«فينترسال دِيا» تعيد بناء هيكلها التنظيمي لمواكبة تطلعاتها المستقبلية
كتب رأفت إبراهيم…تعتزم شركة «فينترسال دِيا» تعديل هيكلها التنظيمي بما يواكب تطلّعاتها المستقبلية. وعبر هذه الخطوة، ستتمكّن شركة الغاز والنفط المستقلة الرائدة في أوروبا، والتي تتوسّع بأنشطتها في مجال إدارة الكربون والهيدروجين، من تعزيز قدرتها التنافسية، وخفض تكاليفها الإدارية، مركِّزة بشكل أكبر على أولويّاتها الاستراتيجية.
وحول هذه الخطوة، أوضح ماريو ميهرِن، الرئيس التنفيذي وسيا، ونحن الآن نعيد بناء هيكلنا التنظيمي وفق هذه المعطيات”.
إعادة هيكلة فينترسال دِيا
سيقتصر مجلس إدارة فينترسال دِيا في تكوينه المُرتَقب على ثلاثة أعضاء؛ هم: رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي ماريو ميهرِن، والمدير التنفيذي للعمليات دون سامرز ، والمدير المالي بول سميث.
في المقابل، سيغادر هوغو ديكغراف، المدير التنفيذي للتكنولوجيا وعضو مجلس الإدارة، الشركة اعتباراً من 30 نوفمبر 2023. وسيتم نقل المسؤوليات المنوطة به إلى أعضاء مجلس الإدارة الآخرين. وقد تمّ بالفعل تقليص حجم مجلس الإدارة مع مغادرة ثيلو فيلاند، المسؤول عن منطقة روسيا وأمريكا اللاتينية وقطاع النقل، في وقت سابق من العام الجاري 2023.
ومن شأن إعادة الهيكلة المخطط لها أن تخفّف من التكاليف الإدارية؛ إذ إن الشركة تخطط، في نهاية المطاف، لتحقيق وفورات سنوية تُقَدَّر بنحو 200 مليون يورو، ويشكّل تخفيض الوظائف نحو نصف هذا المبلغ تقريباً.
وكجزء من إعادة الهيكلة، تعتزم الشركة الاستغناء عن زهاء 500 موظّف؛ منهم 300 في ألمانيا. وفي هذا الصَّدد، أفاد ماريو ميهرِن: “نسعى إلى تغيير الطريقة التي نعمل بها، متطلّعين إلى دعم وحداتنا العاملة على النطاق العالمي. ومن أجل تحقيق ذلك، ينبغي علينا اتخاذ الخطوة الصعبة المتمثلة في تقليص عدد طواقمنا في ألمانيا”. مشدِّداً على أن تخفيض الوظائف يجب أن يتمَّ بطريقة مسؤولة اجتماعيّاً قدر المُستطاع. وسيتم التفاوض مع مجالس العمل في ألمانيا على الخطط التفصيليّة لتخفيض الوظائف في الشركة على النطاق الوطني. كما ستخصِّص فينترسال دِيا مبلغ 225 مليون يورو في الربع الثالث من عامنا الحالي 2023؛ لتنفيذ خطط إعادة الهيكلة.
ثمة تغييرات ستطرأ أيضاً على المكاتب التمثيلية الدولية للشركة. وفي الفترة المقبلة، ستُدار الأنشطة في كل من الجزائر ومصر وليبيا والإمارات العربية المتحدة تحت مظلّة وحدة أعمال مشتركة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع الحفاظ على المكاتب المحلية للشركة في كلٍّ من القاهرة وأبو ظبي وطرابلس.
مقرّ وحيد للشركة
لاحقاً، ستكون مدينة «كاسِل» المقرّ الرئيسي الوحيد لفينترسال دِيا. ويعود وجود الشركة في كاسِل إلى ما يقرب من 70 عاماً. وكانت الشركة قد اتخذت مقرَّين رئيسيين لها منذ اندماج شركتيّ «فينترسال» و«دِيا» عام 2019؛ أحدهما في كاسِل والآخر في هامبورغ. أما حالياً، فسيتم نقل نحو 100 موظّف من هامبورغ إلى كاسِل، وذلك بطريقة مسؤولة ومن خلال المفاوضات مع مجالس العمل. وسيواصل مكتب الشركة في هامبورغ العمل كمقرّ إداريّ لوحدة أعمال فينترسال دِيا في ألمانيا.
الخروج من روسيا يمضي قُدُما
تعكس خطط فينترسال دِيا المتعلقة بالهيكل التنظيمي الجديد أيضاً المستجدّات التي تحصل على أرض الواقع منذ الحرب العدوانية التي شنتها روسيا على أوكرانيا.
كما تتابع الشركة حاليّاً عمليّة تنفيذ انسحابها الكامل من روسيا. وكجزء من هذه العملية، تقوم فينترسال دِيا بفصل أعمالها في روسيا بشكل قانوني. ومن المقرَّر أن يتمّ فصل الأعمال الدوليّة للشركة في التنقيب والإنتاج، وأنشطتها في إدارة الكربون والهيدروجين عن جميع مشاريعها المشتركة مع روسيا. ويتضمَّن ذلك مشاريع مشتركة في روسيا، فضلاً عن حصّتها في شركة «فينترسال المساهمة» في ليبيا (البالغة 51 في المئة)، وحصّتها في شركة «فينترسال نوردزي» الخاصة المحدودة في هولندا (البالغة 50 في المئة)، وأسهمها في شركة «نورد ستريم» المساهمة (البالغة 15.5 في المئة).
وفي هذا السياق، أكد ماريو ميهرِن على المُضيّ قُدُماً في عملية فصل أعمال الشركة عن روسيا: “قرارنا واضح: نحن نغادر روسيا. ويشكّل الانفصال القانوني لأعمالنا الدولية عن المشاريع المشتركة الروسية خطوة أخرى في هذه العملية”. ومن المقرَّر أن يكتمل هذا الانفصال بحلول منتصف العام المقبل 2024.
نبذة عن فينترسال دِيا
تتحوّل فينترسال دِيا، اليوم، من شركة الغاز والنفط الأوروبية المستقلة الرائدة، إلى شركة أوروبية مستقلة رائدة في إدارة الغاز والكربون. نتميّز، في الشركة، بتاريخ عريق يمتد إلى أكثر من 120 عاماً من الخبرة كمشغل وشريك في جميع مراحل سلسلة القيمة الخاصة بالتنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما. تتخذ الشركة الألمانية مقراً رئيسياً لها في كلٍّ من مدينتي كاسِل وهامبورغ، مكثفة أعمالها في التنقيب عن الغاز والنفط وإنتاجهما في 11 دولة حول العالم بفاعلية ومسؤولية. وبفضل أنشطتها في أوروبا، وأمريكا اللاتينية، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن فينترسال دِيا تمتلك محفظة عالمية في القطاع الأعلى من صناعة النفط والغاز؛ أي التنقيب والإنتاج، وكذلك تنشط أيضاً في القطاع الأوسط من هذه الصناعة من خلال إسهامها في نقل الغاز الطبيعي. كما نقوم بتطوير مشاريع لإدارة الكربون والهيدروجين منخفض الكربون؛ للمساهمة في تحقيق الأهداف المناخية، وتأمين إمدادات الطاقة. تجدون المزيد من المعلومات في تقريرنا السنوي.
بصفتنا شركة غاز ونفط أوروبية، فإننا ندعم هدف الاتحاد الأوروبي للحياد الكربوني بحلول 2050. وكمساهمة منا، وضعنا لأنفسنا أهدافاً طموحة: نُريد أن نصل إلى صافي الصفر في الانبعاثات عبر جميع عملياتنا في التنقيب والإنتاج، المُشغَّلة وغير المُشغَّلة على حد سواء، بحلول عام 2030. وهذا يشمل النطاق 1 (المباشر) والنطاق 2 (غير المباشر) من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على أساس حصة الشركة في أي مشروع. وستعمل شركة فينترسال دِيا أيضاً على خفض كثافة انبعاثات غاز الميثان إلى أقل من 0.1 في المئة بحلول عام 2025. وقد صادقنا على “مبادرة القضاء التام على الحرق التلقائي للغاز بحلول عام 2030” التي أطلقها البنك الدولي، وسوف نستمر في دعم هذه المبادرة الرامية إلى القضاء على عمليات حرق الغاز الروتينية في الأصول المُشغَّلة بحلول عام 2030. إضافة إلى ذلك، تخطط الشركة لدعم الجهود العالمية المبذولة لإزالة الكربون من خلال إقامة أعمال خاصة بإدارة الكربون وبالهيدروجين، سعياً نحو تخفيض ما بين 20 إلى 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2040. يمكنكم الاطلاع على المزيد حول هذا الموضوع في تقرير الاستدامة الخاص بنا.
تشكّلت فينترسال دِيا من اندماج شركتيّ “فينترسال” القابضة ذات المسؤولية المحدودة و”دِيا” (دويتشه إردول) المساهمة في عام 2019. ويعمل لدى الشركة حالياً أكثر من 2,000 شخص في نحو 60 دولة على النطاق العالمي.