كيف روجت مصر للسياحة “من 50 سنة”.. أول دليل للسائح صدر عام 1969.. طُبع فى أربعة لغات وتم بيعه خارج البلاد بـ75 قرشا.. روج لمسار العائلة المقدسة وحفلات “الجاز” على النيل ومسابقات الجولف والفروسية
[ad_1]
قبل خمسين عاما، لم يكن هناك مكان لشبكة الإنترنت، ولا تواجد لمواقع التواصل الإجتماعى وروادها، وفى حين كانت البلاد تعانى من تداعيات نكسة 1967 وكان الجيش المصرى الباسل يبنى قواته وعتادة، لم تتوقف السياحة إلى مصر ولم تُثنيها الظروف الاستثنائية عن فتح أبوابها لمحبيها، بل والتفكير فى خطط تسويقية كانت فى عصرها الأحدث لجذب مزيد من السائحين.
ويعود التاريخ إلى العام 1969 حيث كان يتولى وزارة السياحة السفير محمد عوض القونى، حين أشرفت الوزارة للمرة الأولى على إصدار أول “دليل للسائح” بأربع لغات هى العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية وكل لغة تصدر فى طبعة منفصلة، ليتم بيعها فى الدول الآخرى وفقا للغتها، حتى يرى السائح مصر بعيون أهلها قبل أن يراها بعيونه.
“دليل السائح” ضم بين طيات صفحاته الـ200 معلومات تفصيلية عن أبرز المقاصد السياحية المصرية، وكافة الخدمات والمعلومات التى قد يحتاجها السائح، لتكون بين يديه دون عناء أو تعب، وقال الدليل فى مقدمته “لأن هناك الكثير الذى يجب أن يعرفه القارئ عن مصر فقد وضع هذا الدليل، الذى يعتبر محاولة لفتح شهية القارئ لتنمية معلوماته عن تاريخ مصر القديم، ولبعطيه أيضا كل ما يمكن من المعلومات الواجب معرفتها قبل أن يصل إلى أرض مصر”
مقدمة الدليل قدمت وجبة دسمة للغاية عن مصر ومعالمها بدأتها بالقاهرة العاصمة ذات الألف عام التى تفتح ذراعيها دائما لاستقبالك، حيث ذكر أنها خامس عاصمة تسهر الليل وفقا لتقرير معهد البحوث الإجتماعية الأمريكية، وأرخص عاصمة فى العالم كما يقول تقرير الأمم المتحدة.
ووعد الدليل زوار مصر بقضاء لحظات مع التاريخ ومع الأساطير يوريها كل شبر فى أرض مصر، بداية من قصة إخناتون أول نبى عرفته البشرية، حتى أشهر قصة حب عرفها التاريخ بغرام كليوباترا وأنطونيو.
الدليل الذى صدر منذ خمسون عاما روج لرحلة العائلة المقدسة وقال فى مقدمته “ستعرف من الآثار قصة هروب العائلة المقدسة، مريم العذراء ووليدها المسيح ومعهما يوسف النجار”، كما وضع المشروعات القومية الكبرى كمقصد سياحى كنوع من الترويج لها والإعتزاز بانجازات العصر، حيث قال “ستشهد عظمة الإنسان المصرى الحديث فى معجزة القرن العشرين السد العالى، وستشهد أيضا معابد أبوسمبل التى تحركت ستين مترا فوق الجبل هربا من مياه السد العالى”
وشمل أيضا الترويج لأنماط سياحية مختلفة، منها الثقافية وأسوان ملكة المشاتى، والسياحة الترفيهية عبر السهرات على النيل وحفلات الجاز، والسياحة الشاطئية فى البحر الأحمر، والسياحة الرياضية حيث روج الدليل للرمسابقات الرياضية التى تقام على أرض مصر منها للجولف والتنس وركوب الخيل، والرياضات المائية لهواة الصيد والغطس.
وما أن تبدأ تصفح الدليل فستجد معلومات عن المناخ خلال كل أشهر السنة، والملابس التى تأخذها معك، وتسهيلات الدخول والإجراءات الجمركية، وإجراءات صحية كان يتوجب اخذها أنذاك، والعملة المصرية وتحويلاتها، ومكاتب البريد بعناوينها وتليفوناتها وأسعار المكالمات لكل دولة.
ومن الدليل يمكن أن ترى كيف كانت مصر قبل خمسون عاما، فكانت السهرات الأساسية بين المسارح والنوادى الليلية لعشاق الرقص الشرقى، وكازينوهات النيل ودور السينما، وكانت النوادى الرياضية هى الخروجات الأبرز صباحا، وطغى على الترويج الجانب الثقافى من حيث المتاحف والمزارات الثقافية.
وفى هذا الوقت كانت مصر تزخر بألوان وصنوف الطعام المختلفة، فأيا كانت جنسيتك ستجد الأكل الذى يحلوا لك، حيث وضع الدليل قائمة بمختلف المطاعم السياحية فى مصر والتى تقدم أكلات شرقية وأوربية وصينية أيضا.
الموضوعات المتعلقة
Source link