خدمات وتنمية مجتمعية

الدكتور أسعد الهوارى يكتب…غرائب الانسان

غريبة أن الإنسان يبقي عارف الحرام والحلال ويتعامل معهم هم الأثنين ، ويجد مليون مبررا يقنع نفسه به أن الحرام حلال _ سبحان الله ! تحجرت القلوب وضمرت الإنسانية وأختفى النبل وضاع الحب ، وعجز لسان عن قول الحق لسبب ما !

فالحلال بين والحرام بين ، وبينهما أمور متشابها ، لا يعلمها كثير من الناس ، فمن أتقي شبهات أستبرق لدينه وعرضه ، ومن وقع في شبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعي حول الحمي يوشكوا أن يرتع فيه ، إلا أن لكل ملك حمي ، وأن حمي الله محاربة ، الدنيا ساعة ، والأخرة خلود ، الهلاك ليس ها هنا ، الهلاك الحقيقي من أتي يوم القيامة بالميزان ، تقطر منه دماء ، الهلاك هلاك النفس ، لا هلاك الروح ، ويل لمن أهلك نفسه بنفسه ، فالحلال لا يتعب ولا يكلف شيآ، والطاعة لأتكلف اقتصادا أبدا ، أنما يتعب الحرام والمعصية هي التي تكلف اقتصادا ، فلا تنظروا إلي صيام أحد ولا إلي صلاته ، ولكن أنظروا إلي صدق حديثة وإلي أمانته إذا أؤتمن ، اكره كما تشأ ، وحب كما تشأ ، وحقد كما تشأ ، هذه عواطف فلا ترتب عليها حكم ، فلا تظلم ولا تزي ، فلا يغار إلا الناقص ، وإلا يحسد إلا الفاشل ، ولا يغتاب إلا المنافق ، ولا يفتن إلا الضعيف ، فكل جريمة عقوبتها تتأخر عنها إلا الحقد ، لأن الحاقد كلما يراك في خير قلبه يتقطع ، ويهتم وقت ظهورك ، فيكون عقابه ذلك , وافضل عقاب لنوعية هؤلاء من البشر دعهم للأيام وستري بمقلة عينك ، أنها لحظات من القوة تعقبها لحظات من الضعف يتداولها بعض من الناس على اختلاف طبقاتهم ، فإذا أصبحت من ذوى المناصب هذا اختبار من الله فجتهد في الأبداع والابتكار ولا تجهد في ظلم الأبرياء أبناء الشرفاء أصحاب العقول المستنيرة بشكل متعمد ، لشعورك المتنامي والساكن في جسدك بعقدة النقص ، واللبيب هو من يقرآ بقلبه ويتغير المحذور بأعماله ويترفق بالخلق وينشر الخير والمحبة حينما يحل ، لسنا في حاجة إلي كلية شريعة لنعرف الخطأ من الصواب ، الحق من الباطل الحلال من الحرام فقد وضع الله في قلب كل منا كلية شريعة ، ومن منا لا يخطا ، وكل ما نحن مطالبون به نجلو نفوسنا .
خلاصة القول : آفة هذا الزمان أن بعض البشر يعرف الحرام والحلال بمقلة العين وبيحت عن مبررا ليحلل الحرام!
روائي دكتور / أسعد الهواري
الشركة العامة للبترول

زر الذهاب إلى الأعلى
slot server jepang