كيف تأثر الباعة من حريق سوق توشكى؟

ليست هى المرة الأولى التى يتسبب فيها حريق هائل من حصد قوت الباعة الجائلين فى الأسواق الشعبية، حتى بعد تخصيص مساحات اراضى فضاء لإقامة أسواق تجمعهم فى شكل حضارى ومنها سوق توشكى بحلوان، الا انها افتقدت لشروط الأمان المتعلقة بضرورة وجود وسائل الإطفاء وتامين الحرائق لضمان سرعة السيطرة على اى حريق، وتجنب الخسائر الفادحة التى يمكن ان يتسبب فيها، وكذلك التغطية التامينية المناسبة ضد مخاطر الحريق، لضمان الحصول على التعويض الذى يمكن ان يغطى اى قيمة للخسائر لصالح البائع، وتمكنه من استعادة مصدر رزقه فى اسرع وقت، وحتى لا يضطر الى طلب اعانة أو ينتظر اى تعويض من اى جهة “لا يغنى ولا يسمن من جوع” .

“مال لا يقل عن 50 مليون جنيه خسرها الباعة أصحاب 514 باكية لبيع الملابس وغيرها من الأنشطة المتوسطة فى سوق توشكى ” هكذا تحدث الينا عبد الخالق عمر خبير التأمين، وأوضح ان هذه القيمة هى متوسط ما كان يمكن ان يحصل عليها الباعة فى حال عمل تغطية تامينية ضد مخاطر الحرائق ن حيث يتم تعويضهم بما لا يقل عن 100الف جنيه لصالح كل بائع عن قيمة البضاعة التالفة بسبب الحريق، وتكاليف انشاء الباكية ويتم سداد قسط التامين سنويا باقل من الف جنيه والتى تمثل 10فى الالف فى حال عمل تغطية تأمينية بمبلغ مليون جنيه، والامر لا يتطلب سوى توفير وسائل تامين الحريق اللازمة وبخاصة طفايات الحريق، كشرط اساسى لعمل التغطية التامينية، كما أوصى عمر بضرورة عمل وثيقة تامين جماعية ضد الحرائق لصالح الباعة فى حال الاستقرار على انشاء سوق جديد المكان، وان يتم سن تشريع جديد بالزام عمل تغطيات تامين اجبارية ضد الحريق كشرط اساسى من شروط الترخيص لإقامة اى مبنى تجارى .

وأضاف عمر انه يوجد العديد من الأسواق الشعبية التى تتكرر فيها حوادث الحرائق، ولا ينتبه أصحابها لضرورة عمل تغطية تامينية تعوضهم عن اى خسائر بسبب تلك الحوادث ومنها محلات ومخازن منطقة الموسكى والعتبة، لعدم وجود اشتراطات الأمان التى يجب توافرها فى هذه الأماكن عند حدوث حريق، وارتفاع نسبة الخطر لوجود مواد سريعة الاشتعال بكميات كبيرة وفى أماكن ضيقة مما يصعب وصول الإنقاذ إليها، وعدم وجود وعى تأمينى لدى أصحاب هذه العقارات والمحلات والمخازن، بأهمية وجود تأمين للحصول على تعويض عند حدوث أى كارثة، من الأسباب الرئيسية لعدم وجود تغطيات تأمينية كافية بهذه المناطق، كما طالب بضرورة حصر هذه الأماكن والتأكد من توافر وسائل الأمان الكافية من طفايات وحنفيات الحريق.

ومن جانبه تقدم النائب رضا البلتاجى، عضو مجلس النواب، باقتراح برغبة إلى الدكتور على عبد العال، موجها إلى رئيس مجلس الوزراء، بشأن إعادة بناء سوق توشكى بحلوان بشكل حضارى مع إمكانية توفير الدعم المالى من بنك الاستثمار بفوائد ميسرة أو طرح عملية التطور لإحدى الشركات المتخصصة مقابل نسبة من عائد التشغيل على أن يشمل كل المرافق من مياه وصرف وكهرباء ووحدة إطفاء ومركز إسعاف حتى لا تتكرر ماسأة الحريق التى تعرض له سابقاً، وأضاف ان محافظة القاهرة أنفقت قبل خمس سنوات 25 مليون جنيه لإنشاء سوق توشكى بحلوان لإبعاد الباعة الجائلين عن قلب المحطة وهو ما يساوى 100 مليون بأسعار اليوم بعد تحرير سعر الصرف، لكن للأسف أنشأ بشكل عشوائى بلا مرافق ولا خدمات.