أخبار السعودية.. إعرف كيف”أرامكو” من شركة باحثة عن النفط إلى أكبر منتج للذهب الأسود
أخبار السعودية ..أخبار الرياض ، أخبار المملكة العربية السعودية
أعدت صحيفة اليوم السابع تقرير عن شركة أرامكوا السعودية عملاق النفط السعودي ، ذكرت فيه أن شركة أرمكو بعد من أكبر وأهم شركات إنتاج النفط فى العالم وتقع فى المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وتعمل فى مجال التنقيب والإنتاج والتكرير والتسويق والشحن الدولى، وتأتى فى طليعة شركات العالم فى إنتاج الزيت الخام والغاز الطبيعى وفى تصدير الزيت الخام وسوائل الغاز الطبيعى.
أرامكو شركة عملاقة وغنية عن التعريف، وهى تعمل فى كل قطاعات الطاقة من التنقيب والاستكشاف إلى الإنتاج والتكرير وصناعة البتروكيماويات ومتواجدة حول بقاع العالم، وتستطيع أن ترفع إنتاجها من النفط فقط إلى حوالى 12.5 مليون برميل باليوم إن احتاجت الأسواق العالمية لذلك.
من خلال التقرير التالى سيتم عرض تاريخ شركة أرامكو من الثلاثينات حتى الألفينات مرورا بفترات تطورها وحصول عدد من الدول حق التنقيب من خلالها، وحتى أن أصبح ملكيتها كاملة للملكة العربية السعودية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أصبحت الآن “أرامكو” أكبر شركة بترول عالميا، علاوة على سعيها للتوسع فى خطط أخرى خاصة بالتنقيب عن النفط الصخرى بالولايات المتحدة الأمريكية.
تعود بداية شركة “أرامكو” أو “الزيت العربية” سابقا، إلى عام 1932، عندما تم اكتشاف النفط فى البحرين، لتبدأ شركة “سوكال” المفاوضات لمدة عام مع الحكومة السعودية للفوز بامتياز التنقيب عن النفط بالمملكة، وبحسب ما ورد على الموقع الرسمى لشركة “أرامكو”، أنه فى عام 1933، تم تأسيس الشركة تحت اسم “كاليفورنيا العربية للزيت القياسى”.
وفى عام 1936، بعد أن فشلت الشركة فى العثور على النفط، اشترت شركة تكساكو – نفط تكساس، نصف حصة الامتياز للتنقيب عن النفط، ثم فى عام 1938، وبعد أربع سنوات من التنقيب تم الوصول إلى أول نجاح مع موقع الحفر السابع بالدمام، وأصبحت المنطقة معروفة بـ “بئر الدمام رقم 7″، والذى أعاد الملك عبد الله بن عبد العزيز تسميته وقتها بـ “بئر الخير”.
وقد أنتج هذا البئر على الفور أكثر من 500 برميلا يوميا بما يعادل 240 متر مكعب، وتم تصدير الزيت الخام عن طريق الصنادل إلى الولايات المتحدة، مما إعطى الشركة الثقة للمواصلة فى التنقيب، وفى عام 1939، قامت الشركة بتصدير أول شحنة زيت، واستمر الوضع على ذلك حتى عام 1944 والذى تغيرت فيه اسم الشركة ليصبح “العربية الأمريكية للزيت – أرامكو الأمريكية”.
وفى عام 1948، اشترت شركة إسو – نيوجيرسى للزيت القياسى التابعة لشركة إكسون موبيل، حصة 30% من أسهم “أرامكو الأمريكية”، ثم قامت شركة سوكونى فاكيوم، والتى اشترتها “اكسون موبيل” لاحقا بشراء حصة 10% من “أرامكو الأمريكية”، وخلال عام 1950، هدد الملك عبد العزيز آل سعود بتأميم المنشآت النفطية فى المملكة، وبالتالى استطاع الحصول على حصة من أرباح “أرامكو الأمريكية”.
وكانت هناك عمليات مماثلة حدثت مع شركات النفط الأمريكية فى فنزويلا فى نفس الوقت، فقامت الحكومة الأمريكية بمنح شركة “أرامكو الأمريكية” تخفيضات ضريبية تعادل الأرباح التى كانت تمنح للملك عبد العزيز آل سعود، والتى عرفت باسم الحيلة الذهبية، ثم تم نقل مقر الشركة من نيويورك إلى الظهران، وبعدها تم إنجاز خط الأنابيب عبر البلاد العربية (التابلاين) عام 1950.
وبحلول عام 1957 منحت السعودية إحدى الشركات الخاصة فى اليابان وتدعى شركة “البترول التجارية اليابانية” حق الامتياز للتنقيب عن البترول فى المملكة، وتحديداً فى المنطقة البحرية المحايدة مع للكويت، وبعد توقيع الاتفاقية، أعلنت الحكومة اليابانية مساندتها لشركة البترول التجارية فى أعمال التنقيب عن البترول واستكشافه فى أعماق الخليج العربى.
وفيما بعد تمكنت الشركة اليابانية من جمع 40 من كبرى الشركات اليابانية العاملة فى الخدمات المساندة للتنقيب عن البترول، للدخول والانضمام إليها، ليتم تأسيس شركة يابانية كبرى جديدة تعمل على التنقيب عن البترول فى السعودية، وفى أواخر عام 1957 أقر الملك سعود بن عبد العزيز المسودة النهائية للاتفاق مع الشركة اليابانية الجديدة التى سميت “شركة الزيت العربية المحدودة”.
واستمرت الشركة اليابانية فى التنقيب حتى تم اكتشاف أغنى المناطق النفطية فى العالم بالمملكة العربية السعودية، بمنطقة الظهران، حيث تضخ تلك المنطقة اليوم 300 ألف برميل يوميا، كما تقدر احتياطياتها النفطية بنحو 60 مليار برميل، إضافة لاحتياطيات غير مستغلة من الغاز الطبيعى، تصل إلى 25 مليار متر مكعب.
وخلال عام 1961، قامت شركة “أرامكو” التى كانت تتولاها الشركة اليابانية، بمعالجة غاز البترول المسال (البروبان والبوتان) للمرة الأولى فى معمل تكرير رأس تنورة ونقله إلى العملاء، وعام 1966، بدأت ناقلات النفط فى الرسو فى الجزيرة الإصطناعية، وهى منصة تحميل الزيت الخام الجديدة فى مياه الخليج مقابل رأس تنورة.
أما بحلول عام 1973، وبعد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل خلال حرب أكتوبر، استحوذت الحكومة السعودية على حصة 25% من شركة “أرامكو الأمريكية”، وفى عام 1974، ارتفعت حصة الحكومة السعودية إلى 60%، حتى تم إطلاق مشروع شبكة الغاز الرئيسية عام 1975، وخلال عام 1980، استطاعت الحكومة السعودية الحصول على حصة 100% من أرامكو الأمريكية.
وكل هذه المراحل والشركة اليابانية تتولى حق التنقيب فى المملكة العربية السعودية من خلال شركة أرامكو الأمريكية، والتى صدر لها مرسوم ملكى عام 1988، لتعديل اسمها من شركة أرامكو الأمريكية إلى شركة الزيت الأمريكية العربية السعودية أو “أرامكو السعودية” خاصة بعد استحواذ الحكومة السعودية على حصة 100% من أرامكو الأمريكية.
ومنذ هذه الخطوة عام 1988 وأصبحت أرامكو السعودية شركة مملوكة بالكامل للحكومة السعودية، وهو ما ترتب عليه إدارة العمليات والسيطرة على النفط والغاز السعودى، ثم تم اكتشاف الزيت والغاز بنوعية جنوب الرياض، فى أول اكتشاف يتم خارج منطقة الأعمال الأصلية للشركة عام 1989، وفى عام 1991، قامت الشركة بلعب دور رئيسى فى مكافحة انسكاب الزيت فى مياه الخليج العربى.
استحوذت “أرامكو السعودية” عام 1996 على حصة 50% فى شركتى موتور أويل (هيلاس) الأمريكية – كورينث ريفاينريز وأفن أويل، كما استحوذت الشركة على حصة أغلبية فى شركتين لإنتاج زيوت التشحيم فى جدة، وهما الشركتان اللتان تعرفان الآن بشركة لوبريف – أرامكو السعودية لتكرير زيوت التشحيم ، وشركة بترولوب – أرامكو السعودية لزيوت التشحيم.
وبحلول عام 2000 انتهى حق الامتياز للشركة اليابانية، وتولت أرامكو إدارة حصة السعودية فى نصف المنطقة المقسومة ما بينها وبين الكويت من مياه الخليج العربي، وأنشئت أرامكو لأعمال الخليج، ومنذ ذلك العام وحتى الآن وتتوالى مشروعات الشركة فى مجال النفط والغاز، حتى أصبحت أكبر شركة للنفط عالميا، بحسب تصنيف مجلة “فوربس”.
تعد “أرامكو السعودية” أكبر شركة بترول فى العالم من حيث القيمة السوقية، وتدير الشركة أكبر احتياطيات مؤكدة للزيت فى العالم، والتى تبلغ نحو 260 بليون برميل، كما تحتفظ الشركة بأكبر طاقة إنتاجية احتياطية من النفط الخام فى العالم، وهى طاقة جاهزة للاستخدام بغرض المحافظة على استقرار السوق النفطية فى حال اضطراب الإمدادات.
يقع المقر الرئيس لـ”أرامكو السعودية” فى الظهران بالمملكة العربية السعودية، وتنتشر مكاتبها وأعمالها فى أنحاء المملكة، ويعمل بها أكثر من 61 ألف موظف ينتمون إلى 77 دولة، وتتولى الشركة إدارة احتياطى مؤكد من النفط الخام التقليدى والمكثفات يبلغ نحو 261.1 بليون برميل، كما تتولى الإشراف على احتياطيات من الغاز الطبيعى تبلغ 294 تريليون قدم مكعبة قياسية.
تدرس الشركة خططاً لبناء مصفاتى تصدير، إحداهما فى ينبع مع كونوكو فيليبس، والأخرى فى الجبيل مع توتال، وإضافة إلى ذلك، فقد وقعت أرامكو السعودية مؤخرا مذكرة تفاهم مع شركة داو كيميكال كومبانى لدراسة تأسيس شركة مشروع مشترك مقترح لإنشاء وتشغيل مرفق عالمى لإنتاج المواد البلاستيكية والكيميائية بالتكامل مع معمل التكرير فى رأس تنورة.
وفى الولايات المتحدة الأمريكية، يجرى حالياً القيام بأعمال توسعة لمصفاة موتيفا فى بورت آرثر بتكساس، مما سيزيد طاقتها من 325 ألف إلى 600 ألف برميل فى اليوم، ويجعلها أكبر مصفاة فى البلاد، وبحسب ما أعلنه وزير النفط السعودى فى تصريحات سابقة، أن أرامكو لم تكتف بهذه التوسعات فقط، بل ستتجه للاستثمار فى الطاقة المتجددة، وهو ما يمثل تحول استراتيجى لها.
ولم تقتصر طموحات شركة “أرمكو السعودية على تلك المشروعات المذكورة فقط، بل تمتد لتصل إلى حد التوسع فى استخراج النفط والغاز الصخرى، حيث بدأت الشركة فى شهر يوليو من العام الماضى عندما أعل نائب وزير النفط السعودى، عبدالعزيز بن سلمان أن هناك مشروع توسعة يجرى تنفيذه بهدف إنتاج 4 مليارات قدم مكعب من الغاز الصخرى يوميا بحلول عام 2025.
وبحسب ما تناقلته وكالة الأنباء السعودية وقتها، انه سيتم إنتاج من 20 إلى 50 مليون قدم مكعب من الغاز الصخرى يوميا خلال العام المقبل، ترتفع بعد ذلك إلى 500 مليون قدم مكعب يوميا، بحلول عام 2018، حيث أكدت الشركة السعودية أرامكو أن هذه الخطوة تأتى إدراكا من الحكومة السعودية لأهمية الانتقال من استهلاك السوائل النفطية إلى استخدام الغاز، خاصة فى مجال توليد الكهرباء.