر الأحمر نهاية ديسمبر الجارى يأتى ذلك بعد الانتهاء من المسح السيزمى لطبقات المنطقة بالتعاون بين شركة جنوب الوادى وشركة شلمبرجير الأمريكية والتى جاءت مبشرة, مما يتيح الفرصة للشركات العالمية لتقييم الفرص والاحتمالات البترولية والغازية فى البحر الأحمر بصورة أفضل..

وأضاف رئيس مجلس إدارة جنوب الوادى القابضة للبترول فى حواره مع «روزاليوسف»  أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية أتاحت لمصر بدء النشاط البترولى فى هذه المنطقة لأول مرة, وأنه جار حالياً العمل من خلال مشروع تطوير وتحديث القطاع وتطوير نموذج الاتفاقيات البترولية وتيسير الإجراءات للتشجيع على الاستثمار فى منطقة البحر الأحمر والمناطق الاستكشافية البكر, وجذب شركات عالمية جديدة.. وإلى نص الحوار

■ كيف جرت عمليات المسح السيزمى مع شركة شلمبرجير بمنطقة البحرالأحمر؟
– بعد أن تم توقيع عقد المشروع فى 20-8-2017 كان لشركة شلمبرجير الحق فى أن تبدأ عمليات المسح السيزمى خلال عام ونصف, خاصة أن عمليات المسح السيزمى لا بد لها من الحصول على الموافقات الأمنية وبيئية وتنسيقات مع قوات المسلحة وأجهزة الدولة المختلفة, وهذا يستغرق وقتا طويلًا, إلا أن شركة جنوب الوادى المصرية القابضة للبترول قامت بوضع خطة عمل للقيام بكل التنسيقات الميدانية والحكومية مع أجهزة الدولة المعنية للحصول على جميع التصريح فى وقت غير مسبوق, ووصلت سفينة الأبحاث بالفعل فى منتصف ديسمبر 2017 وبدأ إجراء الاختبارات والفحوصات اللازمة للأجهزة للتأكد من جاهزيته قبل بدء العمليات فى 22-12-2017 وقد كان لزيارة المهندس طارق الملا وزير البترول لسفن الأبحاث أثناء قيامها بالعمليات والمتابعة المستمرة دافعًا إيجابى على جميع المشاركين بالمشروع, ما دفعهم لمواصلة العمليات على مدار الساعة فى ظل ظروف ملاحية صعبة حتى يتم التغلب على كل التحديات وإنجازه خلال 100يوم فقط.
■ المساحة التى تم مسحها وحجم الاحتياطيات المتوقعة؟
– بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية تم تحديد النظام الاقتصادى بالبحر من مساحة 66 ألف كيلو متر وقد شمل عقد المشروع أكثر من مرحلة تغطيها بالكامل, وتم التخطيط أن تبدأ المرحلة الأولى بمسح خطوط سيزمية ثنائية الأبعاد بأطوال 10000 كيلو متر كامل النطاق الاقتصادى, وقد تم بالفعل تنفيذ هذه المرحلة بنجاح تام بما يزيد على الكمية المستهدفة التى وصلت إلى 10500 كيلو متر طولى, أما عن حجم الاحتياطى المتوقع فيصعب خلال هذه الفترة تحديده, ولكن كل التقارير العالمية تشير إلى تواجد احتياطيات من الزيت والغاز بكميات كبيرة بالبحرالأحمر وقياسا على خليج السويس الذى تدفق منة حقول البترول على مدى أكثر من قرن, ومازالت به اكتشافات جديدة فإن مساحة البحرالأحمر عدة أضعاف مساحة خليج السويس كما كان لاهتمام كبرى شركات البحث العالمية بالمشروع وحصولها على البيانات ومشاركتها الفنية الفعالة فى ورشة العمل التى عقدت بالغردقة لاستكتشاف البحرالأحمر ليعد أكبر دليل على تواجد احتياطيات بالبحر الأحمر تضاهى مثيلاتها بالبحر المتوسط.
■ متى سيتم استلام نتائج البيانات النهائية للبحث السيزمى؟
– سيتم استلام التقرير النهائى للبيانات خلال الأيام القليلة القادمة.
■ باقى على الموعد المحدد لطرح المناقصة أقل من 30 يومًا.. هل سيكون الوقت كاف لإعداد ملف المناقصة وطرحها قبل نهاية العام؟
– بالطبع الوقت كاف وسيتم تجهيز ملف المزايدة فور استلام البيانات النهائية, وستطرح المزايدة فى الموعد الذى حدده المهندس طارق الملا وزير البترول قبل نهاية العام الحالى.
■ كم عدد المناطق المتوقع طرحها فى المناقصة؟
– سيتم طرح 10 مناطق مبدئيا بمنطقة البحرالأحمر ولكن المنطقة مازالت تحت التقييم فيمكن أن يزيد عدد المناطق عن هذا الرقم.
■ هل يوجد لدينا الإمكانيات والتكنولوجيا التى تؤهلنا الى عمليات المسح السيزمى دون اللجوء إلى شركات أجنبية؟

– لا يوجد فى مصر شركات مصرية لديها إمكانيات تقنية لتقوم بعمليات المسح السيزمى خاصة أنها باهظة التكاليف وتتصارع عمليات تطويرها يوما بعد يوم, ولكن نظرًا لطبيعة الأنشطة البترولية فإن تكاليف عمليات المسح يتحملها دوما الشريك الأجنبى من شركات البحث العالمية وفى الحقيقة فإن مصر لديها أفرع اقليمية لكبريات شركات المسح العالمية وبدأت عملها منذ فجر صناعة البترول المصرى وتغلب العمالة المصرية بهذه الشركات بل أن الذى يعد فخرا لقطاع البترول المصرى وهى أن تترأس الكوادر المصرية بعض هذه الشركات وفروعها المنتشرة حول العالم.
■ هل القرب من السعودية والاشتراك معها فى الحدود البحرية يمكن أن يكشف مفاجآت فى التنقيب عن النفط والغاز فى البحر الأحمر؟
– بالطبع عملية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية كان لها تاثير ايجابى على قطاع البترول المصرى مما يسمح بعمل انشطة للبحث والاستكشاف بالمنطقة داخل المياه الاقليمية المصرية مما يزيد من فرص الاستثمار بالمنطقة وأعتقد أن التعاون مع المملكة الفترة القادمة سيكون السبب الرئيسى فى تحقيق اكتشافات بترولية خاصة فى ظل تماثل البحر الاحمر والتوقع بتواجد انظمة بترولية متشابهة فى كلتا الجهتين بما يعود بالنفع على كلتا الدولتين ويكون تحقيق التكامل بينهما فى هذا الإطار.
■ ما هو اجمالى المزادات فى البحث والتنقيب للشركة التى تم طرحها خلال العام الحالى ونتائجها على الاستثمار؟
– فى الحقيقة قامت وزارة البترول خلال هذا العام بتطوير استراتيجيتها فى عرض الفرص الاستثمارية فى مجال البحث والاستكشاف حيث أصرت ألا يحدث تنافس محلى بين كياناتها بما يحافظ على تنوع تلك الفرص فى خلال هذا العام بدات بطرح مزايدة عالمية للبحث عن البترول بمنطقة عمل الهيئة المصرية العامة للبترول بخليج السويس تلتها طرح مناقصة جديدة عالمية للبحث عن الغاز بالبحر المتوسط ونهر النيل ونطاق أعمال الشركة المصرية القابضة للغازات واصرت أن تبقى المزايدة العالمية المزمعة بالبحر الاحمر بنطاق اعمال شركة جنوب الوادى المصرية القابضة للبترول نهاية العام حتى تظهر نتائج مشروع المسح السيزمى من جهة ومن جهة اخرى حتى تضمن بذلك تواجد الفرص الاستثمارية بقطاع البترول طوال العام.
■ هل انخفاض أسعار النفط فى السوق العالمية يزيد من مخاوف المستثمرين الاجانب فى التنقيب عن الغاز والزيت الخام فى مصر مثلما يعتقد البعض؟
– تتعرض أسعار النفط والغاز دائما إلى تقلبات الاسعار طبقا لاحتياجات الاسواق والمواقف السياسية ولكن هذا لا يعنى بأى حال عزوف المستثمرين عن الاستكشاف والتنقيب عن البترول والغاز خاصة أن عقود امتياز البترول والغاز من العقود طويلة الأجل و التى تستمر لأكثر من عقدين وهو ما يظهر جليا خلال الاعوام السابقة حيث تدهورت اسعار البترول من اكثر من 100 دولار للبرميل حتى وصلت ما دون الـ 24 دولارا ثم عودتها للارتفاع ثانية لما فوق الـ 60 دولارا بالرغم من ذلك حافظ نشاط البحث والاستكشاف على وتيرته طوال تلك الفترة.
■ وما هى الميزة التنافسية التى حققتها مصر من جراء تعديل أسعار الغاز مع الشريك الاجنبى الذى يعمل فى مجال التنقيب؟
– إن وزارة البترول نظرا لدورها الايمانى فى تأمين احتياجات البلاد من موارد الطاقة من خلال جذب المزيد من الاستثمارات فى مجال استكشافات والتنمية والحفاظ على جاذبية هذه الاستثمارات فى وقت تقوم فيه الشركات بقياس الفرص الاستثمارية المعروضة من دولة لاخرى قامت الوزارة باتخاذ تلك القفزة العملاقة بتعديلها أسعار الغاز واصدار قانون خاص له والذى كان له عظيم الاثر فى الحفاظ على الميزة التنافسية لقطاع الغاز المصرى وساهمت بقوة فى زيادة اعمال الاستكشاف والتنمية مما ترتب عليه الاكتشافات العملاقة الاخيرة مثل حقل ظهر والذى حقق ارقاما قياسية على جميع الاصعدة من حيث حجم الاكتشاف وتسريع تنميته ووضعوا على الإنتاج مما كان سببا رئيسيا لوقف استيراد الغاز خلال العام الحالى وتحقيق الاكتفاء الذاتى
■ متى تكتفى مصر ذاتيا من المواد البترولية؟
– بالطبع هناك جهود تبذلها وزارة البترول لتعويض النقص وتعظيم الانتاج لأننا نعانى من نقص المعروض عن الطلب بنسبة 20% فأعتقد بتطبيق استراتيجية وزير البترول المهندس طارق الملا فى تطوير قطاع البترول وتحديث الآبار سنستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتى من المواد البترولية مثلما حدث مع الغاز الطبيعى.
■ ومادور الشركة بمشروع غاز الشعلة؟
– فكرة مشروعات غاز الشعلة جاءت للاستفادة من كل كميات الغاز الخارجة من شعلة الغاز والتى كانت تهدر وتلك الكميات تستخدم فى توليد الكهرباء بمواقع العمل أو معالجتها وتمريرها بالشبكة القومية بدلا من حرقها.
وأبرز الشركات التابعة لجنوب الوادى التى تقوم بتنفيذ تلك النوعية من المشروعات شركة بتروأمير وبتروكريم والتى انتهت من مشروعاتها بعيش الملاحة ومجاويش.

■ كانت شركة جنوب الوادى تستهدف خلال 2018 حفر نحو 8 آبار استكشافية و8 آبار تنموية.. ما تم انجازة من الخطة حتى الآن؟
– قامت شركات البحث والتنمية العاملة بنظاق عمل الشركة بحفر5 آبار استكشافية جديدة حقق بعضها اكتشافات مثل بئر جنوب وادى دارا وتمت تنميتها ووضعها على الانتاج والبعض فى مرحلة التقييم خاصة أن معظمها أعطى مؤشرات إيجابية على تواجد البترول وساهمت الآبار التنموية الجديدة وهى 4 فى ارتفاع الانتاج نحو 4% بمعدل 23 ألف ونصف الألف برميل يوميا ومازلنا نعمل فى زيادة هذه الكمية فلدينا العديد من الطموحات والخطط لتنمية الحقول الحالية وإضافة حقول جديدة.
■ ماذا عن خطط جنوب الوادى فى الصعيد فيما يخص توصيل الغاز للمنازل؟
– خطة توصيل الغاز الطبيعى للمنازل المسئول الأول عنها الشركة القابضة للغازات وآلت الينا مسئولية التوصيل بالصعيد لان الهدف الرئيسى من إنشاء شركة جنوب الوادى القابضة هو إدارة الأنشطة البترولية بمناطق جنوب القاهرة تحت خط عرض 28 حتى الحدود السودانية متضمنة البحر الاحمر ومحافظات الصعيد فقامت الشركة بتوصيل الغاز الى 113 و 589 الف وحدة خلال العام الحالى وذلك بدخول الغاز للمرة الاولى فى خمس مدن جديدة وهى سمالوط وديروط والبلينا وقفط والصداقة الجديدة و تعتزم الشركة مواصلة أعمالها حتى يصل الغاز الطبيعى إلى جميع أنحاء الصعيد.
■ وهل هناك عقبات واجهت شركة فى مشروع توصيل الغاز للمنازل بمنطقة الصعيد؟
– بالطبع لا.. لأن أهالينا فى الصعيد يتمتعون بطباع اصيلة تسهم بلا شك فى تيسير عمل الشركة وقيامها بمهمتها فى توصيل الغاز للمنازل ولكن قابلتنا تحديات العمل العادية والتى تتمثل فى الانتشار الافقي للوحدات السكنية وترامى مساحتها فكلها عقبات يسهل التغلب عليها من خلال التخطيط الجيد والعمل الدءوب.
■ ماذا عن خطة جنوب الوادى الاستثمارية لعام 2019؟
– طبقا لخطة وزارة البترول والتى تتبع خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030 وبناء على تعليمات المهندس طارق الملا وزير البترول سنقوم بعد الانتهاء من مزايدة البحر الاحمر بعمل مسح جيولوجى وجيزوفيقى لمناطق بالصحراء الغربية والشرقية لتجهيز البيانات للمنطقة والتى كانت تعانى بعدم وجود نشاط بها لعدم وجود البيانات الكافية.. وذلك استعدادا لطرح مناقصة كبرى تماثل مزايدة البحر الاحمر.
■ وماذا عن المسئولية الاجتماعية للشركة؟
– بالتأكيد إن كافة ما تقوم به الشركة من أنشطة ومشروعات تقوم على خدمة أهالى الصعيد فى اكثر من اتجاه لعل اهمها توفير فرص عمل و توفير احتياجات المؤسسات والمناطق الصناعية والاهالى من مواد بترولية مما ينعكس بصورة ايجابية على منطقة العزيزة على قلب كل مصرى وبالاضافة الى ذلك تقوم شركة جنوب الوادى عبر مشاركتها المجتمعية فى كافة محافظات الصعيد بالمساهمة فى تزويد المستشفيات بالاجهزة الطبية الحديثة وتزويد المدارس بأجهزة حاسب الآلى وتطوير وتأهيل مراكز الشباب وتعتبر بذلك التزاما منها تجاه المواطنين فى كافة أنحاء المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
slot server jepang