أخر كلام معركة النفط والصراع على هلال البترول الليبي لن يتوقف
تنشر وكالة أنباء البترول والطاقة تقرير شامل عن معركة النفط.. الصراع على هلال البترول الليبي لن يتوقف قريباً ، حيث ذكر التقرير أنه لا تزال المعركة مستمرة من أجل السيطرة على المنشآت النفطية المتواجدة في حوض سرت في ليبيا.
ففي أوائل شهر مارس، انتزعت سرايا الدفاع عن بنغازي، تلك المجموعة التي تأسست سنة 2016، وعلى صلة بتنظيم القاعدة، ميناءيْ راس لانوف والسدرة النفطيين من قوات المشير حفتر، في شرقي ليبيا.
لكن استطاعت قوات “الجيش الوطني الليبي” التي يقودها حفتر، يوم 14 مارس/، استعادة السيطرة على هذا المجال، بعد قتال عنيف بحسب تقرير لموقع “24 أور” السويسري.
استئناف الإنتاج
ولا تزال المعركة من أجل هذا المجال الذي يحتوي على 70% من احتياطي الذهب الأسود في البلاد، لا تزال أبعد ما يكون عن النهاية.
فالبنسبة للمشير خليفة حفتر، يمثل هذا المجال ورقة رابحة في المفاوضات المستقبلية لحل الأزمة السياسية الليبية، نظراً لأن 90% من ميزانية الدولة تأتي بالأساس من العائدات النفطية.
فضلاً عن ذلك، يسيطر الجيش الليبي، الذي يعترف ببرلمان طبرق، على اثنين من المواقع النفطية المهمة: وهما ميناءا البريقة والزويتينة، اللذان يتواجدان على طريق سرايا الدفاع عن بنغازي، التي تريد بدورها الوصول إلى مدينة بنغاري وتحريرها من أيدي قوات المشير حفتر.
وخير دليل على أن قوات سرايا الدفاع عن بنغازي ليست مهتمة بالاستيلاء على المنشآت النفطية، هو قيامها بتسليم حكومة الوفاق الوطني، التي تأسست على خلفية اتفاقيات الصخيرات، مسؤولية أكبر ميناءين نفطيين في الهلال النفطي بليبيا.
وقد تسلم حرس المنشآت المكلف من قبل المجلس الرئاسي، العميد إدريس بوخمادة مسؤولية حماية هذه الموانئ والمنشآت النفطية. وفي هذا السياق، أوضح بوخمادة أن “مهمة حرس المنشآت النفطية تتمثل ببساطة في تأمين عمل شركة النفط الوطنية”.
والجدير بالذكر أن عملية تنصيبه قد أثارت جدلاً سياسياً حاداً، نظراً لأنه كان على علاقة “بإبراهيم الجضران”، وهو قائد سابق في قوات حرس المنشآت النفطية الليبية، الذي قاد مجموعة من المسلحين للاستيلاء على عدد من الموانئ النفطية في البلاد، وكان من دعاة إنشاء إقليم فيدرالي في برقة.
خلال شهر سبتمبر، التقى إدريس بوخمادة بخليفة حفتر ورجاله، قبل استئناف عملية الإنتاج، التي توقفت منذ سنة 2014. وفي الواقع، كانت ليبيا تنتج قرابة 1.6 مليون برميل يومياً خلال سنة 2012، ولكن سرعان ما انخفض الإنتاج إلى 250 ألف برميل، في منتصف سنة 2016، في حين وصل الإنتاج، منذ بداية هذه السنة، إلى 700 ألف برميل.
وستستغْرق ليبيا وقتاً للعودة إلى معدل إنتاجها العادي، لأن معظم البنية التحتية النفطية الليبية قد تضررت بشدة من جراء القتال الذي وقع في شهر ديسمبر/كانون الأول سنة 2014، مما أجبر العديد من المنشآت على وقف عمليات الإنتاج.
المواقع المتضررة
خلال شهر ديسمبر من سنة 2014، تعرض مرفأ السدرة النفطي إلى هجمات عنيفة، مما أدى إلى تلف مئات الآلاف من براميل النفط، وانصهار أحد خزانات النفط المهمة في البلاد جراء الحريق الكبير الذي وقع بذلك الميناء، فضلاً عن تدمير سبعة خزانات أخرى تقدر قيمة أحدها بقيمة 32 مليون فرنك من مجموع 19 خزانا، وذلك وفقا لما جاء في تقارير “شركة الواحة للنفط” الليبية.
ووفقاً لما جاء في تصريحات مدير شركة النفط “وفاء” إبراهيم ملهوف، التي أدلى بها في آخر شهر فبراير/شباط، فإنه “يجري حالياً العمل على إصلاح أربعة خزانات، فضلاً عن أننا سنتمكن من استخدام خزانين خلال الشهرين القادمين، ويتوقع زيادة صادرات النفط إلى 100 ألف برميل يوميا”. وأما في سنة 2015 فقد دمّر تنظيم الدولة العديد من المنشآت النفطية المتواجدة في الجنوب الليبي، مثل تلك التي تقع في جالو، والظهرة.
ويشير الموقع في تقريره إلى أنه خلال زيارة قام بها إلى ميناء سدرة، في شهر فبراير، تبيّن أن الإصلاحات التي تم إجراؤها استندت إلى جملة من الإمكانات المتواضعة. وفي هذا الصدد، أوضح إبراهيم ملهوف أنه “تم استبدال خطوط الأنابيب التي لم تعد صالحة للاستعمال بخراطيم عائمة، وبالتالي لم تكن هناك حاجة للاعتماد على شركات خارجية. وعلى الرغم من تضرر الخزان، إلا أنه لا يزال بوسعنا ملء ثلثيه”.
وأضاف إبراهيم ملهوف أنه “تمت تغطية خطوط الأنابيب بالرمال، لكي لا تشتعل فيها النيران، في حال تم الهجوم على المرفأ مرة أخرى”، إذ إنه يعرف مسبقاً أن الموقع سيكون مطمعاً لجماعات أخرى، في المستقبل.
في أواخر العام الماضي، وقع صاروخ على خزان نفط، ومبنى قريب لأنابيب استقبال النقط الذي يعتبر المركز العصبي للمحطة. وفي الحقيقة، لا توجد حتى اللحظة الراهنة أية معلومات عن بقية المنشآت النفطية، منذ الهجوم الأخير الذي شنته قوات خليفة حفتر على العديد من المواقع النفطية.