محللون يرجحون تمسك تحالف “أوبك+” باتفاق خفض الإنتاج .. والسوق مزودة بشكل جيد
[ad_1]
رجح محللون نفطيون تمسك تحالف “أوبك+” باتفاق خفض الإنتاج، معتبرين أن السوق النفطية ما زالت مزودة بشكل جيد، فيما تواصل أسعار الخام تراجعاتها السعرية تحت ضغوط الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وفي ضوء بيانات غير متوقعة تكشف عن ارتفاع واسع في مستوى المخزونات النفطية الأمريكية.
وتتلقى الأسعار الدعم الأكبر من خفض الإنتاج، ومن تأثير العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران وفنزويلا وتوترات الوضع السياسي في الشرق الأوسط ومخاوف انقطاع الإمدادات في ليبيا وتلوث النفط في روسيا، إضافة إلى مشكلات خطوط الأنابيب في نيجيريا.
وتترقب الأوساط الاقتصادية اللقاء الجديد بين المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك في موسكو، الذي سيعمق التشاور بين أكبر منتجين في “أوبك” وخارجها، قبل أيام قليلة من الاجتماع الوزاري المرتقب للمنتجين، الذي ستتم فيه إعادة تقييم وضع السوق ودراسة جدوى التمسك باتفاق خفض الإنتاج.
ويرى محللون نفطيون أن الحرب التجارية أدت إلى حالة من المخاوف وعدم الثقة في أداء الاقتصاد العالمي، كما دفعت صندوق النقد الدولي إلى تخفيض توقعاته للنمو في الصين، وهو ما سيكون له انعكاسات ومردود سريع على الطلب في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأشار المحللون إلى أن الضغوط على الأسعار تتوالى، خاصة مع ظهور مواقف لشركات روسية مهمة تبدو فيها أقل حماسا لتمسك روسيا باتفاق خفض الإنتاج الذي يجمعها مع دول “أوبك” في ضوء تسارع عجلة الاستثمار في روسيا، ورغبتها في عدم ترك الخام الأمريكي يستحوذ على مزيد من الحصص السوقية جراء خفض الإنتاج.
وفى هذا الإطار، يقول لـ “الاقتصادية”، أندريه جروس مدير قطاع آسيا في شركة “إم إم إيه سي” الألمانية للطاقة، إن تخفيض صندوق النقد لتوقعات النمو الصيني له تأثير في معنويات السوق وفي توقعات نمو الطلب، مشيرا إلى أن هذه الشكوك وراء حذر تحالف المنتجين في “أوبك+” من زيادة الإنتاج في ظل ظروف السوق الهشة الحالية.
وذكر جروس أن ضغوط العقوبات على إيران وفنزويلا تؤدي إلى خسائر مستمرة ومتفاقمة. لافتا إلى أن الصادرات الفنزويلية تتراجع 17 في المائة الشهر الماضي، كما تستهدف الإدارة الأمريكية الوصول بالصادرات النفطية الإيرانية إلى مستوى الصفر، إلى جانب أن الجهود التعويضية التى تقود بها دول “أوبك” خاصة من المجموعة الخليجية مازالت تترقب تطورات الحرب التجارية، باعتبارها العنصر الأهم والأكثر تأثيرا في السوق في المرحلة الراهنة.
ومن جانبه، يقول لـ “الاقتصادية”، فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة “سنام” الإيطالية للطاقة، إن دول “أوبك” أقرب إلى الاحتفاظ بتخفيضات الإنتاج التي أدت إلى مكاسب سعرية بنحو 30 في المائة في الربع الأول، قبل أن تؤدي الحرب التجارية إلى تقليص الأسعار وتحقيق خسائر بنحو 13 في المائة في أسبوعين.
وأشار موسازي إلى أن الاحتفاظ بخفض الإنتاج صار الخيار الأكثر ترجيحا بسبب أن السوق ما زالت مزودة بشكل جيد، كما ارتفعت المخزونات الأمريكية بشكل يفوق التوقعات المسبقة بنحو 3.5 مليون برميل في أسبوع، وهو ما يعكس استمرار وفرة الإمدادات، في مقابل انكماش ملحوظ في الطلب مع اتساع رقعة الحروب التجارية لتشمل المكسيك أيضا، إضافة إلى النزاعات الحادة مع الصين.
ومن ناحيته، يوضح لـ “الاقتصادية”، سيرجي فاكلينكو المستشار في شركة “جازبروم نفط” الروسية العملاقة، أن هناك اهتماما روسيا بتعزيز الاستثمارات الجديدة، وفي الوقت نفسه الوفاء بالاتفاق مع “أوبك” على تقييد المعروض للحفاظ على مستوى سعري ملائم للاستثمار والتغلب على وفرة الإمدادات السابقة.
وأضاف فاكلينكو أن حماية الحصص السوقية لروسيا وبقية المنتجين بات أمرا ضروريا، في ضوء اتساع المنافسة وزيادة الإمدادات من دول كثيرة خارج إعلان التعاون “أوبك +”، وعلى رأسها الولايات المتحدة. لافتا إلى أن الاجتماع المقبل سيكون فرصة لتقييم وضع السوق وتدارس السيناريوهات البديلة في ضوء بيانات السوق التي تشهد متغيرات متلاحقة.
وبدوره، يقول لـ “الاقتصادية”، ديفيد لديسما المحلل في شركة “ساوث كورت” الدولية، إن الإنتاج الأمريكي يكاد يكون الوحيد الذي ينمو بوتيرة سريعة، ولكنه لا يستطيع تلبية احتياجات المستهلكين كافة، خاصة المصافي التي تعتمد على النفط الثقيل، والتي تواجه ندرة في المعروض منه بسبب تخفيضات الإنتاج في “أوبك”، والعقوبات على إيران وفنزويلا.
وأشار لديسما إلى أن الخام الروسي يواجه أيضا تحديات واسعة، حيث هبط إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات بسبب مشكلة التلوث، ما أدى إلى تحجيم الصادرات الروسية إلى عديد من الأسواق الخارجية. لافتا إلى أن تنظيف خطوط الأنابيب سيحتاج إلى عدة شهور، وسيؤثر بالتالي في مستوى الإمدادات الروسية، منوها إلى سعى الشركات الروسية إلى زيادة الإنتاج، وتخفيف القيود التي فرضها اتفاق “أوبك” وخارجها.
من ناحية أخرى، استأنفت أسعار النفط نزولها أمس متأثرة بارتفاع غير متوقع في المخزونات الأمريكية وتعليقات من رئيس شركة روسنفت الروسية الحكومية المنتجة للنفط تشكك في جدوى الاتفاق مع “أوبك” على خفض الإمدادات.
وبحسب “رويترز”، نزل خام غرب تكساس الوسيط أكثر من أربعة في المائة بعد صعود المخزونات الأمريكية على غير المتوقع.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت إلى 59.95 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ 29 كانون الثاني (يناير) بما يعادل 3 في المائة، بعد أن تحولت إلى الصعود لفترة وجيزة في وقت سابق من الجلسة، ونزل غرب تكساس الوسيط 2.17 دولار أو أربعة في المائة إلى 51.31 دولار للبرميل.
وقال جون كيلدوف من أجين كابيتال “زيادات المخزون عبر شتى الفئات جعلت التقرير عامل مراهنة على انخفاض الأسعار” مضيفا أن صعود الواردات وزيادة الإنتاج المحلي رفعا المخزونات. وأضاف “جاءت زيادات المخزون رغم طلب قوي على النفط الخام من شركات التكرير وعلى البنزين من سائقي السيارات”.
وسجلت أسعار النفط هبوطا حادا بفعل مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي، لكنها تلقت دعما بعد صعود أسواق الأسهم العالمية بدعم من آمال بخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
وللحيلولة دون حدوث تخمة في الإمدادات ودعم الأسعار، تعكف منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها بما في ذلك روسيا على كبح الإنتاج منذ بداية العام.
ويعتزم المنتجون اتخاذ قرار في وقت لاحق هذا الشهر أو أوائل تموز (يوليو) بخصوص ما إذا كانوا سيواصلون تقييد الإمدادات.
ومما يبرز المخاوف من تخمة المعروض، قال إيجور سيتشن رئيس شركة النفط الروسية العملاقة روسنفت إن روسيا يجب أن تضخ كيفما تشاء، وإنه سيطلب تعويضا من الحكومة إذا جرى تمديد التخفيضات.
وتساءل سيتشن، وهو من الحلفاء المقربين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن المنطق في قيام روسيا بمزيد من خفض الإنتاج في إطار اتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفائها، قائلا إن الولايات المتحدة قد تعزز الإنتاج وتحصل على حصة روسيا السوقية.
ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن سيتشن “لا أرى منطقا لخفض روسيا إنتاج النفط إذا ما استحوذت الولايات المتحدة على الفور على حصة في السوق خاصة بنا. ويجب أن ندافع عن حصتنا في السوق”.
واعترض سيتشن في السابق على اتفاق خفص الإنتاج، ذكر لبوتين في خطاب خلال شباط (فبراير) أنه يمثل تهديدا استراتيجيا ويحقق مصالح الولايات المتحدة.
وتأتي تعليقات سيتشن فيما سجل متوسط إنتاج روسيا النفطي انخفاضا حادا إلى 10.87 مليون برميل يوميا في الفترة من الأول إلى الثالث من حزيران (يونيو) بسبب أزمة تلوث النفط من متوسط قدره 11.11 مليون برميل يوميا في أيار (مايو).
Source link