أمين نقابة الشركة العاملة للبترول يكتب: دور البترول وعماله فى المجتمع
أمين نقابة الشركة العاملة للبترول يكتب: دور البترول وعماله فى المجتمع
إن لعمال البترول دور هام جداً فى حفظ التوازن الإقتصادى حيث أن العاملين بقطاع البترول لديهم الإدراك الكافى لمسئوليتهم الوطنية فى دعم الإقتصاد المصرى والمشروعات القومية التى يتم تنفيذها لتحقق بها آمال وطموحات المصريين فى مستقبل أفضل ، و إنه عند ظهورالبترول فى صحراء مصر كان إيذانا لتطور بعيد الأثر فى مستقبلنا.
ويعتبر قطاع البترول من أهم القطاعات الإقتصادية ومن أهم دعامات الإقتصاد الوطنى لا سيما شركات القطاع العام حيث يُسهم البترول بشكل كبير فى إجمالى الناتج المحلى ، وفى إيرادات الدولة ، وميزان المدفوعات، والصادرات الخارجية ، كما يلعب البترول والغاز دوراً أساسياً فى إنشاء صناعات وخدمات أخرى مرتبطة بهما ، لعل من أهمها الصناعات البتروكيماوية والكهرباء، وتحلية المياه والصناعات الثقيلة ذات الكثافة العالية فى استهلاك الطاقة.
و تنقسم المناطق البترولية ( زيت / غاز ) فى مصر إلى عدة مناطق تختلف فيما بينها فى بنيتها وتاريخها الجيولوجى و هى (الصحراء الغربية والصحراء الشرقية ومنطقة سيناء والدلتا وصعيد مصر، لقد بدأت المحاولات الأولى لاكتشاف البترول فى مصر عندما بدأت الحكومة فى عام 1886 ، منذ أكثر من مائة وثلاثون عام بحفر أول بئر فى منطقة جمسة ،.
إن سياسة مصر البترولية منذ ذلك التاريخ وهى فى تصاعد مستمر بفضل أفكار أبنائها ورغبتهم الساعية دائماً للتقدم والتنمية والهادفة الى السيطرة الفعلية على جميع الموارد الطبيعية، وبوجه الخصوص البترول ، وذلك بتطبيق برامج وخطط التنمية السنوية بهدف سد حاجات الوطن والمواطنين من المواد البترولية .
وللبترول دور هام فى ثلاثة مجالات رئيسية للتنمية هى التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والتنمية العمرانية ففى مجال التنمية الاقتصادية ظل الإهتمام بالبترول كعنصر من العناصر الرئيسية فى منظومة الإقتصاد الوطنى ، ويتم العمل على تطويره ليكون فاعلاً فى التصنيع ومحركاً للتنمية ، وعاملاً لتحقيق التقدم والرخاء، فمكانة البترول وتأثيره فى الإقتصاد المصرى له أثره الكبير بالنسبة للموارد الاستثمارية وفى زيادة القيمة المضافة.
وفى مجال التنمية الاجتماعية لعبت المشروعات و الاستثمارات البترولية دوراً هاما فى تغير وتغيير المجتمع وكيف أدى البترول إلى زيادة ملموسة فى نمو السكان فى مناطقه التى تعتبر مناطق جذب سكانى نتيجة ظهور صناعة البترول وما أتاحته تلك الصناعة و هذه الأنشطة من فرص عمل ، و من أهم الآثار الاجتماعية التى أحدثها البترول فى مصر تطور الحرف والوظائف وزيادة العمالة نتيجة لتنوع الأنشطة المختلفة التى ترتبت على وجود البترول كما حدث تحول مهنى لكثير من ساكنى المناطق البترولية ، ويعتبر هذا التحول أحد مظاهر الحراك المهنى .
كما لعب البترول والأنشطة المرتبطة به دوراً هاماً فى تحقيق بعض أهداف تنمية المجتمع علاوة على دور البترول فى تنمية القوى البشرية ، ودوره فى تحقيق بعض برامج التنمية المحلية ، وذلك فى إطار سياسة إقتصادية وإجتماعية تستهدف خدمة المجتمع المصرى وإمداده بإحتياجاته من المواد البترولية المختلفة .
و للبترول دور هام فى حدوث بعض التطورات والتغيرات لبعض المدن وكيف شملت هذه التغيرات النواحى السكانية والاقتصادية والعمرانية ويمكن القول أن الطفرة التى ترتبت على وجود البترول كانت فى المرتبة الأولى نمو المدن وظهور تجمعات حضرية جديدة كما بمدينة رأس غارب على سبيل المثال ، مما يُعد تطوراً وتنمية عمرانية فتحولت بعض التجمعات السكانية إلى مدن نتيجة لقربها من تلك المناطق .
ان مصر فى حاجة إلى سن كثير من التشريعات السياسة الجديدة التى تهدف إلى تنمية وتطوير القطاعات الاقتصادية ، التى تعتمد على حُسن استغلال العائدات البترولية وتوجيهها من أجل تنمية وتكامل القطاعات الاقتصادية والحفاظ على معدلات أعلى من الإنتاج فى كل تلك القطاعات وخاصة الزراعة والتعدين والسياحة والصناعة لما لهذه القطاعات من أهمية فى التنمية المستقبلية لمصر .
محسن عليوة أمين عام اللجنة النقابية بالشركة العامة للبترول