عندما قام أعضاء منظمة الدول العربية المصدرة للبترول أوبك (تتألق من الدول العربية أعضاء أوبك بالإضافة إلي مصر وسوريا)بإعلان حظر نفطي لدفع الدول الغربية لإجبار إسرائيل علي الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في حرب ١٩٦٧،اوبك أعلنت أنها ستوقف إمدادات النفط الي الولايات المتحدة والبلدان الأخري التي تؤيد إسرائيل في صراعها مع سوريا ومصروالعراق.
وفي الوقت نفسه،اتفق أعضاء أوبك علي استخدام نفوذهم علي آلية ضبط اسعار النفط في أنحاء العالم من أجل رفع اسعارالنفط،بعد فشل المفاوضات مع شركات النفط العظمي التي أطلق عليها”الاخوات السبع”في وقت سابق من ذات الشهر.
وبما ان معظم الاقتصاديات الصناعية تعتمد علي النفط الخام فقد كانت أوبك موردها الأساسي النفط،وبسبب التضخم المثير خلال هذه الفترة،فقد كانت النظرية الاقتصادية الرائجة تلقي باللوم علي زيادات الأسعار هذه،باعتباها كبتت النشاط الاقتصادي.
ومع ذلك،فان العلاقة السببية التي ذكرتها هذه النظرية غالبا ماتكون موضع تساؤل، فقداستجابت البلدان المستهدفة بمبادرات علي واسعة،ومعظمها دائمة، لاحتواء اعتمادهم المستقبلي علي في أزمة النفط١٩٧٣،جنبا الي جنب مع انهيار سوق الاوراق المالية (١٩٧٣-١٩٧٤)،قداعتبرت اول حدث منذالكسادالكبير،ذواثار اقتصادية مستمرة في ١٦اكتوبر١٩٧٣،قررت أوابك خفض الإنتاج من النفط،وفرض حظرا علي شحنات من النفط العام الي الغرب،الولايات المتحدة ،وهولندا تحديدا،حيث قامت هولندا بتزويد اسرائيل بالأسلحة وسمحت للاميركيين باستخدام المطارات الهولندية لامداد ودعم إسرائيل.
ونتيجة لهذا فان سعرالسوق النفط ارتفع بشكل كبير علي الفور،ومع وقوع النظام المالي العالمي بالفعل تحت ضغط من انهيار اتفاق بريتون وودز ادي ذلك الي سلسلة طويلة من الركود وارتفاع معدلات التضخم التي استمرت قائمة حتي أوائل الثمنينات،وارتفاع اسعار النفط استمرت ١٩٨٦ التسلسل الزمني يناير ١٩٧٣بدء انهيار سوق الاوراق المالية(١٩٧٣-١٩٧٤) أغسطس ١٩٧٣في إطار التحضير لحرب اكتوبر، العاهل السعودي الملك فيصل والرئيس الراحل انور السادات يجتمعان في الرياض سرا، ومباحثات للتوصل الي اتصال بموجبه يستخدم العرب”سلاح النفط”كجزء من الصراع العسكري القادم.
١٥سبتمبر اعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك بدء التفاوض،لزيادة الاسعار ووضع حد لدعم إسرائيل علي أساس اتفاق طهران عام١٩٧١ ٦اكتوبر مصر وسوريا تهاجمان إسرائيل في حرب اكتوبر،وبدأ الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة.
وفى اكتوبر أوبك تتفاوض مع شركات النفط لإعادة النظر في اتفاق طهران١٩٧١-١٢ اكتوبر الولايات المتحدة تبدء عملية العشب النيكلي لتوفير الأسلحة والإمدادات الي إسرائيل خلال الحرب عبر النقل الجوي الاستراتيجي ١٦اكتوبر المملكة العربية السعودية، إيران ،الجزائر،العراق،الامارات العربية المتحدة،الكويت،وقطر يعلنون رفع الأسعار من جانب واحد بنسبة ١٧%الي ٣.٦٥دولار للبرميل الواحد،وإعلان خفض الإنتاج ١٧اكتوبر وزراء أوبك يوافق علي استخدام النفط كسلاح لمعاقبة الغرب علي دعم إسرائيل في الحرب العربية الاسرائيلية،وتوصي بالحظر ضدالدول الموالية لإسرائيل وخفض الصادرات، ١٩اكتوبر رئيس الولايات المتحدة ريتشارد نيكسون يطلب من الكونغرس اعتماد٢.٢مليار دولار في مساعدات عاجلة لإسرائيل ،المملكة العربية السعودية ،ليبيا ودول عربية اخري تعلن حظرعلي الصادرات النفطية الي الولايات المتحدة.٢٣-٢٨اكتوبر الخطر النفطي العربي يمتد الي هولندا.
٥نوفمبر المنتجين العرب يعلنون خفض الإنتاج بنسبة ٢٥%،اضافة الي التهديد بخفض ٥%إضافية ٢٣نوفمبرالحظر العربي يمتد الي البرتغال ،روديسيا،وجنوب أفريقيا ٢٧نوفمبر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون يعلن قانون توزيع النفط في حالات الطوارئ
٩ديسمبر وزراء نفط الدول العربية يقومون بإلغاء خفض الإنتاج ٥%في يناير وزير النفط السعودي يعد بزيارة ١٠%في إنتاج أوبك- ٧يناير اوبك تقرر تجميد الأسعار حتي ١ابريل، ١١فبرايروزير خارجية الولايات المتحدة هنري كيسنجر يكشف النقاب عن خطة مشروع الاستقلال لجعل الولايات المتحدة مستقلة للطاقة.
١٢فبرايرالتقدم العربي الإسرائيلي لفك الارتباط ومناقشة استراتيجية النفط من رؤساء دول الجزائر ،مصر،سورياوالمملكة العربية السعودية ١٧مارس وزراء نفط الدول العربية ،باستثناء ليبيا،يعلنون نهاية الحظر المفروض علي الولايات المتحدة.
ديسمبر١٩٧٤نهاية انهيار سوق الاوراق العالمية (١٩٧٣-١٩٧٤) الاثرالاقتصادي الفوري الحظر اثرالخطر بشكل فوري علي مدفوعات الشركات في أوابك ،وتضاعفت اسعار النفط اربع مرات بحلول عام ١٩٧٤الي نحو١٢دولار للبرميل الواحد(٧٥دولارامريكي ١مترمكعب) وهذه الزيادة في اسعار النفط كان له آثار كبيرة علي الدول المصدرة للنفط،بلدان الشرق الأوسط التي طالما هيمنت عليها القوي الصناعية،اصبحت تسيطرعلي سلعة حيوية هامة جدا،وشكل تدفق رأس المال لهامصدرا هاما لتكوين ثروات واسعة.
الدول الأعضاء في أوبك ضمن العالم النامي قاموا بتأميم شركات البترول في بلدانهم ،وابرزها،قامت المملكة العربية السعودية بالسيطرة علي تشغيل شركة أرامكو ، وغيرها من الدول الأعضاء في أوبك وحذت حذوها، وفي الوقت نفسه ،انتجت الفوضي صدمة في الغرب،في الولايات المتحدة،اصبح سعرالتجزئة للجالون من البنزين ارتفع من متوسط ٣٨.٥سنتافي مايو ١٩٧٣الي ٥٥.١سنتافي يونيو١٩٧٤،وفي الوقت نفسه بورصة نيويورك للاوراق المالية فقدت ٩٧مليار دولار في قيمة اسهمها في ستة اسابيع.
الدول التي وقعت تحت الحظر الحصار لم يكن موحدا في جميع أنحاء اوروبا،بينماتعرضت هولنداوتسع دول اخري لحظر كامل بسبب دعمها لاسرائيل ، فان المملكة المتحدة وفرنسا استمر امدادهم تقريبا دون انقطاع ،(بعد أن رفضت السماح لامريكا باستخدام المطارات وحظر الاسلحة والإمدادات الي كل من العرب والإسرائيليين )،بينماتعرضت ستة دول اخري لتخفيضات جزئية فقط.
المملكة المتحدة حليف تقليدي لإسرائيل ،حكومة هارولد ويلسون كانت تؤيد الاسرائليين خلال حرب الايام الستة،ولكن حليفته،تيدهيث ،عكس هذه السياسة في عام ١٩٧٠،ودعا اسرائيل الي الانسحاب الي حدود ماقبل ١٩٦٧،اعضاء الجماعة الاقتصادية الأوروبية لم يتمكنوا من التوصل الي سياسة مشتركة خلال الشهر الاول من حرب اكتوبر،واخيرا اصدرت الجماعة بيانا في ٦تشرين الثاني ،بعد بدء الحظر وارتفاع الاسعار، اعتبر علي نطاق واسع لصالح الدول العربية ،هذا البيان يؤيد الموقف الفرنسي البريطاني في موقفهم من الحرب،اوبك علي النحو التزمت برفع الحصار من جميع اعضاءالجماعة الاقتصادية الأوروبية. ارتفاع الأسعار كان أكبر بكثير في أوروبا من تأثير الحظر ولاسيما في المملكة المتحدة (حيث أن الحظر ساهم مع إضراب لعمال المناجم بسبب أزمة الطاقة خلال فصل الشتاء ١٩٧٣-١٩٧٤عاملا رئيسيافي تغيرالحكومة) وبعدبضعة أشهر تراجعت حدة الأزمة ،ورفع الحظر في مارس١٩٧٤بعد مفاوضات في مؤتمر قمة النفط بواشنطن،ولكن الآثار المترتبة علي أزمة الطاقة بقيت طوال فترة السبعينات،اسعار الطاقة واصلت الزيادة في السنة التالية.
وسط ضعف الموقف التنافسي للدولار في الأسواق العالمية، الرقابة علي الأسعار والحصص . تفاقمت الأزمة بتأثير الحكومة علي الأسعار في الولايات المتحدة،التي تحددسعر”النفط القديم”(الذي سبق أن اكتشف)بينمايسمح بيع النفط المكتشف حديثا بسعر اعلي ،القرار الذي اتخذ من أجل تشجيع التنقيب عن النفط،مماخلق حالة من الندرة واجهت العديد من البلدان حيث وقفت الطوابير الطويلة للسيارات أمام محطات الوقود.
في الولايات المتحدة وضع نظام الحصول علي الوقود يعتمدعلي رقم السيارة الفردي والزوجي (آخر رقم في لوحة السيارات)بحيث تحصل ذات العددالفردي علي الوقود خلال الايام الفردية ،وذات الرقم الزوجي خلال الايام الزوجية من الشهر،الامرالذي لاينطبق علي يوم ٣١في بعض الشهر بعض الولايات الأمريكية استخدمت ثلاثة الوان للاعلام هو نظام يستخدم للدلالة علي توافر البنزين في محطات الخدمة،العلم الاخضر يدل علي توافر البنزين،العلم الاصفر يدل علي تقييد وتقنين المبيعات،العلم الاحمر يشير الي عدم وجود وقود وان كان مركز الخدمة مفتوحة فيكون لغير ذلك من الخدمات.
البحث عن بدائل ادت أزمة الطاقة الي زيادة الاهتمام بمجال الطاقة المتجددة،وحفز البحث في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ،كما ادت الي زيادة الضغط لاستغلال امريكا الشمالية من مصادر الطاقة النفطية،وزاد الغرب من الاعتماد علي الفحم والطاقة النووية ،وشمل هذا التأثير الاهتمام المتزايد بالنقل الجماعي.
في استراليا وقود التدفئة توقف،وتم إعادة النظر في مناسبة وقود التدفئة في فصل الشتاء ،و مجموعة من الدول الصناعية كانت من مصدري الطاقة،فاختلفت آثار أزمة النفط بشكل جذري،فكندا الشرقية الصناعية كانت تعاني من ذات المشاكل التي تعانيها الولايات المتحدة،بينماالمقاطعات الغنية بالنفط ازدهرت بتدفق سيل الأموال اليها.
عموما الحظر النفطي كان ذا تأثير سلبي حاد علي الاقتصاد الكندي ،التراجع الاقتصادي في الولايات المتحدة عبرالحدود بسهولة وتسبب في زيادة البطالة ،والكساد ضرب كندا مثلما فعل بالولايات المتحدة علي الرغم من احتياطيات الوقود.
الاتحادالسوفياتي كان أيضا مصدرا للنفط ،والاقتصادالسوفياتي كان يعاني من الركود لعدة سنوات ،وزيادة اسعار النفط كان لها تأثير مفيد، فالزيادة في الاحتياطي من النقدالاجنبي سمح باستراد الحبوب وغيرها من المواد الغذائية من الخارج، وزيادة إنتاج السلع الاستهلاكية وابقاء الانفاق العسكري في المستويات التقليدية ،ويعتمدعلي البعض أن الزيادة المفاجئة في ارادات النفط خلال هذه الفترة مكنت الاتحاد السوفياتي من البقاء لفترة زمنية أطول من التوقعات.
الحكومة البرازيلية نفذت مشروع كبير جدايسمي”بروالكول” (الكحول الموالي)الذي من شأنه يقوم بصناعة خريج من الميثانول ليستخدم كوقود للسيارات،هذا المشروع الذي يركز علي إنتاج الايثانول من قصب السكر ، لايزال مستمرا وخفض احتياجات البلاد من استيراد النفط،وكذلك انخفض سعرالبنزين .
الآثار الاقتصادية الكلية أزمة النفط عام١٩٧٣كانت عاملا رئيسيا في تحول اقتصاد اليابان بعيدا عن النفط والصناعات كثيفة لاستهلاك للطاقة،وضخ استثمارات ضخمة في صناعات مثل الإلكترونيات. البنوك المركزية للدول الغربية قررت خفضا حادا لاسعارالفائدة لتشجيع النمو،وقررت انها لن تقلق من التضخم بشكل أساسي ،ورغم أن هذه هي الوصفة التقليدية للاقتصاد الكلي في ذلك الوقت،الا أنها ادت الي الركود وتفاجا الاقتصاديون ومحافظة البنوك المركزية،علي المدي الطويل بقيت آثار الحظر ملموسة،آثار علي العلاقات الدولية الحرب الباردة وسياسات للإدارة نيكسون أيضا لطمة قوية في أعقاب الحظر النفطي،فقدركزت علي الصين الاتحادالسوفياتي الحظر النفطي أعلن تقريبا بعدشهر واحد فقط من الانقلاب العسكري للجناح اليمني في شيلي بقيادة الجنرال اوغستوبينوشيه في شيلي عام ١٩٧٣ الانقلاب أطاح بالرئيس الاشتراكي سلغادورالليندي في ١١سبتمبر١٩٧٣،الولايات المتحدة لم تفعل الكثير لمساعدة هذه الحكومة للحد من أنشطة الاشتراكيين المسلحين في المنطقة.
وبالإضافة إلي ذلك ،اوروباالغربية واليابان وبدأ التحولهما من تأييد إسرائيل لتأيداكثر السياسات العربية (وبعضهالايزال ساري المفعول حتي اليوم)، هذا التأثير زاد من التوتر في منظومة التحالف الغربي،بالنسبة الولايات المتحدة،التي تستورد١٢%فقط من احتياجاتها من النفط من الشرق الاوسط(مقارنة مع ٨٠% بالنسبة للاوروبيين وأكثر من ٩٠%بالنسبة لليابان)،لاتزال ملتزمة بقوة بدعم إسرائيل.
بعد مرور عام علي رفع الحظر النفطي عام ١٩٧٣،كتلة دول عدم الانحياز في الأمم المتحدة قدمت قرار يطالب بإنشاء “النظام الاقتصادي الدولي الجديد”الذي ينضم ويتحدث عن الموارد،والتجارة،والاسواق ووجود توزيع اكثر انصافا،للسكان المحليين وتنمية دول الجنوب ودعمهامن قبل دول الشمال التي تستغل ثرواتهاوامكانياتها .
الاستيلاء العسكري كشفت وثائق بريطانية عن ان الولايات المتحدة فكرت في استخدام القوة للاستيلاء علي حقول النفط في الشرق الأوسط أثناء حرب اكتوبر١٩٧٣ عندما حظرت الدول العربية صادرات النفط.