استهداف ناقلات النفط يثير مخاوف الأسواق.. ومحللون: الأسعار قد تصل إلى 90 دولارا
[ad_1]
استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع ملحوظ بسبب توتر الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وما ترتب عليها من مخاوف على الإمدادات، بينما يحد من المكاسب القلق من نتائج مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، في ضوء تعثر المفاوضات أخيرا وسط انعكاسات متوقعة على النمو الاقتصادي العالمي.
وقال لـ”الاقتصادية” مختصون ومحللون نفطيون، “إن المخاوف من مواجهات عسكرية شاملة في الشرق الأوسط أدت إلى رفع درجة حرارة التوتر في المنطقة خاصة مع وقوع هجمات على ناقلتي نفط سعوديتين”، عادّين هذه العوامل كفيلة برفع الأسعار إلى مستويات قياسية ما لم تحدث جهود مضاعفة من المنتجين لبث الثقة بالسوق واحتواء تأثير العوامل الجيوسياسية.
وأشار المختصون إلى أن الأسواق على المدى القصير مزودة بشكل جيد، لكن المخاوف تتسع تدريجيا مع ارتفاع حرارة التوترات السياسية ورغبة الإدارة الأمريكية في تصفير مستوى الصادرات النفطية الإيرانية، رغم استعانة إيران بالصين وببعض الشركات الأوروبية، لكن من المؤكد أن هناك حالة من الحذر الشديد في الوقوف إلى جانب إيران من قبل الصين وأوروبا.
وذكر المختصون أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو مصدر هاجس واسع للمستهلكين، كما أن هذا التوتر قد يرفع الأسعار إلى 80 دولارا للبرميل ويمكن أن تصل إلى 90 دولارا للبرميل في حالة حدوث مواجهات عسكرية واسعة بين الولايات المتحدة وإيران أو أحد وكلائها في المنطقة.
وقال جوران جيراس مساعد مدير بنك “زد إيه أف” في كرواتيا، “إن سوق النفط الخام لا تواجه أزمة إمدادات حاليا، وإن محاولات تعطيل إمدادات النفط ستفشل دون شك، في ضوء قدرات “أوبك” التصديرية الواسعة وتمكنها من زيادة الإنتاج وتصديره بطرق مختلفة، لن تتمكن أي دولة من تعطيلها”.
وأشار إلى أن الإنتاج الأمريكي أيضا ما زال مرتفعا وهو ما يعني أن الإمدادات النفطية في مستويات جيدة وغير مقلقة، كما أن المخزونات النفطية ما زالت عند مستويات مرتفعة نسبيا، عادّا المنتجين سيبذلون قصارى جهدهم لتجنب حدوث أزمات فى السوق مهما تصاعدت التوترات السياسية، مع توقع هبوط الصادرات الإيرانية إلى مستوى الصفر واستمرار التهاوي الحاد فى الإنتاج الفنزويلي.
من جانبه، أكد أندريه جروس مدير شركة “إم إم إيه سي” الألمانية للطاقة، أن اجتماع وزراء “أوبك” وخارجها في حزيران (يونيو) المقبل يأتي في ظل متغيرات عديدة وتحديات متلاحقة تطرأ على السوق، أهمها العقوبات على إيران بعد إلغاء التنازلات والضغط من أجل تصفير مستوى الصادرات الإيرانية، وارتفاع المخاطر الجيوسياسية بعد حدوث توترات في الشرق الأوسط.
وأوضح أن ما يخفف من المخاوف تعهد السعودية والإمارات بدعم استقرار السوق من خلال ما تتمتعان به من طاقات احتياطية فائضة وقدرة على تعويض السوق عن أي نقص في المعروض، مع التحفظ في إجراء الزيادات بحيث تأتي في التوقيت المناسب، وكاستجابة لنمو ملحوظ من جانب الطلب العالمي على النفط الخام، مبينا أن مؤشرات الطلب الحالية متقلبة في ضوء تعثر مفاوضات التجارة وتوتر العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين.
من ناحيته، قال روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، “إن تعديل تحالف المنتجين لمستويات الإمدادات النفطية ليس بالمهمة السهلة في ضوء تشابك عديد من العوامل المؤثرة في السوق وعدم اتضاح حجم تأثيراتها بشكل كامل حتى الآن”، لافتا إلى وجود انخفاض حاد ومتلاحق في مستوى إمدادات فنزويلا علاوة على ارتفاع مخاطر الانقطاعات في ليبيا بسبب تصاعد حدة القتال في البلاد.
وذكر أن روسيا تبدي حتى الآن التزاما بتنفيذ اتفاقها مع “أوبك” وهى حريصة على حماية تلك الشراكة وتطويرها على الرغم من ضغوط الشركات الروسية لوقف خفض الإنتاج والعودة إلى زيادة الإمدادات خاصة في ضوء الظروف الراهنة للسوق مع تقلص إنتاج عديد من الدول علاوة على القلق الروسي المستمر من التغول الأمريكي على الحصص السوقية لكبار المنتجين نتيجة استمرار الزيادات المتلاحقة في الإنتاج من النفط الصخري الأمريكي.
بدوره، أكد مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النساوية للطاقة، أن شبح المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط سيشعل الأسعار وقد تقفز إلى 90 دولارا للبرميل بحسب توقعات كثير من المحللين خاصة إذا تم إغلاق مضيق هرمز، وفي حال استمرار الاعتداءات الممنهجة على ناقلات النفط الخام.
وأشار إلى أن روسيا سبق أن تحدثت عن أن مستوى 50 دولارا للبرميل مناسب لها، لكنها استفادت دون شك من ارتفاع الأسعار بما يفوق ذلك مع الالتزام النسبي والتدريجي بخفض الإنتاج، مبينا أن روسيا قد تكون بحاجة في هذه المرحلة إلى مزيد من الإنتاج نتيجة الحقول والمشاريع الجديدة ورغبتها في تعويض نضوب الحقول القائمة في الأورال وغرب سيبيريا ولذلك قد تدفع نحو تخفيف خفض الإنتاج في الاجتماع المقبل للمنتجين في حزيران (يونيو) المقبل.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت العقود الآجلة للنفط أمس، بفعل تزايد المخاوف من تعطل إمدادات من منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي ينتاب فيه القلق المستثمرين والتجار بشأن آفاق النمو الاقتصادي العالمي في ظل تعثر محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وبحلول الساعة 11:34 بتوقيت جرينتش، بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 71.77 دولار للبرميل، مرتفعة 1.15 دولار، بحسب “رويترز”.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 62.49 دولار للبرميل مرتفعة 83 سنتا.
وقالت السعودية أمس “إن ناقلتي نفط سعوديتين من بين سفن استهدفتها “أعمال تخريبية” قبالة ساحل الإمارات”، ونددت بتلك الهجمات بوصفها محاولة لتقويض أمن إمدادات النفط العالمية.
وكانت الإمارات قالت أمس الأول، “إن أربع سفن تجارية تعرضت لعمليات تخريب قرب الفجيرة، أحد أكبر مراكز تزويد السفن بالوقود في العالم، التي تقع قرب مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الملاحية لتصدير النفط في العالم”.
والسعودية والإمارات في المركزين الأول والثالث بين أكبر المنتجين على الترتيب في منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك”، وفقا لأحدث مسح لـ”رويترز”.
وقالت “جيه.بي.سي إينرجي” للاستشارات ومقرها فيينا “التقارير بشأن حدوث تفجيرات في الفجيرة من المرجح أن تعطي دفعة أكبر لعلاوة مخاطر يحتمل أن تزيد في المنطقة، مع تقارير أولية تشير إلى استهداف ناقلات نفط بشكل خاص بعمل تخريبي على ما يبدو”.
وتتلقى الأسواق الدعم من سعي واشنطن إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر وتقليص صادرات فنزويلا، حيث تتسبب مشكلات في البنية التحتية أيضا في تراجع الإنتاج.
وقال أبهيشك كومار رئيس التحليلات لدى “إنترفاكس إينرجي” في لندن “تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بجانب الانخفاض الحاد في إمدادات النفط من فنزويلا وإيران، سيظلان يدفعان الأسعار إلى الصعود”.
ويقول كومار “إن النزاع التجاري بين واشنطن والصين الذي تصاعد الأسبوع الماضي سيظل يكبح الأسعار”.
وتمثل الولايات المتحدة والصين معا 34 في المائة من الاستهلاك العالمي للنفط في الربع الأول من 2019 وفقا لما تظهره بيانات من وكالة الطاقة الدولية.
وارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 70.66 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي، مقابل 69.66 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” أمس، “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب عدة انخفاضات سابقة، كما أن السلة استقرت تقريبا عند مستوى اليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 70.61 دولار للبرميل”.
Source link