دكتور محمد محفوظ يكتب: عيد الأم

يوم الأم في مصر يُحتفل به يوم 21 مارس من كل عام، وهو يتزامن مع بداية فصل الربيع. يُعتبر هذا اليوم مناسبة لتكريم الأمهات والتعبير عن الحب والتقدير لهن من خلال الهدايا والكلمات الجميلة.

لقد بدأ الاحتفال بيوم الأم في مصر عام 1956 بمبادرة من الصحفي مصطفى أمين، بعد أن استوحى الفكرة من قصة حقيقية لأم كرّست حياتها لتربية أبنائها دون تقدير كافٍ. ومنذ ذلك الحين، أصبح يوم الأم مناسبة سنوية مهمة في مصر والعديد من الدول العربية.

الأم في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة

لقد كرم اللـّٰه ورسوله الكريم الأم ونسرد بعض الأيات الكريمة والأحاديث الشريفه توضح فضل الأم وتكريمها :

مكانة الأم في القرآن الكريم

كرّم الإسلام الأم وجعل برّها والإحسان إليها من أعظم القربات، وورد ذلك في العديد من الآيات الكريمة، منها:

1. وجوب بر الوالدين وخاصة الأم

قال الله تعالى:

﴿وَوَصَّيْنَا ٱلْإِنسَـٰنَ بِوَٰلِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُۥ وَهْنًۭا عَلَىٰ وَهْنٍۢ وَفِصَـٰلُهُۥ فِى عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِى وَلِوَٰلِدَيْكَ إِلَىَّ ٱلْمَصِيرُ﴾

(سورة لقمان: 14)

تبين هذه الآية معاناة الأم في الحمل والولادة والرضاعة، مما يجعل برّها حقًا عظيمًا على الإنسان.

2. فضل الأم ثلاث مرات على الأب

قال تعالى:

﴿وَوَصَّيْنَا ٱلْإِنسَـٰنَ بِوَٰلِدَيْهِ إِحْسَـٰنًۭا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُۥ كُرْهًۭا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًۭا وَحَمْلُهُۥ وَفِصَـٰلُهُۥ ثَلَـٰثُونَ شَهْرًۭا﴾

(سورة الأحقاف: 15)

تكرار ذكر الأم في الآيات دليل على عظم مكانتها وفضلها على الأبناء.

مكانة الأم في السنة النبوية

وردت عدة أحاديث نبوية تبين عظمة حق الأم، منها:

1. الأم أولى الناس بحسن الصحبة

جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: “يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟” قال: “أمك”، قال: “ثم من؟” قال: “أمك”، قال: “ثم من؟” قال: “أمك”، قال: “ثم من؟” قال: “أبوك”.

(رواه البخاري ومسلم)

يُظهر هذا الحديث عظم حق الأم حيث كرر النبي ﷺ ذكرها ثلاث مرات قبل الأب.

2. الجنة تحت أقدام الأمهات

قال النبي ﷺ: “الجنة تحت أقدام الأمهات” (حديث حسن رواه النسائي).

وهذا يدل على أن رضا الأم سبب لدخول الجنة، وبرّها واجب على كل مسلم.

3. عقوق الوالدين من الكبائر

قال النبي ﷺ: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟” قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “الإشراك بالله وعقوق الوالدين” (متفق عليه).

جعل النبي ﷺ عقوق الوالدين، وخاصة الأم، من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله.

خاتمة

مكانة الأم في الإسلام عظيمة، وقد قرن الله برّها بعبادته، وجعل رضاها سببًا في رضا الله. لذا، يجب على كل مسلم أن يحرص على بر والدته والإحسان إليها في حياتها وبعد وفاتها بالدعاء والصدقات والأعمال الصالحة. وان الاحتفال بالام ليس يوم بل هو كل يوم وكل ساعه لعلنا نرد جزء من حقها علينا