تعرف على العوامل المؤثرة في اسعار النفط الخام
تتحكم عوامل كثيرة فى أسعار النفط الخام ، وتخضع للعديد من الجهات والمؤسسات الرقابية، لذلك تقدم وكالة أنباء البترول والطاقة، شرح كامل من كافة الجوانب لتلك العوامل واليكم نص التقرير وفقا “للنفط والغاز”.
العوامل المؤثرة في اسعار النفط الخام
تعد أسعار النفط أھم الأسعار الدولیة للسلع التجاریة على الاطلاق، حیث تراقب ھذه الأسعار جمیع دول العالم مؤسساته الاقتصادیة سواء في الدول المنتجة أم المستھلكة للنفط، لما لھذه الأسعار من دلالات خطیرة حول مستقبل التكالیف والاسعار والنمو في جمیع انحاء العالم .
ان أسعار النفط أصبحت من أكثر السلع التجاریة الدولیة تقلبا، ویرجع ذلك الى العدید من الاسباب والمتغیرات التي تؤثر في سعرھا، والتي تشمل المتغیرات الاقتصادیة والسیاسیة أو المناخیة، أو عوامل المضاربة القائمة على التوقعات ویمكن ایجاز اھم العوامل المؤثرة في اسعار النفط بالآتي :
١-حجم الاحتیاطي النفطي :
یمكن تحدید مدى ندرة النفط الخام في ضوء الاحتیاطي المؤكد للنفط الخام ، عندما یزید الجیولوجیون من تقدیراتھم لحجم الاحتیاطي فأن ندرة المورد النفطي سوف تقل مما یدفع المنتجین الى اعادة النظر بكلفة المستخدم باتجاه تخفیضھا فینخفض سعر النفط الخام . اما اذا اقتنع المنتجون بأن الاحتیاطي اقل من السابق فأن اسعار النفط الخام سوف ترتفع الى ان تتغیر التوقعات مرة اخرى .
٢-النفط الخام الاصطناعي :
یتضمن النفط الخام الاصطناعي النفوط الخام الناتجة عن تقطیر حجر السجیل ورمال القار والفحم ، وھي مھمة في توفیر موارد بدیلة للطاقة وفي امكان تأثیرھا في سعر النفط الخام التقلیدي .
٣-الجمود النسبي في الطلب على النفط :
یتسم النفط بشكل عام بانخفاض مرونتھ بالنسبة للسعر ، بمعنى آخر ان ارتفاع سعر النفط الخام لایترتب علیھ انخفاض في الكمیة المطلوبة . وانخفاض السعر لایترتب عليه ارتفاع في الكمیة المطلوبة من النفط . وذلك بخلاف العدید من السلع الاخرى التي یترتب على تغیر اسعارھا استجابة الكمیات المطلوبة منھا على نحو كبیر . وتشیر تطورات اسعار النفط والاستھلاك العالمي للنفط الخام الى ان ھناك رد فعل محدود للمستھلك تجاه تغیرات اسعار النفط الخام ، فضلا عن الحاجة الى مدة طویلة لكي یستطیع المستھلك ان یتكیف مع مستوى الاسعار المرتفعة . ان ھذا الانتظار الزمني یزید من عامل اللایقین في مرونة الطلب السعریة في الاجل الطویل . اذا اعتقد المنتجون ان الطلب في الاجل الطویل ھو اكثر مرونة مما ھو متوقع سابقا فأن المستھلكین لایطلبون الكمیات السابقة مما یؤدي الى انخفاض مفاجئ في السعر.
٤-الجمود النسبي في العرض :
حیث تتسم مرونة العرض النسبیة (استجابة الانتاج لتغیرات السعر) بالانخفاض وبصفة خاصة عندما یتعلق الامر بزیادة العرض مع ارتفاع السعر ، حیث ان الانتاج النفطي یعتمد اساسا على القدرة في الاستخراج من الآبار ، ومعدل الاستخراج الامثل للنفط من البئر ، ومن ثم فأن ارتفاع سعر النفط لاتقابلھ زیادة مھمة في المعرض النفطي فتزید الضغوط على الاسعار وتدفع بھا نحو الارتفاع بصورة اكبر ، لانه لكي تنخفض اسعار النفط لابد ان تحدث زیادة في حجم المعروض من النفط وھي مسألة في غایة الصعوبة خصوصا عندما یصل الانتاج الى حده الاقصى ، حیث یقتضي زیادة انتاج النفط ومن ثم زیادة العرض تطویر الآبار الحالیة وتعزیزمعدل الاستكشاف للآبار الجدیدة وھو مایتطلب وقتا طویلا .
٥-معدل النمو الاقتصادي :
وھو احد المحددات الاساسیة لحجم الاستھلاك العالمي من النفط الخام ، فاذا كانت توقعات المنتجین تشیر الى ارتفاع معدلات استھلاك النفط نتیجة لارتفاع معدل النمو الاقتصادي ، فأن كلفة المستخدم ستكون مرتفعة . فالتوقع بارتفاع معدل النمو الاقتصادي یؤدي الى زیادة الطلب على النفط الخام مما یدفع بالسعر نحو الارتفاع . ویحدث العكس في حالة التوقع بانخفاض معدل النمو الاقتصادي الذي یدفع بمعدلات الطلب ومن ثم استھلاك النفط نحو الانخفاض مما یدفع بمسار اسعار النفط الخام نحو الانخفاض .
٦-سعر الخصم :
في بدایة العقد الثالث من القرن الماضي ، كانت الاسعار المعلنة للنفط الخام من الشركات النفطیة العالمیة آنذاك اسعارا خالیة من التضخم ، ولكن العالم شھد عدم استقرار في معدلات التضخم فاقت عدم الاستقرار في اسعار النفط الخام ، وعلیھ لابد من تقییم اسعار النفط الخام بالدولار الثابت اي لابد من تحدید السعر الحقیقي للنفط ولیس السعر الاسمي . اذا افترضنا ان الاستثمار في استخراج النفط من الاصول التي لامخاطر فیھا فأن ھذا یدفع المنتجین الى الاستفادة من سعر الفائدة الحقیقي الذي یعبر عن عائد الاجل الطویل لسنوات استثمار خالیة من المخاطر ، ولكن اذا توقع المنتجون مخاطر سیاسیة وجیولوجیة مثل : التأمیم ، جفاف الآبار ، النضوب السریع للآبار ، صعوبة الحصول على موارد نفطیة جدیدة ، فأن ھذا یدفعھم الى فرض سعر خصم مرتفع . اما اذا قل خطر التأمیم والتملك فأنھم یتبنون سعر خصم اقل . یمكن اعتبار سعر الخصم بانھ ثمن الفرصة لرأس المال ، فاستثمار رأس المال في مشروع ما یضیع على المستثمر فرصة استثمار مالھ في مشروع آخر ، ولذلك فھو لن یستثمر في المشروع اذا كان بالامكان استثمار مالھ في مشروع آخر اكثر ربحا .وبمعنى آخر فأن سعر الخصم ھو المردود الذي یتوقع المستثمر الحصول علیھ من الاستثمار في اي مشروع . ان ربح المستثمر في صناعة النفط یعتمد على سعر الخصم علما ان سعر الخصم الدارج في الصناعة النفطیة ھو ١٢ % حسب التقدیرات الحقیقیة.
٧-سعر صرف الدولار الامریكي :
یتم تسعیر النفط الخام بالدولار ولذلك فأن أي تغير في سعر صرف الدولار يؤثر بشكل مباشر في سعر النفط الخام ويؤدي انخفاض سعر صرف الدولار إلى رفع أسعار النفط الخام من خلال ألاثر المباشر وألاثر غیر المباشر ، یتمثل الأثر المباشر أو قصیر الأجل لانخفاض الدولار في أسواق النفط في زیادة حدة المضاربات في عقود النفط ،الأمر الذي یسهم في ارتفاع أسعار النفط. فالنفط، كغیره من المواد الأولیة المسعرة بالدولار، یصبح رخیصا مقارنة بالاستثمارات الأخرى مقدرة بالعملات الأجنبیة، لذلك یقبل علیها المستثمرون.
و یتمثل الأثر غیر المباشر أو البعید الأجل، لانخفاض الدولار في أسواق النفط العالمیة في تغییر أساسیات السوق، عن طریق تأثیره في العرض والطلب على النفط. فمن نتائج انخفاض الدولار على المدى الطویل انخفاض الطاقة الإنتاجیة، أو عدم نموها بشكل یتناسب مع الزیادة في الأسعار بسبب انخفاض القوة الشرائیة للدول المصدرة، والتي لن تمكنها من توفیر الأموال اللازمة لزیادة الطاقة الإنتاجیة. هذا یعني انخفاض المعروض مقارنة بالطلب، وبالتالي ارتفاع أسعار النفط. الأمر نفسه ینطبق على شركات النفط العالمیة التي تتسلم عوائدها بالدولار، ولكنها تدفع تكالیفها بعملات مختلفة. فشركات النفط في بحر الشمال مثلا تدفع أجور عمالها بالیورو في الوقت الذي تتسلم فیه عائداتها بالدولار. هذا یعني ارتفاع التكالیف مقارنة بالعائدات، الأمر الذي یمنعها من زیادة الاستثمار في طاقة إضافیة، رغم ارتفاع أسعار النفط. هذا أیضا یخفض المعروض، ویرفع أسعار النفط.
٨-انتشار المضاربة على النفط:
وھي من الظواھر الجدیدة التي تتعرض لھا صناعة النفط حالیا، حیث تكونت صنادیق للمضاربة فيه ، وھو ما جعل النفط احد سلع المضاربة، وتقوم عملیات المضاربة في النفط على أساس التوقعات المستقبلیة للأسعار والتي ترتكز الى مجموعة من المتغیرات الاقتصادیة الكلیة وكذلك السیاسیة و المناخیة، وعندما تشیر ھذه التوقعات حول المتغیرات المؤثرة في النفط الى احتمال ارتفاع الأسعار یبدأ المضاربون في شراء النفط فترتفع أسعاره بصورة أكبر، وعندما تنعكس تلك التوقعات تبدأ عملیات بیع النفط فتنخفض أسعاره بصورة اكبر، وھو ما یؤدي الى زیادة نطاق التقلبات السعریة في النفط بفعل اتجاھات المضاربة.
٩-مستوى المخزون العالمي من النفط :
ان الارتفاع في مستویات مخزون النفط الخام أو المنتجات المكررة یدل على أن العرض یفوق مستوى الطلب، وغالبا ما یكون لھذا تأثیر سلبي على الأسعار والعكس صحیح .
١٠ – العوامل السیاسیة :
وھي أحد الخصائص الأساسیة لعملیة انتاج النفط، اذ أن انتاجھ یتركز في الخلیج بصورة أساسیة وھي منطقة ساخنة جدا من الناحیة السیاسیة، وعرضه للتقلب الشدید من وقت لآخر في ھذا الجانب. ونتیجة لذلك فأن أي تغیر في الأوضاع السیاسیة في ھذه المنطقة ینعكس بشكل مباشر على الأسعار العالمیة للنفط الخام.
١١ -التقلبات في المناخ :
بما أن النفط ھو المدخل الرئیس في عملیات تولید الطاقة فان التغیرات العنیفة في درجات الحرارة من حیث ارتفاعھا أو انخفاضھا یترتب علیھ ارتفاع أو انخفاض الطلب على الطاقة لأغراض التدفئة بالذات، وھو ما یؤدي
الى ارتفاع أو انخفاض الطلب على النفط، الأمر الذي ینعكس بشكل مباشر في أسعار النفط الخام .
مقال من النفط والغاز