مقالاتمميز

شيماء محمد تكتب..التنمر: الوجه القبيح للعالم الحديث

في مدينةٍ تُشرقُ فيها الشمسُ كلَّ صباح،

وقعت مأساةٌ أطفأت النورَ وأشعلت الجراح.

فتاةٌ صغيرةٌ تمشي بحلمٍ نقي،

لم تعلم أن الأذى بات قريبًا يترقبها في الخفاء الدني.

اجتمع عليها بضع فتيات ضربوها وسخروا بقسوةٍ جارحة،

وأيديهم كانت للاسف بالظلم فارحة.

صرخاتها علت، لكن قلوبهم كانت كالصخر،

وكأن الإنسانية فيهم قد فقدت الأثر.

سقطت على الأرض تئنُّ من الألم،

والدموع تغسلُ وجهها وكأنها مطرٌ من ندم.

وفي المستشفى كانت جراحُها تُعالج،

لكن في القلبِ ظلّت الذكرى كجرحٍ مُعالَج.

وهناك اخرى لم تحتمل سخرية وقسوة لم تكن لها ان تكتمل ، فودعت كل الامها برغم صغر سنها ، اختارت ان تسكن جوار ربها، وفتحت شرفتها على مصرعيها ، لتفرد جناحيها وكانت بتلك القفزة تختم معاناتها أمام من هم مفترض فى مثل عمرها ،تاركة الالام وضجة فى القلوب وانين ، وصورة ذكرى لن تحتمل الحنين.

يا للأسى في زمنٍ صار فيه الأذى شائعًا،

والأخلاق التي كانت تاجًا باتت نادرةً وضائعة.

كيف أصبح سوء الخلق لغةً دارجة؟

وكيف صار التنمر عادةً خارجة؟

يا أيها الآباء، أنتم مصابيح الأمل،

تُضيئون دروبَ الأبناء حين يشتدّ الزلل.

“كلكم راعٍ وكلكم عن رعيته لمسؤول”،

فاغرسوا في قلوبهم الرحمة، وأحيوا وصيته.

علّموهم أن القسوة ضعفٌ واللطف قوة،

وأن الكلمة الطيبة جسرٌ يعبر بهم للنجاة والسموّة.

ويا أيها المجتمع، لا تكن للصمت حليفًا،

فالصمت على الظلم يزيدُ الشر ويجعله عنيفًا.

الأخلاق سورٌ يحمي النفوس من العثرات،

فكيف نتركه ينهدم ونفتح باب الهفوات؟

التنمر وصمةٌ تجرحُ الجبين،

وصوتٌ قاتمٌ يخنق الأنين.

فلنُعيد للأخلاق مكانها في الحياة،

ولنزرع الرحمة فى القلوب حتى لا يتاذى يوما ابناؤنا وهم يسيرون فى الدروب .

 

زر الذهاب إلى الأعلى
slot server jepang