أخبار البترولمميز

ياسمين دسوقي تكتب…. الروشتة ..

أحداث حزينة ومؤلمة متلاحقة في يومٍ واحد .. جرائم في حق النفس وحق الغير ..
ذبح طالبة و إنتحار من فوق البرج وإنتحار بسيارة من فوق الكوبري … قرارات مصيرية تم إتخاذها عن إقتناع من قبل مرتكبيها … حتى وإن إختلفت أسبابهم و ظروفه و نشأة كل منهم … ولكنهم إجتمعوا على شئ واحد و هو إتخاذ قرار يقود لمصير أسود خارج عن المألوف وعن الأعراف و التقاليد و مخالف لتعاليم الأديان السماوية .. خاسرين بذلك الدنيا و الاخرة ..
ليخيم الحزن على الجميع ويهيمن الرعب على كل منزل و كل أسرة خوفاً على أبنائهم و خوفاً من أبناء غيرهم مفتقدين الشعور بالآمان …

فماذا حل بالأسرة حتى يصل أبنائها لإتخاذ مثل القرارات التي أودت بحياتهم للهلاك… هل غابت الأسرة وإنشغلت عن أبنائها لهذه الدرجة .. ليصبح لها إبن قاتل رغم تفوقه الدراسي .. وأخرى لقت حتفها لأنها قالت “لا” .. وآخر يطالب بعدم حضور والده لجنازته بعد انتحاره…
ماذا فعل هذا الاب لأبنه كي يدفعه لهذا التصرف !!..

ماذا قدمت الأسرة من واجبات تجاه هؤلاء الأبناء؟؟
قبل إهتمام الأسرة بقدرات أبنائها وتفوقهم الدراسي والعملي وما إلي ذلك ، يجب في البداية أن يتم التركيز على التريبة ذات القيم والمبادئ و غرس أسس العقيدة الدينية بهم المبنية على التسامح والتراحم والاحترام .. وأن يوفروا لهم الإحتواء الأسري و الإحتواء النفسي …

فأين كان الإحتواء .. أين كانت الرعاية والمتابعة و أين كان التحاور وأين كانت الصداقة داخل الأسرة .. أين الترابط والتلاحم الذي بدونه يسهل فقد الأبناء .. خصوصاً وأننا نعيش اليوم في عالم مفتوح ، يدق فيه ناقوس خطر جديد ونتعرض فيه لدخول مفاجئ من جانب الثقافات الغربية الدخيلة على مجتمعاتنا العربية ، والتي أثرت بدورها على ضعاف النفوس من الشباب ، و سلبت منهم الوعي تجسيداً لمعنى الحرية الزائفة المتزينة بألوانها الستة، نتيجة التنشئة الإجتماعية غير السوية وضعف الوازع الديني و إنشغال الأسرة عن أبنائها ، ليخرج للمجتمع نماذج مريضة مشوهة تصدر لنا مشاهد بشعة تبث الخوف والرعب في نفوس الأسوياء .

petro petro petro

الشباب ثم الشباب..
الشباب هم الأمل الواعد لهذه الأمة هم المستقبل المشرق، والعماد والأساس القوي، لكل الشعوب والسبب في بنائها وتقدمها الحضاري، بدونهم لا تتقدم ولا يحدث اي إزدهار..

ولأن للشباب طاقات هامة و متجددة، وتحتاج دائماً إلى الرعاية والإهتمام لإستتثمارها مستقبلاً فلابد من تشديد رعاية الأسرة لهم عن طريق التربية الإيجابية السليمة بشكل شامل ، بالإضافة لدور المدارس المساند والمكمل لدور الأسرة في إعداد الطلاب و تأهيلهم تربوياً تطبيقاً لنهج الوزارة القائمة على مبدأ “التربية والتعليم”، لتكمل الجامعات مسيرة الإهتمام بأبنائها وتنميتهم عن طريق تنفيذ برامج تأهيلية وتثفيقية للشباب داخل أسوارها، إضافة الى دور الدولة في إجراء جلسات حوارية مع الشباب لمناقشة جميع المحاور الأساسية على مستوى الدولة، ليساهم كل ذلك في عملية الإرتقاء بمستويات التنمية المستدامة لديهم ، وتأهيلهم التأهيل المناسب الذي يمكنهم من المساهمة في بناء وطنهم والعمل المتفاني من أجله .

بقلم / ياسمين دسوقي
مدير عام مساعد التدريب بشركة بتروسيف
وزارة البترول والثروة المعدنية
وعضو المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة

زر الذهاب إلى الأعلى
slot server jepang