كتب هاني الصغير … في ظل تحديات العولمة والانفتاح الكبير ما بين كل الدول، شهد العالم اليوم سلسلة من التغيرات والتطورات
في شتى المجالات، وأصبحت المؤسسات أكثر اهتماما بالمورد البشري وتسعى إلى تطويره وتنمية قدراته ومهاراته بهدف تحسين الأداء وتحقيق الهدف من خلال عدة أساليب، ومن أهمها أسلوب التدوير الوظيفي باعتباره أحد أساليب التطوير الوظيفي والتغيير التنظيمي الذي يستخدم لتقييم أداء العاملين وتوجيههم نحو
الابداع والابتكار.
التدوير الوظيفي يعني أن الموظف يوجه لممارسة أعمال أخرى بشكل منظم ومجدول وفق خطة إدارية مدروسة، وهو أسلوب ذكي للاستثمار والاستفادة من الموارد البشرية، فهو أساس الحركة والتنقلات في المنظمة، حيث يعتبر من أهم الاستراتيجيات لتطوير أداء العاملين من خلال إكسابهم خبرات جديدة
ومهارات متنوعة.
يعتبر أسلوب التدوير الوظيفي أسلوبا من أساليب التغيير، ولذا يحتاج إلى تمهيد عبر إقناع الموظفين وتدريبهم على مهارات مختلفة في الأعمال التي تتشابه في الوظائف والمؤهلات العلمية، لضمان الأمان الوظيفي والتجدد والتطور لتفادي مقاومة التغير وتحقيق أهداف المؤسسة.
يؤدى التدوير الوظيفي إلى اكساب الموظف خبرات وظيفية متعددة وذلك بنقله مؤقتًا من وظيفة إلى أخرى حيث يساعده في التعرف على الموظفين الآخرين وأنشطتهم وبيئة العمل العملي والاجتماعي، ويساعد أي ًضا على تحسين أداء العمل مع الجهات المختلفة لأن الموظف سيعرف مع من سيتصل وبأي طريقة
وكيف سيحصل على المعلومة.
يعتبر التدوير الوظيفي من الأساليب المستخدمة لزيادة القدرة الإنتاجية، إذ أن الموظف لا يعمل مهمة محددة بل يتم تغيير مهامه بصفة دورية لذا ينتج عن التدوير الوظيفي فوائد كثيرة و جمة.
أهمية التدوير الوظيفي
إن التدوير الوظيفي تقنية إدارية حديثة يمكن من خلالها منح الفرص المتساوية للموظفين وكذلك القضاء على البيروقراطية والمركزية والسيطرة ورتابة الأعمال وتكمن أهميته فيما يلي:
• يستخدم التدوير الوظيفي لتوظيف مجموعة من الأفراد من أجل تهيئتهم وإعدادهم للتدريب على العمل.
• يساعد التدوير الوظيفي على حل المشاكل التي تحدث في كل إدارات المنظومة.
• يساهم التدوير الوظيفي في زيادة تنوع مهارة الفرد العامل من خلال تناوبه على أعمال عدة أو مواقع وظيفية أخرى.
• يساهم التدوير الوظيفي في التطابق بين قدرات الفرد وواجباته ومسؤولياته، ويعتبر التدوير الوظيفي أداة فعالة للتطوير الوظيفي
• يساهم التدوير الوظيفي في تسهيل اندماج الكيانات الكبيرة بحيث انه يتم استغلال كل الكوادر في المؤسسة كل كادر في مكانه المناسب.
أهداف التدوير الوظيفي
• الحد من رتابة الوظيفة: الهدف الأول والأهم من التدوير الوظيفي هو الحد من الرتابة والتكرار والمشاركة في وظيفة واحدة.
• التخطيط للتعاقب: الهدف الرئيس للتدوير الوظيفي هو تطوير مجموعة من الموظفين المحتمل تعينهم في مستوى رفيع عندما يتقاعد شخص ما، بمعنى تكوين بديل فوري للموظف ذو القيمة العالية من داخل المنظمة.
• تكوين الموظف المناسب الصالح للوظيفة: نجاح المنظمة يعتمد على الإنتاجية أثناء العمل لموظفيها. فإذا وضعت بشكل صحيح، فإنها سوف تكون قادرة على إعطاء أقصى قدر من الانتاج، لذلك فإن ملاءمة الشخص المناسب في الوظيفة هو أحد
الأهداف الرئيسية لتدوير الوظائف.
• .تعريض العمال إلى جميع قطاعات المنظمة: تتمثل في جميع القطاعات وعمليات المنظمة من أجل اطلاعهم على كيفية العمل وكيفية تنفيذ المهام واختبار مهارات الموظفين وكفاءاتهم.
• اختبار وتحليل مهارات الموظفين وكفاءاتهم ومن ثم تعيينهم في العمل الذي يتفوقون فيه.
إلى لقا ًء قريب في الجزء القادم من المقال لكي اترك لحضراتكم تجربة قراءة ممتعة على ان يتم مناقشة بقية عناصر التدوير الوظيفي ومنها
أنواع التدوير الوظيفي , خطوات تنفيذ التدوير الوظيفي , مزايا التدوير الوظيفي , عيوب التدوير الوظيف