عماد حمدى يكتب : الثروة المعدنية..كنوز مصرية تبهر العالم وتجذب الاستثمار

الثروة المعدنية هي تلك الثروة التي تتكون من أنواع المعادن المختلفة، التي تكونت بفعل الطبيعة في طبقات القشرة الأرضية، وباستخراجها تُستغل اقتصاديًا حيث تلعب دورًا كبيرًا وحيويًا في العالم الصناعي المتحضر
وتعتبر مصر مهداً للحضارة الفرعونية كما كانت الراعي والمؤسس لحضارات أخرى مرت بها مثل الحضارة الإغريقية والرومانية و القبطية و الإسلامية. وقدمت كل هذه الحضارات المتعاقبة إسهامات متميزة و مؤثرة للعالم في مجال التعدين فالحضارة المصرية سبقت حضارات و شعوب العالم في إبتكاراتها وإبداعتها وكانت شعاع المعرفة والامل التي إقتبس منها العالم العديد والعديد ولا زالت تقدم حتى الآن مع كل إكتشاف جديد للكنوز المصرية
كما أبدع القدماء المصريين في أستغلال الأحجار والخامات الطبيعية التي تتوفر فى مختلف أنحاء مصر والدليل على ذلك شواهد الحضارة المصرية والتي أستمرت ولا تزال تبهر العالم حيث تعتبر منارة العلم والنور التي تطل على أوروبا وتدل على عظمة مصر وتاريخها العريق حيث تتزين بعض المتاحف بكنوز مصرية نادرة كما تتوج المسلات المصرية بعض الميادين العالمية في لوحة إبداعية ولكن بتصميم مصري
وقد عُرِفَت الخامات المعدنية واستغلت في مصر منذ عصر ما قبل الأسر الفرعونية، وبخاصة خامات الذهب والنحاس. وجرت أعمال تعدين في مصر في أوائل فترة حكم الأسر الفرعونية منذ 5200 عام. وكانت مناجم الذهب في بلاد النوبة من بين أكبر مناجم مصر القديمة وأشملها واستخدم المصريون القدماء النار في أعمال تكسير الصخور الصلبة الحاوية للذهب.
واستعدن المصـريون القدماء النحـاس، وتوسـعوا فـى اسـتخراج خامـاته من مناجم سرابيط الخادم ووادي مغارة بسيناء. ويذكر التاريخ إنه مع تزايد الطلب في مصر القديمة على الذهب والنحاس والأحجار الكريمة وخامات الألوان، أرسل الفراعنة بعثات جيولوجية للكشف عنها وتعدينها. وسجل التاريخ أن رئيس إحدى هذه البعثات نقش اسم الفرعون (زت)- أحد ملوك الأسرة الأولى
كما ارسل (خوفو) حملات إلى الصحراء للحصول على المعادن والأحجار، وترك اسمه منقوشًا في مناجم النحاس والفيروز بسيناء.
وفي العصر الحديث بدأ الإهتمام بقطاع التعدين الذي يمثل واحداً من القطاعات الاستراتيجية ويحظى بإهتمام بالغ من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة
كما أوضح المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية في احد لقاءاته ومباحثاته مع إحدى الشركات العالمية أن هناك خطة يتم العمل عليها حالياً لتسويق الفرص الاستثمارية فى قطاع التعدين، تشمل إطلاق منصة رقمية للتعدين خلال منتدى التعدين المصرى فى يوليو المقبل والتى ستتيح فرصة للمستثمرين للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة فى القطاع بالإضافة إلى الجهود المشتركة للوزارة مع عدد من وزارات الحكومة، وفى مقدمتها مشروع تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية من أجل زيادة المرونة وتسهيل الاستثمار فى هذا القطاع الحيوى، بما يعزز من خطة الدولة فى زيادة مساهمته فى الناتج المحلى الاجمالى إلى 5-6%.
وتعظيم الاستفادة من الخامات التعدينية فى صناعات تحويلية لتعظيم القيمة المضافة للاقتصاد والاستثمار، يأتي ذلك مع قرب افتتاح مدرسة للتعدين بمنطقة مرسى علم من خلال منجم السكرى للذهب، والتى تعد الأولى من نوعها فى مصر بمجال التعدين.