سوق النفط تتجه بقوة للتخلص من وفرة الإمدادات
[ad_1]
واصلت أسعار النفط مكاسبها القياسية اليوم، لليوم الرابع على التوالي، فيما يحوم خام برنت حول 70 دولارا للبرميل، ويعوذ ذلك إلى أربعة عوامل رئيسة أبرزها نجاح خطة “أوبك+” في خفض المعروض وعلاج الوفرة في الإمدادات والمخزونات ومن ثم قيادة السوق إلى توازن العرض والطلب.
وتشمل العوامل الأخرى تلقي الأسعار دعما مماثلا آخر من العقوبات الأمريكية على فنزويلا وإيران، وتحسن مستويات الطلب بعد بيانات قوية عن المشتريات الصناعية في الصين، فيما ظهرت مؤشرات موازية عن تراجع معدل نمو الإنتاج الأمريكي بسبب تباطؤ أنشطة الحفر في الولايات المتحدة.
ويرى محللون نفطيون أن المكاسب السعرية التي تتوالى على سوق النفط هي انعكاس لالتزام قوي من قبل المنتجين في “أوبك” وخارجها بخطة استعادة التوازن في السوق، على الرغم من ضغوط خارجية تدعو إلى فتح صنابير الانتاج للهبوط بمستوى الأسعار إلى المستويات الملائمة أكثر للاستهلاك.
وأوضح المحللون أن هناك حذرا من قبل المنتجين في حالة العدول عن خفض الإنتاج، وذلك لعدم تكرار تجربة العام السابق عندما توسعوا في زيادة الإنتاج بوتيرة فائقة تحسبا للعقوبات الأمريكية على إيران، إلا أن الإدارة الأمريكية فاجأت الجميع بمنح تنازلات لثماني مشترين للخام الإيراني، فيما من المفترض مراجعة هذا القرار خلال أيار (مايو) المقبل.
وفي هذا الإطار، أوضح لـ”الاقتصادية”، دان بوسكا كبير محللي بنك “يوني كريديت” البريطاني، أن صعود أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية كان متوقعا في إطار قراءة معطيات السوق في الفترة الماضية، حيث تضافرت عدة عوامل مهمة داعمة للأسعار، أهمها بالطبع خفض الإنتاج والعقوبات والتقدم في مفاوضات التجارة وتعافي الطلب في الدول الرئيسة.
وأشار بوسكا إلى أن السوق تلقى دعما إضافيا من إعلان روسيا أنها ستوفي بكامل حصتها من اتفاق خفض الإنتاج خلال الشهر الجاري، التي تبلغ 228 ألف برميل يوميا، وفقا لاتفاق المنتجين في فيينا خلال كانون الأول (ديسمبر)، الماضي وهو ما قضى على الشكوك التي أثارها البعض بشأن الالتزام الروسي بالاتفاق مع “أوبك”.
من جانبه، يقول لـ”الاقتصادية”، أندريه جروس مدير قطاع آسيا في شركة “إم إم إيه سي” الألمانية للطاقة، إن السعودية خفضت طوعيا كثيرا من إنتاجها للمساهمة بشكل أسرع في علاج أوجه الخلل بين العرض والطلب، مشيرا إلى أن حقل حقل الغوار الرئيس سجل واحدة من المستويات القياسية في خفض الإنتاج لافتا إلى أن الإنتاج السعودي يتسم بالمرونة والقدرة السريعة على مواجهة متغيرات السوق.
وأضاف جروس أن التقديرات الدولية تشير إلى وجود نحو مليوني برميل يوميا من الطاقة الاحتياطية الجاهزة في السعودية، التي يمكن الاستعانة بها لمواجهة طوارئ السوق والمتغيرات الجيوسياسية، لافتا إلى أن هذه السياسات الإنتاجية المرنة أتاحت استعادة مستوى جيد من تعافي الأسعار والتغلب على تداعيات وفرة المعروض وارتفاع المخزونات المستمرة حتى الآن في السوق.
من ناحيته، يقول لـ”الاقتصادية”، بيل برايس مدير شركة “بتروليوم بوليسي إنتلجنس” للطاقة، إن حالة السوق النفطية أكثر ثقة وإيجابية، وهو ما أدى إلى استمرار المكاسب السعرية القياسية، مضيفا أن صناديق التحوط تشهد نشاطا ملحوظا في إطار زيادة التوقعات والرهانات على مزيد من المكاسب السعرية خلال الربع الثاني.
وأشار برايس إلى أن الصناديق على قناعة تامة بتباطؤ الإمدادات الأمريكية من النفط الصخري خلال العام الجاري، معتبرا أن السوق تتحرك بخطى سريعة نحو ضيق المعروض من النفط بالتزامن مع مؤشرات إيجابية عن نمو الطلب بوتيرة أسرع خلال النصف الثاني من العام الجاري.
بدورها، تقول لـ”الاقتصادية”، ويني أكيلو المحللة الأمريكية في شركة أفريكا إنجنيرينج، إن القناعة السابقة بأن الخام الأمريكي سيغرق الأسواق قد تبددت على نحو كبير حاليا، حيث يتباطأ الإنتاج الأمريكي منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، ويرجع ذلك بالأساس إلى فترة تهاوي الأسعار بنهاية العام الماضي، التي أدت إلى حالة من التوجس والحذر إزاء استمرار كثير من المشروعات الأمريكية بوتيرة الإنتاج المرتفعة نفسها، وأدى ذلك بدوره إلى تباطؤ وانكماش ملحوظ في أنشطة الحفر.
وأشارت أكيلو إلى أن التزام المنتجين باتفاق كانون الأول (ديسمبر) 2018 أسهم في تقليص المعروض النفطي على نحو واسع ومؤثر، وقد أدى ذلك إلى تراجع إنتاج “أوبك” تحديدا إلى أدنى مستوياته منذ عام 2015، لافتا إلى أن “أوبك” كعادتها لن تتسرع في العودة إلى زيادة الإمدادات إلا بعد استكمال خطتها والتأكد من حاجة السوق الفعلية لتعديلات جديدة في سياسات الإنتاج وبما يخدم إيجاد حالة من التوازن المستدام بين العرض والطلب.
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت أمس لليوم الرابع على التوالي مقتربة من 70 دولارا للبرميل، إذ ألقى الدعم، الذي يلقاه الخام من تخفيضات الإمدادات التي تقودها “أوبك” والعقوبات الأمريكية، بظلاله على زيادة غير متوقعة للمخزونات الأمريكية.
وبحسب “رويترز”، زادت العقود الآجلة لبرنت 36 سنتا بما يعادل 0.5 في المائة إلى 69.73 دولار للبرميل، بعد أن سجل في وقت سابق 69.87 دولار وهو أعلى مستوى منذ 12 تشرين الثاني (نوفمبر) وهي المرة الأخيرة التي تجاوز فيها مستوى 70 دولارا.
وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 26 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 62.84 دولار للبرميل، وكان قد ارتفع في وقت سابق إلى 62.90 دولار، مسجلا أعلى مستوى منذ السابع من تشرين الثاني (نوفمبر).
وتلقى أسعار النفط منذ بداية العام الحالي دعما من جهود الدول الأعضاء في “أوبك” وحلفاء من خارجها مثل روسيا – فيما يعرف بتحالف “أوبك+”، إذ تعهدوا بخفض الامدادات هذا العام بنحو 1.2 مليون برميل يوميا.
وخلص مسح هذا الأسبوع إلى أن إنتاج أعضاء “أوبك” سجل أقل مستوى في أربعة أعوام في آذار (مارس).
وإضافة إلى ذلك، تلقى الأسعار دعما من العقوبات الأمريكية ضد إيران وفنزويلا، وتعهد مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي بمواصلة الضغط على صناعة النفط في فنزويلا ومن يدعمونها من خلال العقوبات الاقتصادية، مضيفا أن أسعار النفط العالمية منخفضة لدرجة تسمج بهذه الإجراءات.
Source link