رغم ضغوط ارتفاع الدولار وشكوك النمو .. أسعار النفط تقفز 4.4 %
[ad_1]
واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها بسبب توترات الشرق الأوسط وبيانات تظهر انخفاضا غير متوقع في مستوى المخزونات النفطية، علاوة على تأثير اتفاق خفض الإنتاج، الذي تقوده “أوبك” بالتعاون مع الحلفاء من خارج المنظمة، وتوقع هبوب عواصف على خليج المكسيك، ما جمد نشاط منصات ومصافي نفطية.
قفز “برنت”، أمس، أكثر من 4.4 في المائة بما يعادل 2.85 دولار إلى 67.01 دولار، فيما تجاوز النفط الأمريكي حاجز 60 دولارا للبرميل، مسجلين أعلى مستوياتهما منذ أيار (مايو) 2019، عقب نشر تقرير إدارة معلومات الطاقة، أمس، الذي أظهر تراجع مخزونات النفط الأمريكية أكثر من تسعة ملايين برميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي، مع زيادة إنتاج مصافي التكرير، بينما انخفضت مخزونات البنزين، وزادت مخزونات نواتج التقطير.
وتراجعت مخزونات الخام 9.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الخامس من تموز (يوليو)، مقابل توقعات محللين بهبوط قدره 3.1 مليون برميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات النفط في مركز كاشينج لتسليم العقود الآجلة بأوكلاهوما انخفضت 310 آلاف برميل يوميا.
وأظهرت بيانات الإدارة أن استهلاك مصافي التكرير من النفط الخام ارتفع 148 ألف برميل يوميا، بينما زاد معدل تشغيل المصافي 0.5 نقطة مئوية.
وانخفضت مخزونات البنزين 1.5 مليون برميل، في حين ارتفعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 3.7 مليون برميل، مقابل توقعات بزيادة قدرها 739 ألف برميل.
وانخفض صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي 341 ألف برميل يوميا إلى 4.25 مليون برميل يوميا.
ويقاوم ارتفاع الأسعار استمرار المخاوف على النمو الاقتصادي في ضوء التقدم البطيء في مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين وتعثرها لفترات أخرى، ما يغلف وضع الاقتصاد العالمي بكثير من الضبابية والشكوك بشأن مستقبل الطلب على النفط الخام.
وقال مختصون ومحللون نفطيون إن وزراء “أوبك” على قناعة تامة بأن مد العمل بتخفيضات الإنتاج هو الأنسب للسوق في هذه المرحلة، وسينجح في خفض فائض المخزونات وإعادتها إلى مستوياتها الطبيعية، علاوة على دعم تعافي الأسعار إلى مستويات ملائمة للاستثمار، وبما يحقق التوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين على السواء.
وهنا، أوضح لـ”الاقتصادية” أندريه جروس، مدير قطاع آسيا في شركة “إم إم أيه سي” الألمانية للطاقة، أن استقرار الأسواق مرهون بتسوية الصراعات وخفض المخاطر الجيوسياسية، مشيرا إلى أهمية ضمان أمن واستقرار الملاحة في الممرات المائية في الشرق الأوسط بعيدا عن أي تهديد.
وأشار إلى أن السوق تواجه حالة من التقلبات الحادة نتيجة تأثير الحرب التجارية من جانب والصراعات السياسية من جانب آخر، لافتا إلى أن المنتجين في “أوبك+” يحاولون تدارك الموقف من خلال تقييد المعروض لدعم الأسعار، والتغلب على تضخم المخزونات إلى جانب الزيادات المتسعة من الإنتاج الأمريكي المنافس، الذي يسعى إلى الاستحواذ على الحصص السوقية للمنتجين التقليديين.
من جانبه، أشار لـ”الاقتصادية” أندرو جروس مدير شركة “بويري” للاستشارات الإدارية إلى أن كلا من الوكالة الدولية للطاقة ومنظمة “أوبك” قاما بتخفيض توقعاتهما لمستويات الطلب خلال العام الجاري وهو ما يعكس التأثير الواضح لمنازعات التجارة على زيادة حالة الشكوك بشأن أداء الاقتصاد الدولي خلال هذا العام.
وأوضح أن المنتجين على قناعة بأن فائض المخزونات قد يستمر إلى العام المقبل على الرغم من قرار تمديد تخفيضات الإنتاج، لافتا إلى أن استعادة التوازن الكامل في السوق باتت مهمة صعبة في ضوء هذه العوامل واسعة التأثير في السوق.
وأشار إلى أن الإنتاج الأمريكي يواصل ضخ إمدادات بمستويات قياسية، لكنه لا يستطيع الاستمرار على نفس الوتيرة لفترة طويلة بسبب احتمالية ضعف الأسعار نتيجة تخمة الإمدادات وارتفاع المخزونات.
من ناحيته، بين لـ”الاقتصادية” فيتوريو موسازي، مدير العلاقات الدولية، في شركة “سنام” الإيطالية للطاقة، أن أسعار النفط الخام تتعرض لضغوط متباينة، فهي تتلقى بعض الدعم من التأثير الإيجابي لوقف تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى جانب تخفيضات المعروض من قبل تحالف المنتجين في “أوبك+”، لكنها في المقابل تواجه بعض التأثيرات السلبية الناجمة عن ارتفاع الدولار الأمريكي، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط، إضافة إلى تداعيات ضعف بيانات الاقتصاد الكلي العالمية.
وأشار إلى أن التوترات الجيوسياسية وتخفيضات “أوبك+” يعملان في تأثيرهما في الأسعار بشكل مضاد للتأثير الناجم من مخاوف الركود الاقتصادي العالمي، لكن هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية عن العوامل السابقة، ومنها تسجيل الإنتاج الأمريكي مستويات قياسية فوق 12 مليون برميل يوميا، ليتصدر قائمة المنتجين في العالم.
بدورها، قالت لـ”الاقتصادية” نينيا إنيجبونجو المحللة الروسية ومختصة التحكيم الاقتصادي، إن أسعار النفط الخام تلقت هذا الأسبوع دعما جيدا بسبب تخفيضات “أوبك+” وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران لكن لم يحدث شطط وإفراط في ارتفاع الأسعار، بل جاءت الزيادات هادئة، الذي سبب ذلك حالة المخاوف التجارية والاقتصادية المتصاعدة ومكنت من إبقاء الأسعار تحت السيطرة.
وأضافت أن إصرار إيران على خرق الاتفاق النووي الدولي برفع مستوى التخصيب أخذ الصراع إلى مسار جديد أكثر تعقيدا وأكثر صداما مع الولايات المتحدة، التي تطبق عقوبات اقتصادية مشددة لخنق الاقتصاد الإيراني.
واعتبرت أن دور الاتحاد الأوروبي وبقية الشركاء الدوليين رئيس في إجبار إيران على الانصياع للمجتمع الدولي ووقف التهديد برفع تخصيب اليوروانيوم أو نشر الذعر على أمن الممرات المائية وبخاصة مضيق هرمز.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول انخفاض عقب عدة ارتفاعات سابقة وأن السلة خسرت نحو دولار واحد، مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 63.95 دولار للبرميل.
Source link