خدمات وتنمية مجتمعية

د إبراهيم بكر يكتب … عن العلاقة ما بين المواطنة و التنمية

       

         معنى كلمة المواطنة مشتقة من كلمة الوطن ، ومن المعروف عن الوطن أنه المكان الذي  يجمع ما بين الناس المتشابهة في العقيدة والعادات والتقاليد والأعراف وهو المكان الذي يعيش فيه الإنسان إذا ولد فيه ، أو مرتبط بمعيشته ونشأ فيه مع أهله وعائلته.

          بالرغم من ذلك لا يعني أن كل شخص ولد في مكان ما يعتبره وطنًا له والمواطنة هنا مأخوذة من الفعل واطن ، والذي يكون على وزن فاعل ، وهذا الفعل يكون بمعنى شارك ، وهذا يعني أن المواطنة تعني المشاركة في المكان إقامةً وعملًا ومولدًا.

        أما عن معنى مصطلح المواطنة فهو وجود علاقة متبادلة بين الأفراد الموجودين في مكان مع الدولة ويقدمون لها التنمية والولاء ، ويؤدون واجباتهم بكل إخلاص وأمانة ، وفي مقابل ذلك يحصلون على مجموعة من الحقوق التي تتيحها أو توفرها الحكومة المسؤولة عن نظام هذه الدولة وهذا الوطن ، وبهذا يدوم حب الوطن في قلوبهم وفي بريطانيا يعتبر مفهوم المواطنة أنه علاقة وطيدة بين الفرد والدولة الذي يعيش فيها، والتي يحددها قانون منظم تتضمن واجبات الفرد وحقوقه كما أن الفرص يجب أن تتساوى بين جميع الأفراد في أي دولة في الحقوق والواجبات، و لا يوجد أي اختلاف بين غني أو فقير، جميعهم لديهم كامل الحق في التعليم، الصحة، والحياة الكريمة، مهما اختلفوا في العقيدة أو انتمائهم السياسي والفكري.

      أما عن المشاركة في الحياة العامة: أن يكون لكل فرد حق المشاركة في الأنشطة السياسية، وأن يبدي رأيه، ويكون له القدرة على صنع القرارات الوفاء والولاء للوطن وأن علاقة الإنسان بوطنه علاقة سامية وصافية لا يدخلها أي نوع من التزييف أو التصنع، وهذه العلاقة لا تنحصر في مكانة الشعور والعاطفة فقط ، بل من خلال إدراك الفرد لحجم المسؤولية التي عليه، وحجم واجباته وأهميتها في رفعة وطنه وتنميتها إلى أرقى المستويات.

       ونجد أن الخصائص العامة للمواطنة هي علاقة تبادلية مع الفرد وهي قابلة للتغيير والتطور من فترة لأخرى وهي علاقة تطوعية اختيارية بكامل إرادة الفرد مشتركة مع الحكومة في حب الوطن والتضحية لأجل رفعته وتنميته، وخاصية الفردية والتي تعني أن لكل فرد حقوقه وواجباته مهما اختلفت العقيدة والانتماءات ، قابلة للاكتساب والفقدان خصوصًا في عصرنا الحالي، حيث إن الكثير من الناس قد يبيعون دولتهم ومواطنتهم فقط من أجل المال ، أو التخلي عنها من أجل الحصول على مواطنة دولة أخرى توفر لهم مزايا أكثر.

       كما أن أهمية المواطنة تحقق الانسجام والتآلف بين أفراد المجتمع الواحد، نظرآ لآنها تحقق الوحدة الوطنية مهما كانت الخلافات والاختلافات بينهم وتساهم في حفظ حقوق وحرية الأفراد داخل المجتمع ، مع تشجيعهم على أداء واجباتهم تجاه الوطن ، ومشاركتهم وتحملهم للمسؤولية   وإحترام الآخرين وحريتهم مهما كانوا مختلفين في العقيدة أو الانتماء أو التفكير ورغم ذلك يحترم كل منهما الآخر، ويساهمون في رفعة الوطن كلهم في فريق واحد.

      المشاركة في الرأي العام الخاص بكل فرد، يؤدي ذلك إلى تقوية المواطنة وجعلها فعالة، كما يساعد على بناء الوطن ، كما نقدم لكم من هنا من فوائد التاريخ تعزيز الهوية والمواطنة معنى التنمية وعلاقتها بالمواطنة التنمية هو الشعور المطلق بالانتماء للوطن والمسؤولية تجاه أن يكون هذا الوطن في أعلى وأرقى المستويات، وتعتبر الثروة هي العنصر الحيوي والفعال في تحقيق المواطنة الفعالة، وتبدأ التنمية من الفرد وحبه لوطنه ويؤدي ذلك إلى أن يدفع الفرد إلى المساهمة في رفعة الوطن.

        تتمثل التنمية في الأفعال التي يقوم بها الفرد وإسهاماته ومشاركته في الأنشطة التي تعمل على تقدم وتنمية الوطن و التنمية تعبر عن المواطنة كشكل ، وترتبط بها كمضمون وهي تتمثل في عدة انعكاسات تشكل المودة والمحبة والاحترام المتبادل ، وحب المبادرة والمسؤولية.

       كما أن التنمية تعبر عن بناء عقلي وفي نفس الوقت واقعي يتمثل في علاقة مستمرة وتراكمية تعمل على تحقيق أعلى مستوى معيشة يستحقها الأفراد من تعليم وصحة، وتعتبر العلاقة بين المواطنة والتنمية علاقة وحدة وتكامل بينهما في أداء كل منهما عمله الخاص به تحت مسمى واحد وهو رفعة الوطن وتقدمه ، فالمواطنة تعمل على تنمية الموارد البشرية وتنمي لديهم روح الانتماء للوطن ، وتوفر المواطنة كل ما يحتاجه الفرد حتى يندفع للتنمية في بلده مثل أن توفر له كل سبل الأمان وحقوقه الأساسية، بهذا يندفع شعور الفرد نحو تنمية الوطن.

       قد لا يكون هناك تنمية من دون أن يوجد مواطنة، ولا يمكن أن يكون هناك مواطنة من دون أن تتوفر كامل الحقوق التي يستحقها الفرد في بلده ، وبالطبع لن يكون هناك حقوق دون أن يعمل كل فرد على تأدية واجباته تجاه الوطن ، في المجمل يمكن القول إن الأمان الإنساني والاجتماعي يعتمد بشكل كبير على العلاقة المتكاملة والمتآزرة بين المواطنة والتنمية وأثر التفاعل بينهما. حيث إن التفاعل مع بعضهما يكون أكبر من أثر تفاعل أحدهما فقط.

       وفي الخاتمة عن المواطنة والتنمية تعد المواطنة إحدى أسمى الأهداف التي يسعى إليها المجتمع الإنساني مع التنوع الفكري والثقافي والمنابع الفلسفية فيها، وتتضمن أهميتها في مدى الآثار الإيجابية التي تعكسها وتؤثر على المجتمع. وتعتبر المواطنة من الأمور التي تفرض نفسها بشكل قوي ومؤثر عندما يتعلق الأمر بأي بعد من أبعاد التنمية ومشاريع الإصلاح والتطوير بصفة عامة. قد يكون هناك مبالغة في مفهوم التنمية القائم على أساس مظاهر توزيع الثروات ومداخل المجتمع. حتى يكون مفهومها يشمل عناصر أكبر

زر الذهاب إلى الأعلى
slot server jepang