محسن عليوة يكتب:ستون عاماً مضت والعطاء ما زال مستمر

إن الشركة العامة للبترول هى صرح شامخ من صروح وقلاع الإنتاج فى مصر وقد تأسست فى سبتمبر عام 1957 بقرار جمهورى رقم 730 وبرأس مال وطنى وخبرات مصرية متميزة ، والشركة العامة للبترول هى الأصل وأم شركات البترول فى مصر منذ نشأتها وحتى الأن وكان لنشأتها كسراً لقيد احتكار الشركات الأجنبية للبحث عن البترول وإنتاجه فكان لها دوراً رائداً مهماً وعطاءاً ساعد على إتخاذ القرارات السيادية لمصر فباتت أكاديمية علماء مصر وكلية الفنيين المتخصصين فى هذا المجال والذين ساهموا فى رفع راية مصر خفاقة فى جميع البلدان العربية والتى تهافتت على هذه الخبرات النادرة وكان نشاط الشركة الإستكشاف والبحث والتنقيب والحفر والإنتاج .

 

وهى أول شركة وطنية فى هذا المجال فى المنطقة العربية بأسرها فقامت بالمسح السيزمى والجيولوجى والجيوفيزيقى للعديد من المناطق فى خليج السويس والصحراء الغربية وشمال سيناء فظهرت مؤشرات بترولية لم تكن معروفة او معلومة من قبل وقامت الشركة منفردة بالبحث والإستكشاف فى رأس غارب ورأس شقير ورأس البحار ورأس سدر وعسل ومطارمة فى سيناء وفى جنوب غرب رفح وشرم الشيخ وأكتشفت حقل كريم وبكر عام 58 وحقل عامر عام 65 وحقل شقير 1966 وأم اليسر 1968 والعيون 1969 وخير 1973 والخليج عام 1980 ورأس البحار 1983 وحقل الحمد .
وكان الخوف من المغامرة برأس المال الوطنى أحد العوامل التى على أثرها تقلص دور الشركة فيما يتعلق بنشاط الحفر فجاء التفكير فى إنشاء شركة الحفر المصرية من رأس المال المستثمر من الشركة العامة والتى لقيت كل دعم من القيادة السياسية حينها الرئيس جمال عبد الناصر ثم لقيت الدعم من الرئيس السادات الذى كلفها بمهام استرتيجية وقومية ومنها مشروع شرق العوينات فحفرت آبار المياه العذبة فى مناطق شرق العوينات وتم إنشاء المطارات المتعددة الأغراض وربطت شرايين مصر متمثلة فى شبكة طرق بجنوب الوادى وحتى شرق العوينات وتم إنشاء مزارع تجريبية وإنتاجية لجميع المحاصيل الزراعية وأهمها القمح وانشاء حقول لتسمين الثروة الحيوانية على اعلى مستوى وتم تسليمها منتجة الى وزارة الزراعة والقوات المسلحة المصرية .

 

وها هى الشركة العامة للبترول فى عهد الرئيس السيسى تحقق أعلى معدلات انتاج فى مصر، كما أعلن ذلك السيد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية بوصول الانتاج إلى 57 ألف برميل يوميا،وخلال الأشهر القليلة القادمة سيتجاوز انتاج الشركة الـ 60 ألف برميا يوميا.

 
فالشركة العامة للبترول تعتبر الجندى المجهول فى المشروعات القومية حيث أنها التى قامت بدراسات الصحراء الغربية ووادى النطرون وسيوة ومنخفض القطارة ومفيض توشكى كل هذا اضافة الى مجالها الاساسى فى إنتاج البترول