ياسمين دسوقى تكتب…إتحكم _تتمكن

إن الإحتفاظ بنقاء الشخصية الإنسانية ، يعد عملية ذات تركيب نفسي غاية في التعقيد ،و يحتاج إلى سيطرة و قوة ذاتية عالية المهارة، إضافة إلى أنها عملية تدريجية تراكمية يختزن فيها الإنسان كل المعطيات التي يمر بها طيلة فترة حياته عن طريق الاستدلال ، و يبدأ تأسيسها منذ بداية نشأته .
و لكل إنسان عدة شخصيات مختبئة داخل نفسه، تختلف كلاً منها عن الأخرى ، فمنها المثالي ومنها الانفعالي ، ويرتبط ظهورهم بالمواقف سواء كانت مواقف عادية أو مواقف مفاجأة، حيث يرتبط الشخص إرتباطاً وثيقاً بعاداته ومبادئه وبالقيم التي يؤمن بها والتي نشأ عليها ، لما لها من دور كبير مؤثر في حياته .
وعادةً ما تظهر الشخصية الإنفعالية بعد التعرض للمواقف التي تهدد هذه القيم بشكل مباشر ، أو عند التعرض للضغوط و المواقف المحفزة المستفزة للانفعال المرتبطة بالبيئة المحيطة ، و عند الشعور بتلاعب الآخرين به فتتوتر العلاقات بينهم ،أو عند التعرض لضغوط نفسية في مجال العمل،
نتيجة إسناد مستمر لنوعية من المهام الغير مناسبة للقدرات .
وهنا تنفجر الاحاسيس و الإنفعالات الحادة في شكل تعبيرات الوجه وحركات الجسم ، و التي غالباً ما تظهر بشكل لا شعوري ، و تكون سبباً رئيسياً في نشأة صدام بين الشخص و المحيطين به ، وبالرغم من أن كل الشخصيات المخبئة داخلنا تعد من الحقوق المشروعة لنا كجانب من الترويح عن النفس ، إلا أنه وجب التحكم بها والسيطرة عليها ، حتى لا تنجرف بنا نحو نفق بدايته صدام ونهايته ظلام.
فبناء الإنسان عملية تنموية متعددة الجوانب ، لها قواعد تعد حجر الأساس للإرتقاء بالفرد بداية من كيفية توجيه اهتماماته و دوافعه ، و وصولاً إلى تحقيق أهدافه و طموحاته ، معتمداً في ذلك على تنمية قدراته لتحقيق أعلى درجات ضبط النفس و الوصول للتقدم والنجاح في جميع مناحي الحياة.
بقلم/ ياسمين دسوقي
مدير عام مساعد التدريب
شركة الخدمات البترولية للسلامة والبيئة “بتروسيف”
قطاع البترول و الثروة المعدنية
وعضو المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة
